شنت قوات تحالف العدوان السعودي، أمس، هجوماً مكثفاً بغطاء جوي مكثف على قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، وسيطرت على التباب المطلة على المدخل الغربي للقاعدة، فيما استمرت المواجهات على أشدها طيلة ساعات النهار والليل وسط استبسال للجيش واللجان الشعبية. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية في جبهة العند إن تحالف العدوان نقل منتصف ليل أمس الأول وفجر أمس قوات كبيرة –مرتزقة أجانب ويمنيين تم تدريبهم في شرورة مسنودين بمشاركة علنية من تنظيمي القاعدة وداعش ومشاركة محدودة لفصائل الحراك الجنوبي- من منطقة بئر أحمد في عدن إلى مناطق الصبيحة، غرب العند، بغطاء جوي مكثف من قبل طائرات تحالف العدوان السعودي. وأوضحت أن تلك القوات مزودة بعشرات الدبابات الحديثة نوع (لوكلير) والمدافع ذاتية الحركة، ورشاشات آلية متطورة، كان قد تم استقدامها إلى عدن بحراً، إلاّ أن تلك القوات توقفت، بفعل الصمود الأسطوري للجيش واللجان الشعبية، في التباب المطلة على المدخل الغربي لقاعدة العند، رغم كثافة الغارات الجوية التي شنتها طائرات العدوان على العند بشكل متواصل منذ ساعات الفجر الأولى.. فضلاً عن مئات الغارات التي كان العدو قد نفذها على قاعدة العند طيلة الخمسة الأشهر الماضية والتي ألحقت دماراً واسعاً في كامل منشآت القاعدة الجوية. وأضافت المصادر أن غارات العدوان توقفت في ساعات المغرب وتم إفساح المجال للمدفعية في محاولة الزحف إلى داخل قاعدة العند ولكن دون جدوى.. لتعود الغارات بعد ذلك بدءا من الثامنة مساء وبشكل متواصل حتى ساعة كتابة الخبر منتصف الليل. وأشارت المصادر إلى أن قوات تحالف العدوان عازمة إلى احتلال قاعدة العند لتأمين سيطرتها المهزوزة على عدن، منوهة بحجم الترسانة العسكرية الضخمة التي تم حشدها، أمس، في الهجوم. وبثت قناتا العربية والحدث التابعتان للنظام السعودي وكذلك قناة الجزيرة القطرية منذ الصباح خبر "سقوط قاعدة العند بيد المقاومة والجيش الوطني"، حسب وصفها، قبل أن تعود قناة الجزيرة عصراً للتحدث عن "اقتحام وشيك لقاعدة العند". وبحسب المصادر فإن المواجهات مستمرة حتى ساعة كتابة الخبر منتصف الليل، مع سيطرة لقوات العدوان على التباب المطلة على المدخل الغربي لقاعدة العند فقط. ولفتت المصادر إلى أن العدوان شن بالتزامن هجوما مماثلا بغطاء جوي كثيف على معسكر لبوزة القريب من قاعدة العند، والذي تعرض لعدة هجمات وعشرات الغارات الجوية منذ بدء العدوان على بلادنا ولكن دون جدوى. وبحسب المصادر فإن مشاركة مسلحين من تنظيمي القاعدة وداعش في الهجوم على العند ومعسكر لبوزة، أمس، كانت لافتة، كما كانت المشاركة الضئيلة لفصائل من الحراك الجنوبي. وكان مخطط اقتحام قاعدة العند قد بدأ مطلع الأسبوع الماضي، حيث شن عملاء العدوان وعلى رأسهم قوى الحراك الجنوبي هجوماً بغطاء جوي مكثف من قبل طائرات تحالف العدوان، وسيطروا على مناطق استراتيجية في محيط قاعدة العند قبل أن تقوم طائرات العدوان نفسها بقصفهم –كما حصل لمسلحي العميد جواس المتمركزين في سايلة بلة- مخلفة 40 قتيلا و58 جريحا، ورغم ترضية جواس من قبل تحالف العدوان بتقديم دعم سخي –مال وسلاح- تم إنزاله مظلياً الثلاثاء الماضي إلاّ أن هادي أبلغ جواس باستبعاد مسلحي الحراك من عملية العند، وأنها من اختصاص ما أسماها (جبهة عدن)، الأمر الذي عزز الشكوك في صفوف الحراك بأن المخطط الذي تعمل عليه السلطات السعودية هو تهميش قوى الحراك وتمكين التنظيمات الأصولية الإرهابية (داعش والقاعدة وجماعة الإخوان المسلمين) من السيطرة على قاعدة العند الجوية ولحج بشكل عام. وتضم قاعدة العند المترامية الأطراف لواءين من القوات الجوية (اللواء 90 طيران، واللواء 29 طيران) واللواء 201 ميكا (قوات برية) المعروفة ب(محور العند). وفي جبهة الحوطة، تصدت قوات الجيش واللجان الشعبية لهجوم عنيف شنه عملاء العدوان السعودي وبمشاركة علنية لتنظيمي القاعدة وداعش. وقالت قناة (المسيرة) التابعة لأنصار الله إنه تم أسر 11 من عناصر القاعدة ومصرع عدد آخر حاولوا التقدم باتجاه منطقة الحسيني. خلافات بين مسلحي الحراك وفي جبهة المسيمير التي حقق فيها أمس الجيش واللجان تقدماً ميدانياً كشف مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن خلافات نشبت بين مسلحي الحراك الجنوبي من أبناء محافظة الضالع يتبعون العميد عيدروس قاسم الزبيدي وآخرين ينتمون إلى ردفان ويافع بقيادة ثابت جواس في محافظة لحج على خلفية أسلحة ومعدات متمثلة ب(طقم عسكري وعربة وأسلحة ثقيلة ومتوسطة) استولوا عليها أثناء سيطرتهم على منطقة (النخيلة) بمديرية المسيمير. وبحسب المعلومات فإن مسلحي الزبيدي حاولوا نقل الأسلحة والمعدات إلى مركز قيادتهم وسط مديرية المسيمير، لتوزيعها فيما بينهم.. إلا أن مسلحي جواس اعترضوا على عملية النقل والتوزيع. وأضاف المصدر بأن العشرات من مسلحي الحراك التابعين للزبيدي انسحبوا من جبهة المسيمير وعادوا إلى الضالع.