ثمة أوجه شبه كبيرة بين المبعوث الأممي جمال بنعُمر والرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي.. أبرزها أن كلاً منهما حاز الإجماع على فشله. انتهت مهمة جمال بنعمُر بتنحِّيه عن المهمة الأممية مستقيلاً، ولا رضا عن دوره لا عند المؤتمر الشعبي ولا عند أنصار الله ولا عند اللقاء المشترك، حتى وقد تحول إلى ذراع للعدوان السعودي بحسبة التأييد والتواطؤ الذي شاهدناه في بيان الإصلاح وتصريحات القيادي الاشتراكي، ياسين نعمان، بصرف النظر عن شهادات بنعُمر المنصفة بعد أن غادر مهمته في اليمن. وغادر عبدربه منصور مقعد الرئاسة مستقيلاً وهارباً بعد أن رأى فيه المؤتمر خائناً ورأى فيه الإصلاح مرحباً بتمدد وانتشار أنصار الله، ورأى فيه أنصار الله متواطئاً مع القاعدة، ثم رأى فيه الشعب كله غير جدير بالمسئولية، خاصة عندما قام برعاية الجرعة على هامش إفساده الحياة السياسية برمتها. المقارنة بين المبعوث الأممي جمال بنعُمر ومبعوث الفشل اليمني عبدربه منصور ستقود للمقارنة اللاحقة بين المغربي جمال بنعُمر وبين خلفه المبعوث الأممي الجديد الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ. ما يريده اليمنيون المنكوبون بهذه النخب السياسية التي أوردت البلاد موارد الفشل والتهلكة هو أن ينجح إسماعيل ولد الشيخ أولاً في مهمة التحرر من الضغوط الإقليمية التي خضع لها بنعمر، تحديداً من الرياض والدوحة. من المهم جداً وهو يتهيأ لإجراء جهود الوصول إلى تسوية سياسية بين الأطراف أن يقرأ المشهد وحجم القوى وحضورها، بعيداً عن هذه التوصيفات الإعلامية المأجورة التي هيأت للعدوان ورافقته، مقسَّمة اليمنيين إلى ملائكة وشياطين دونما اعتبار لمعاني ودلالات أن العدوان على وحشيته وغطرسته قد وحَّد اليمنيين إلى حدود بعيدة. المطلوب من المبعوث الأممي الجديد أن يبدأ من حيث انتهى سلفه، وأن يستحضر وهو يعمل ليس إرادة همجية العدوان وإنما ضرورة الحل السلمي الذي أكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة لصعوبة الحل العسكري، وهو ما أكد عليه أيضاً الأمريكان والروس والإيرانيون وحتى الباكستانيون والأتراك، كما جاء عقب لقاء رئيس الوزراء التركي أردوغان والرئيس الباكستاني ممنون حسين، لأن ما تحتاجه اليمن هو التوصل إلى حل سلمي يستجيب لإرادة ومصالح اليمنيين، ولا يتخطَّفه منفذو هذا العدوان الغاشم الجبان.