توجه وفد من المؤتمر الشعبي العام إلى روسيا أمس بدعوة رسمية، بعد يومين على زيارة لوزير الدفاع السعودي إلى موسكو طلب خلالها تدخل الرئيس بوتن التوسط لدى اليمن للقبول بإنهاء الحرب دون اعتذار سعودي على عدوانها، بحسب مصادر خليجية. ومن المتوقع وفقاً لمصادر "اليمن اليوم" أن تبلغ موسكو الوفد اليمني برؤيتها لوقف العدوان السعودي والاحتراب الداخلي مع عملاء الرياض ووقف العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش واللجان في الحدود السعودية. ويرأس وفد المؤتمر عارف الزوكا الأمين العام للحزب ومساعديه الدكتور أبوبكر القربي وياسر العواضي، وعضو اللجنة العامة يحيى دويد، حيث غادر الوفد على طائرة عمانية انطلاقاً من مسقط التي وصلوا إليها عائدين من جنيف بعد مشاركتهم في محادثات رعتها الأممالمتحدة، وأفشلتها السعودية. وتواصل السعودية عدوانها على اليمن منذ (3) أشهر بصورة مستمرة ألحقت دماراً شبه كامل بالبنية التحتية وقتلاً للآلاف طال مدنيين أطفال ونساء وشيوخ، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق الأهداف السياسية للعدوان والمتمثلة في إعادة عبدربه منصور رئيساً للبلاد. موقع "شؤون خليجية" المقرب من دوائر استخباراتية نسب إلى المغرد السعودي الشهير «مجتهد» أن هدف زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير «محمد بن سلمان» الأخيرة إلى روسيا هو التوسل للرئيس الروسي لاستخدام نفوذه في إقناع إيران والحوثيين لوقف الحرب في اليمن دون اعتذار سعودي. وأضاف «مجتهد» في سلسية تغريدات عبر حسابه على «تويتر» أن روسيا اشترطت مقابل قيامها بالوساطة انصياع الرياض للمطالب الروسية التالية: 1-رفع أسعار النفط. 2-إمضاء صفقة سلاح سبق إيقافها للسعودية. 3-إمضاء صفقة سلاح لمصر بأموال سعودية سبق تجميدها. وتابع أن "الصفقة السعودية هي دبابات تي90 وعربات مصفحة وطائرات عمودية مقاتلة ومنظومة أس400 دفاع جوي بعيد المدى سوف يجري تضخيمها لتتجاوز 10 مليارات دولار". وأشار إلى أن "هذه الصفقة وصلت لمرحلة متقدمة أيام الملك عبد الله وجمدت في عهد سلمان بضغط أمريكي لعرض بديل وقد رفعت أمريكا معارضتها بعد ضمانها صفقات كثيرة". وعن الصفقة المصرية، قال إنها "بتمويل سعودي وهي 48 مقاتلة ميغ29 مطورة بقيمة 7 مليارات دولار، والتي وصلت لمرحلة شبه نهائية أيام الملك عبد الله وتم تجميدها قبل أشهر". واعتبر "مجتهد" أن "المطلب الأصعب هو رفع أسعار النفط بتخفيض إنتاج السعودية الذي زادته قصدا لإرغام إيران على توقيع الاتفاق النووي وإرغام روسيا على الخروج من أوكرانيا". وقال إن "الاقتصاد السعودي لا يتحمل تخفيض الإنتاج بسبب ارتفاع الإنفاق وسبق أن نشرنا أن العجز خلال 4 أشهر الأولى هذا العام بلغ ربع تريليون ريال" وأضاف: "تشبعت الأسواق بالنفط بعد زيادة الانتاج السعودي ولا يمكن عودة الأسعار لما كانت عليه إلا بتخفيض سعودي هائل يقل 3 ملايين برميل عن الحالي". وتابع: "لا يتوقع العارفون بالشأن أن الترتيب مع روسيا سيصل لنتيجة، والمواجهة في اليمن ستستمر بنتائج ليست لصالح بلادنا ما دام الأمر بيد بن سلمان". وتتحدث الصحافة العالمية بنوع من التهكم حول الحرب السعودية الفاشلة على اليمن والتي لم تحقق هدفاً سياسياً واحداً، ناهيك عن فشلها في تجنب استهداف المدنيين وفشلها كذلك في حماية حدودها التي أصبحت مستباحة أمام المقاتلين اليمنيين ووصولهم إلى عواصم المدن الجنوبية (عسير، جيزان، نجران) وتنفيذ عمليات نوعية داخلها ضد منشآت عسكرية ومواقع حساسة وانسحابهم دون أن تتمكن القوات السعودية من إصابتهم، فضلاً عن فرار الجنود السعوديين أمام الهجمات اليومية التي كشفت عن الضعف العسكري للمملكة أمام القوات اليمنية. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت مصادر محلية لقناة الميادين استمرار الاشتباكات بين الجيش والقبائل اليمنية والقوات السعودية في أطراف مدينة نجران، فيما سمعت أصوات انفجارات عنيفة من جهة المطار الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات عن وسط المدينة. ورجحت المصادر قصف الجيش والقبائل اليمنية مطار نجران بالصواريخ. مصادر عسكرية قالت إن الجيش اليمني واللجان الشعبية قصفا المواقع العسكرية السعودية في جيزان بأكثر من سبعين صاروخاً. وأضافت إن القوات السعودية تمنع تحرك المواطنين داخل نجران، بينما انقطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق في المدينة. من جهة ثانية أصيب 3 عسكريين سعوديين خلال قصف للجيش اليمني استهدف منفذ الطوال الحدودي أمس. وكان الجيش اليمني قد أطلق أمس أكثر من سبعين صاروخا باتجاه موقع للعدو السعودي في جيزان، كما اقتحم الجيش خمسة مواقع عسكرية في جيزان ودمّر مدرعتين وعددا من الأطقم العسكرية التابعة للعدو.