ما سطرته في الثلاث الماضية، وما يليها، من تاريخ السعودية – الوهابية، في حياة القرينين: محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود المقرن، ثم ابنه عبدالعزيز في المرحلة الأولى من السعودية- الوهابية، في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، اعتمدت فيه على مراجع لمؤرخين عرب، كتبوا وهم في سبيل الفخار بآل سعود، وآل الشيخ الوهابي، وتلك المراجع قرأتها قبل حوالي 33 عاماً، واحتفظت بملخصات لها في دفاتر يومياتي، ومنها كتاب "علماء نجد في ستة قرون"، و"تاريخ الجزيرة العربية في حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب"، و"أخبار نجد والحجاز"، هذا للعلم. وأعود إلى السجلات، فالسائد الآن أن الوهابية دعوة دينية محض، التقت مع المسيرة السياسية لمحمد بن سعود، ورافقتها إلى النهاية، ولم يكن بن عبدالوهاب يتدخل في السياسة الأميرية، وكذلك هي الوهابية اليوم المتمثلة في آل الشيخ، يقال إنهم يعنون فقط بالجوانب الدينية والتعليمية، وهذا غير صحيح، فالدعوة الوهابية تمارس السياسة من وراء قناع ديني، وتارة بشكل سافر.. مؤرخوها يقولون إن دعوة ابن عبدالوهاب كانت الأساس الذي قامت عليه إمارة محمد بن سعود، فقبل عقد القران بينه وبين بن عبدالوهاب، في القرن الثامن عشر، لم يكن لابن سعود شأن يذكر في نجد، والوهابية أيضاً قامت عليها، وتقوم مملكة آل سعود الإرهابية اليوم.. كان بن سعود حاكم الدرعية يتطلع إلى توسيع حكمه، ويعتزم إعلان "دولة الجزيرة العربية"، ومنعه من ذلك خوفه من السلطنة التركية العثمانية، التي توقع أنها ستقضي عليه إن هو هاجم المدن الكبيرة في نجد وما حولها، ولكن بعد تحالفه مع مؤسس المذهب الوهابي أمكنهما القيام (بالفتوحات).. يقول مؤلف كتاب تاريخ نجد، إن بن عبدالوهاب، كان يشارك محمد بن سعود في تنظيم الجيوش وبعث السرايا، كما كان يشاركه في شئون الحكم وأحوال الدولة.. وقال مؤلف كتاب تاريخ الجزيرة، إن بن عبدالوهاب، كان موفَّقاً دائماً في تعيين وتحديد الزعامات، بما فيها التي تتولى أجراء البيعة لحكام الدرعية، وإن بن سعود وبن عبدالوهاب كانا متفقين اتفاقاً تاماً في كل التصرفات، وبينهما تعاون منسق كما لو كانا شخصية واحدة لها وظيفتان في الحياة.. لكن لما توفي محمد بن سعود خلعت بلدان نجد المفتوحة طاعتها لعبدالعزيز بن محمد بن سعود، والتحرر من الوهابية.. ومن يدري فقد يتكرر نفس الموقف ويسقط آل سعود والوهابية بتدبير على مستوى عالمي.. وللكلام بقية.