غادر أمس وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) إلى عمان بدعوة من السلطان قابوس للبحث في انعقاد مؤتمر جنيف، فيما أعلن الرئيس الهارب عبدربه منصور هادي، عدم مشاركته تماشياً مع موقف العدوان السعودي الرافض ضمنياً لمؤتمر جنيف. ويتزامن موقف هادي المعبر عن موقف الرياض مع انتصارات ميدانية جديدة للقبائل اليمنية والحوثيين في الحدود والسيطرة على مواقع عسكرية سعودية في نجران وجيزان، فضلاً عن فشل العدوان في إخراج الجيش وأنصار الله من أية محافظة لصالح الموالين لهادي والسعودية رغم القصف الجوي المتواصل منذ 58 يوماً. هادي برر اعتذاره عن المشاركة في حوار جنيف بالقول "إن الظروف لم تتسنَّ بعد للحوار". ما يشير إلى ضعف الموقف التفاوضي بالنسبة إلى السعودية وأدواتها، غير أن ثمة تطوراً في مسار الأزمة يشير إلى عملية سياسية تقودها سلطنة عمان. وتفيد مصادر "اليمن اليوم" بأن المملكة السعودية طلبت من عمان الاتصال بقيادة أنصار الله ومحاولة وقف تمددهم في الحدود السعودية. وأضافت المصادر أن طائرة عمانية وصلت أمس إلى مطار صنعاء الدولي ونقلت وفداً من أنصار الله إلى السلطنة. وقال الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله محمد عبدالسلام أثناء مغادرة وفد جماعته برئاسة صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي للجماعة، إن الوفد سيجري مباحثات مع الجانب العماني بخصوص المشكلة اليمنية ومعرفة وجهة النظر العمانية إزاءها، آملاً أن يكون هناك توافق على إيقاف العدوان على اليمن خاصة قبيل مؤتمر جنيف ثم الدخول في حوار يمني يمني جاد يصل باليمنيين إلى بناء الدولة فضلا عن تثبيت الأمن والاستقرار. وأضاف: "سيشكل الصمود اليمني في وجه العدوان ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة قاعدة انطلاق للحوار المرتقب في جنيف" . وكان وفد من سلطنة عمان قد وصل أمس إلى مطار صنعاء الدولي ثم غادر بعد لحظات من وصوله وبرفقته وفد أنصار الله. وجاء في اعتذار الرئيس الهارب والمقيم في الرياض عبدربه منصور هادي إلى أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون تمسكه بمؤتمر الرياض: "يسعدنا في هذا الخصوص التشاور معكم في أقرب فرصة لبحث التاريخ المناسب لعقد المشاورات التي ستتم في جنيف وإجراءاتها، بما في ذلك التفاهم على الأسس التي ستتم بموجبها تلك المشاورات وأسس الدعوات التي ستوجه لتحديد من سيشارك في المفاوضات على أسس مشروعة". وقال إن حكومته ترغب في توجيه الدعوة للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لحضور المفاوضات في جنيف. وعلى صعيد الاستعداد لمؤتمر جنيف المقرر انعقاده الخميس المقبل، أشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إلى أن قراراً بشأن الجهات التي ستشارك في مفاوضات جنيف لم يتخذ بعد، موضحاً أن القائمة النهائية للمدعوين يجري تشكيلها حالياً. وعلى خط الدعم الدولي لوقف العدوان والانتقال إلى العملية السياسية، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شيفر، أن الأزمة اليمنية لا يمكن تخطيها إلا في ضوء المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة، مجدداً دعم بلاده للحلول الدبلوماسية في اليمن وتأييدها لجهود المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ميدانياً، قالت مصادر "اليمن اليوم" في الحدود إن القبائل بمساندة لجان الحوثيين مشطوا أمس بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة محيط المواقع العسكرية السعودية التي تمت السيطرة عليها خلال اليومين الماضيين في نجران وجيزان، وإنهم أدخلوا ولأول مرة منظومة الصواريخ (بريفان) الروسية في خط المواجهات والتي يبلغ مداها (60 كيلومترا). وأضافت المصادر أن أنصار الله (الحوثيين) قصفوا أمس بأكثر من ستين صاروخ أرض-أرض وعدد من القذائف المدفعية، عدداً من المواقع العسكرية السعودية في عمق نجران أسفرت عن تدمير أبراج عسكرية وعدد من الآليات وفرار جماعي للجنود السعوديين. وفي المحور الشمالي-الغربي أمطر الحوثيون -مسنودين بأبناء القبائل- جبل الدود والدخان والخوبة والجابري على حدود محافظة حجة بعشرات الصواريخ والقذائف. ولفتت ذات المصادر إلى أن الحوثيين وأبناء القبائل عززوا أمس سيطرتهم على مواقع سعودية أهمها (بربرا، اللجم، خباش، ثبوت، الجبوح، العرسة، المصفوفة) كما دمروا 4 دبابات أمريكية الصنع ونسفوا 7 أطقم جند، بينما يصعب تحديد عدد القتلى من الجنود السعوديين الذين لم يتمكنوا من الفرار. كما تم تعزيز السيطرة على موقع (المعزاب) السعودي في جيزان.