تواصلت المواجهات المسلحة أمس بين قوات الجيش والأمن مسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين" وبين مسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الموالين للعدوان السعودي بمحافظة تعز في عدد من المواقع دخل وخارج المدينة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن المواجهات تواصلت أمس بذات الوتيرة التي بدأتها منذ ثلاثة أيام وخصوصا المنطقة المحيطة بجبل جرة والحصب وحي الزنوج والجمهوري، موضحاً بأن عملاء العدوان حاولوا استغلال الضربات الجوية التي نفذها الطيران السعودي أمس الأول على مواقع في محيط جبل جرة، أعقبها هجوم عنيف من مسلحي القاعدة والإصلاح إلا أن قوات الجيش واللجان الشعبية تصدت لهم ببسالة وأجبرتهم على العودة من حيث جاؤوا بعد سقوط قتلى وجرحى بين صفوفهم. من جهة أخرى وفي سياق جرائم النهب والسلب التي يمارسها عملاء العدوان بحق أبناء تعز وفي الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم، أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي بأن مسلحين ممن يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة" اقتحموا أمس الأول منزل القاضي مطهر الشامي بتعز وعبثوا بمحتوياته وحولوه إلى ثكنة عسكرية بذريعة أن القاضي الشامي "متحوث" وهو المصطلح الذي يطلقه عملاء العدوان لتبرير جرائم السلب والنهب وانتهاك حرمات المنازل. وأشار ذات المصدر إلى أن منزل القاضي مطهر الشامي الذي يقع في منطقة وادي القاضي وهو خالٍ من السكان، تعرض للاقتحام من قبل مسلحين يتبعون القيادي الإخواني حمود المخلافي، حيث قاموا بكسر الأقفال والدخول إلى المنزل بحجة أنه يحتوي على أسلحة ولديهم أوامر من المخلافي بتفتيشه، لافتاً إلى أن عددا من الأهالي تجمعوا أثناء عملية الاقتحام وثبت بأن المنزل لم يحتو على أي أسلحة عدا الأثاث والملابس. وبحسب المصدر فإن المسلحين رفضوا مغادرة المنزل وتوافد آخرون بأسلحتهم للبقاء والتمركز داخله وتحويله إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. ويسكن القاضي مطهر الشامي في تعز منذ أكثر من أربعين عاما، بحسب الأهالي، وليس له أي توجه سياسي أو حزب أو طائفي ويشيد الجميع بأخلاقه وأسرته وحسن تعاملهم مع الجيران. وقبلها بأيام أقدم مسلحون مجهولون على اقتحام مقر منظمة الحزب الاشتراكي اليمني قطاع الشباب والطلاب بتعز والعبث بمحتوياته ومسح شعار الحزب والكتابة بدلا عنه "قريبا.. دولة الخلافة". وقال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن المسلحين اقتحموا المقر من خلال هدم جزء من السور والدخول إلى الحوش وإطلاق النار على بوابة المبنى ومن ثم الولوج إلى داخله والعبث بمستنداته، وتحطيم الأجهزة، وتدمير المكتبة الخاصة بالمقر وخلع أبواب المكاتب، وتكسير النوافذ، وتمزيق صور الشهداء وقيادات الحزب ومحو شعار الحزب والكتابة عليه "قريباً.. دولة الخلافة " ويقع مقر منظمة الحزب الاشتراكي في حي الإخوة، بجانب الغرفة التجارية وهي المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو الإصلاح والقاعدة، فيما يتمركز عناصر من أنصار الشريعة في منطقة جولة الإخوة ومدرسة الشعب الواقعتين بذات الحي ويتحركون فيها بأطقم وشعارات القاعدة بكل حرية. وكان ما يسمى ب"المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز" الموالي للعدوان السعودي على اليمن قد اعترف بارتكاب جرائم نهب وسرقة بقوة السلاح لمنازل مواطنين ومؤسسات خدمية ومنشآت خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم؛ ومنها اقتحام مجموعة من عناصرهم المسلحة لمستشفى الثورة العام ونهب إحدى سيارات الإسعاف بقوة السلاح. وقال المجلس الذي يرأسه القيادي الإخواني حمود المخلافي، في بيان له الجمعة الماضية، إن هناك "أشخاص ومجموعات" يعتدون على المواطنين ومنازلهم والمؤسسات الخدمية العامة والخاصة وآخر تلك الأعمال اقتحام مستشفى الثورة ونهب سيارات الإسعاف بقوة السلاح، موضحاً بأنه سيتخذ ما وصفها ب"الإجراءات الرادعة والحازمة" تجاه أولئك الأفراد والمجموعات لتكف عن إيذاء المواطنين ونهب الممتلكات. وأعترف البيان بقيام مسلحين من أتباع "المقاومة" بنصب نقاط تفتيش لابتزاز المواطنين وأيضاً القيام بممارسات تعسفية وفرض إتاوات على المحلات والباعة. وسخر مراقبون من بيان حمود المخلافي الذي يقود عمليات التخريب في المحافظة، معتبرين هذا البيان محاولة فاشلة من المخلافي للتهرب من المسؤولية وتحميلها آخرين من نفس الجماعات التي توالي العدوان وتتحرك بدعم منه ووفق مخططاته، مشيرين إلى أن تلك الانتهاكات والجرائم ترتكب في الأحياء الواقعة تحت سيطرة مسلحي الإصلاح والقاعدة وهم أنفسهم من يمارسون تلك الأعمال.