وقف المؤتمر الشعبي العام في اللقاء التشاوري للجان الدائمة لمحافظات (عدن، أبين، لحج، شبوة، الضالع، جامعة عدن) المنعقد أمس في مدينة عدن حول القضية الجنوبية وسبل معالجتها. وأكد المشاركون تمسك المؤتمر ممثلا باللجنة العامة وعلى رأسها الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، ووقوفه إلى جانب كل القوى حتى الوصول إلى حل عادل وتاريخي للقضية الجنوبية، وبما يلبي آمال وطموحات أبناء الجنوب.. مشددين في بيانهم الختامي على ضرورة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب في صنعاء، باعتباره السبيل الأمثل لبلوغ هذه الغاية، وأي بديل آخر للحوار هو ضياع لحقوقنا جميعاً، ولا معنى له سوى السير بأبناء الجنوب إلى مستقبل غير مأمون، ومفتوح على الخيارات المخيفة. وقال البيان الختامي للقاء التشاوري الذي ترأسه الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا "إن القضية الجنوبية هي قضية كل الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية والثقافية، وأنه لا وصاية على أبناء الجنوب من قبل أي مكون أو رمز سياسي أو اجتماعي في السلطة أو في المعارضة".وأبدى المشاركون أسفهم الشديد للخلافات في أوساط مكونات الحراك الجنوبي إذ "طوال الفترة الماضية من عمر المبادرة الخليجية كنا نعتقد أن جميع القوى الجنوبية ستلتف حول قضية الجنوب باعتبارها نقطة التقاء الجميع، ولا مجال للاختلاف أو الصراع حوله، ولكن للأسف الشديد ما رأيناه ونراه اليوم شيء يدعو إلى الحزن والأسى، فما زالت ثقافة الإلغاء وعدم القبول بالآخر هي السائدة والمتحكمة في أداء وتعامل القوى الجنوبية فيما بينها، حتى أصبحت الجنوب الحقيقية غائبة".وفي البند الحادي عشر من البيان الختامي المتضمن ثلاثة عشر بنداً، أكد المشاركون رفضهم واستنكارهم الشديدين لتصريحات صادق الأحمر التي توعد فيها أبناء الجنوب بالحرب إذا لم يشاركوا في الحوار. وقالوا إن تصريحات الأحمر لا تعبير إلاّ عن شخصه، مؤكدين أن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية هم من دافع عن الوحدة، وأن الحفاظ عليها لا يأتي بالتهديد والوعيد ولا بمثل هذه الطريقة الاستعلائية. وأكد المشاركون وقوفهم بكل قوة ضد عناصر الإرهاب، مشيدين بجهود اللجان الشعبية في عدد من المحافظات. كما طالب اللقاء حكومة الوفاق الوطني بتحمل مسئولياتها في تثبيت الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة وتطبيق النظام والقانون ووضع حد لمعاناة المواطنين المعيشية. وقال المشاركون في اللقاء: إن رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي يمثل لنا أملاً نراهن عليه لإخراج الوطن إلى بر الأمان، ولدعم القضية الجنوبية، مؤكدين على ضرورة الالتزام من قبل جميع الأطراف بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة دون انتقائية. واعتبر اللقاء في البيان كلمة الرئيس هادي (برنامج عمل للمرحلة القادمة) مؤكدين وقوفهم إلى جانبه ومباركين لكل خطواته. وكان المشير عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، قد وجه كلمة للقاءات التشاورية لقيادات وفروع المؤتمر الشعبي العام في عموم محافظات الجمهورية، حيا فيها المشاركين، وقال: "إنكم بهذه الخطوة الإيجابية تؤكدون على تلك الروح الدؤوبة والمسئولة التي اتسم بها المؤتمر الشعبي العام كتنظيم وطني وشعبي جسد الوسطية والاعتدال واستلهام التطلعات الوطنية".وأشار هادي إلى أن التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والتي كان لقيادة المؤتمر شرف اقتراح بنودها والعمل مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في العالم، الحريصين على أمن اليمن واستقراره ووحدته، مثلت الإنقاذ الحقيقي للوطن. وفي إطار اللقاءات التشاورية لقيادات المؤتمر الشعبي العام التي تشمل جميع فروع المؤتمر بمختلف محافظات الجمهورية في إطار الاستعدادات للمشاركة في الحوار الوطني المرتقب والوقوف على مستوى تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المنزمة، انعقد أمس في مقر اللجنة الدائمة بالعاصمة صنعاء، اللقاء التشاوري لقيادات المؤتمر الشعبي العام في أمانة العاصمة ومحافظتي صنعاء وعمران وجامعتي (صنعاء وعمران) بحضور الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والإعلام، والدكتورة أمة الرزاق علي حُمد، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام.
