غادرت، مساء أمس، الطائرة التي تقل وفدي حزب المؤتمر وأنصار الله من مطار جيبوتي إلى جنيف، بعد تأخر دام 24 ساعة. وقال الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام، في منشور على صفحته في الفيسبوك، إن مغادرة الوفد جاء تتويجاً لجهود بذلتها سلطنة عُمان. وكان عبدالسلام اتهم السعودية بتعطيل مفاوضات جنيف الساعية لتحقيق عملية السلام في اليمن. وقال عبدالسلام، في تصريح لقناة الميادين، إن وفد الجماعة وحزب المؤتمر الشعبي العام ما يزالان عالقين في جيبوتي، بالرغم من انطلاق فعاليات المؤتمر برعاية الأممالمتحدة، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة لم تبدِ أسباباً مقنعة لتأخر وصول وفدي صنعاء إلى جنيف، وأنها أرجعت السبب إلى تأخر منح الطائرة الأممية تصاريح عبور فوق أجواء جنوب السودان وأثيوبيا. كما اعتبر مبررات الأممالمتحدة حول تأخر وصول وفود صنعاء بمثابة "أعذار واهية". وأضاف "الأممالمتحدة ومبعوثها إلى اليمن ضعيفان ولا يلعبان دوراً حقيقياً في عملية السلام". وحذر عبدالسلام من استمرارية عرقلة سفر الوفد اليمني في جيبوتي، مشيراً إلى أن "وفد صنعاء" يقف على كل الاحتمالات، منها إمكانية العودة إلى صنعاء، لكنه أشار إلى جهود لسلطنة عمان أبدت خلالها إمكانية توفير طائرة لنقل الوفد إلى جنيف. بدوره قال ضيف الله الشامي: إن تأخير وفد القوى والمكونات السياسية اليمنية في جيبوتي يفضح عجز الأممالمتحدة بشكل كبير. وتساءل ضيف الله: كيف تستطيع الأممالمتحدة حلحلة شئون بلد تمارس بحقه أبشع الجرائم وتتكالب ضده كل قوى العدوان والطغيان في العالم؟؟! وأكد أن إرادة اليمنيين وقضيتهم العادلة ستنتصر رغم المؤامرات. في سياق متصل، قالت قناة المسيرة إن المكونات السياسية اليمنية تدرس إمكانية إصدار بيان تعبر فيه عن أسفها لتنظيم سير الرحلة إلى جنيف.. من جانبها كشفت صحيفة ال"نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس، أسباب تأخر وصول وفدي المؤتمر والحوثيين للمشاركة في مفاوضات جنيف. وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد واجه مشكلة في جيبوتي حالت دون استكمال الرحلة، وتمثل بنقص الوقود في الطائرة الأممية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التقى في جنيف، أمس، بوفد حكومة هادي وممثلين عن مجموعة (16) دولة تراقب التطورات في اليمن عن كثب. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، محمد فوزي، قوله إن الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن قلقه جراء الوضع الإنساني في اليمن ودعا إلى تنفيذ هدنة إنسانية سريعة. كما تحدث في اللقاء، وفقاً للصحيفة، مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، عن الحاجة الملحَّة لهدنة في اليمن بهدف تخفيف معاناة المدنيين، محذراً من كارثة إنسانية. وأشار الحسين إلى أن التعليقات السابقة على النزاع أغضبت المملكة العربية السعودية؛ حيث ذكر مجلس حقوق الإنسان أن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن الهجمات العشوائية وغير المتناسبة تم استخدامها على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. ودعا، حسين، إلى رفع الحصار فوراً عن واردات الوقود والغذاء والدواء، بعد قيام قوات التحالف بقطع إمدادات الأسلحة عن المتمردين. وفي أول رد على تصاعد المطالب الأممية بضرورة إقرار هدنة إنسانية قبيل رمضان، استبعد رياض ياسين، وزير الخارجية في حكومة بحاح- رئيس وفد هادي إلى جنيف- إقرار هدنة في الوقت الحالي. ووضع ياسين شروطاً تعجيزية، منها انسحاب الجيش واللجان من كافة المدن اليمنية، وفقاً لما تناقلته عن وسائل إعلام محلية ودولية.