شهدت مدينة تعز، أمس الأربعاء، هدوءاً نسبياً بعد أربعة أيام من المعارك العنيفة المتواصلة بين قوات الجيش والأمن مسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين"، وبين مسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الموالين للعدوان السعودي. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن المواجهات العنيفة تواصلت، طوال ليل أمس الأول وحتى صباح أمس الأربعاء، في عدد من الأحياء داخل مدينة تعز، ثم ساد الهدوء بعد ذلك حتى ساعات المساء، مشيراً إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية مستمرة في حصارها لعملاء العدوان الذين لازالوا يتمركزون في بعض المواقع داخل أحياء الجمهوري و26 سبتمبر ونقطة الرابع والروضة، معقل القيادي الإخواني حمود المخلافي. وتزامنت حالة الهدوء في جبهة المعارك الميدانية مع تحليق مكثف لطائرات تحالف العدوان السعودي في سماء مدينة ومحافظة تعز، أمس الأربعاء، حيث أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن الطائرات المعادية حلقت بكثافة، وفي أوقات متفرقة خلال الصباح وقبيل المغرب، دون أن تسجل عمليات المحافظة أي بلاغات بحدوث غارات جوية. من جهتهم قال من يطلقون على أنفسهم "المقاومة الشعبية" التي توالي العدوان السعودي وتتحرك بدعم منه بالسلاح والمال وإسناد جوي بالطائرات، إنهم قصفوا عدداً من منازل بعض الشخصيات من أبناء تعز في مديرية مشرعة وحدنان المطلة على وادي الضباب وجبل حبشي، جنوب غرب المدينة. وذكر عملاء العدوان أن مسلحيهم قاموا بقصف مكثف على بيوت "مجيب علي عبدالقوي وعبدالقوي عبدالوارث، وأحمد العظام"، وبيت جليل، ومجموعة أخرى من منازل من وصفوهم ب"المتحوثين" بحدنان. ويأتي قصف مسلحي الإصلاح وتنظيم القاعدة منازل أبناء مشرعة وحدنان وصبر الموادم انتقاماً منهم لموقفهم الرافض للعدوان السعودي وعمليات التخريب التي يقوم بها عملاؤه بحق أبناء المنطقة وتعز بشكل عام. وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية قد تمكنت، منتصف الأسبوع الجاري، من استعادة السيطرة على كامل مناطق مشرعة وحدنان وتطهيرها من عملاء العدوان، ومن شأن السيطرة على هذه المواقع الاستراتيجية تأمين المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة تعز، كونها عبارة عن تباب جبلية تطل على المدينة ووادي الضباب وجبل حبشي الذي يتخذ منه عملاء العدوان، بقيادة العميد في الفرقة المنحلة يوسف الشراجي، مكاناً لتنفيذ هجمات مباغتة على النقاط التابعة للجيش واللجان الشعبية في وادي الضباب.