تواصلت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش، مسنودة من اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" بتعز، وبين مسلحي حزب الإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة الموالين للعدوان السعودي. وذكر مراسل "اليمن اليوم" أن اشتباكات اندلعت، أمس، في معظم جبهات القتال داخل مدينة تعز، وكان أعنفها في شارع 26 سبتمبر وحي الإخوة والشماسي والجزء الشمالي من منطقة عصيفرة. وأوضح أن عملاء العدوان من يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة الشعبية" أطلقوا مساء أمس قذيفة صاروخ "لو" على طقم للجيش أثناء مروره وقت المغرب من شارع عصيفرة في المنطقة الواقعة ما بين سوق القات ونيابة الشرق، لافتاً إلى أن القذيفة أصابت الطقم وشوهدت النيران تتصاعد منه لأكثر من ساعة، دون معرفة مصير من كانوا يستقلون الطقم. وأشار إلى أن قوات الجيش واللجان كثفت، أمس، من قصفها لمواقع تمركز مسلحي الإصلاح والقاعدة في شارع 26 سبتمبر وأحرقت العمارة التي كان العملاء ينصبون الأسلحة الرشاشة في سطوحها ويستخدمونها لقصف الأحياء المجاورة. واستحدث الجيش واللجان أمس عدداً من النقاط في عصيفرة وأيضاً في المنطقة الواقعة بين الكنب وهجدة، وعزز من تواجده في مفرق يفرس بجبل حبشي. وتتحكم قوات الجيش واللجان الشعبية، منذ بداية رمضان الجاري، بسير المعركة في تعز بعد أن تمكنت من تضييق الخناق على عملاء العدوان بقيادة الإخواني حمود المخلافي ومحاصرتهم في أحياء معدودة وسط المدينة، بالإضافة إلى دحر الفصيل الآخر من عملاء العدوان بقيادة العميد يوسف الشراجي وطرده مع مسلحيه إلى داخل جبل حبشي، جنوب غرب المدينة. من جهة أخرى أفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني أن طائرات تحالف العدوان السعودي نفذت أمس عملية إنزال مظلي لأسلحة وأموال سعودية دعماً للعملاء بمحافظة تعز. وأوضح المصدر أن عملية الإنزال للأسلحة والأموال تمت، فجر يوم أمس، في مواقع بجبل حبشي تخضع لسيطرة العميد في الفرقة المنحلة يوسف الشراجي الذي قام مسلحون تابعون له أواخر الأسبوع المنصرم باقتحام سجن تعز المركزي وتهريب 1805 سجيناً بغطاء جوي سعودي، قبل أن يلوذوا بالفرار ويتراجعوا إلى جبل حبشي نتيجة ضربات الجيش واللجان الشعبية. وتعتبر هذه ثاني عملية إنزال مظلي لأسلحة وأموال سعودية في هذا الجبل. إلى ذلك، وفي سياق شبه متصل، أكد مصدر أمني بمحافظة تعز أن الأجهزة الأمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية ضبطوا سيارة تحمل شحنة أسلحة سعودية كانت في طريقها لعناصر إرهابية بالمحافظة. وأوضح المصدر، وفقاً لوكالة الأنباء الحكومية "سبأ"، أن السيارة كانت محملة بأكثر من 20 قطعة سلاح جيتري تحمل شعار الجيش السعودي.. مشيراً إلى أنه تمت إحالة العناصر التي كانت في السيارة مع المضبوطات إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات وإحالتهم لأجهزة القضاء لينالوا جزاءهم الرادع. ولفت المصدر إلى أن عمليات تهريب الأسلحة السعودية وإرسالها إلى عناصرها المرتزقة في الداخل يكشف عن محاولات العدو السعودي في زعزعة أمن واستقرار اليمن، بعد أن عجزت عن تحقيق أيّة مكاسب عسكرية بطيرانها الذي طالما قتل ودمر وشرد آلاف المدنيين. ودعا المواطنين بكل شرائحهم إلى أخذ الحيطة والحذر، والوقوف صفاً واحداً ضد المشاريع السعودية الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد.