حلقة في سلسلة قد تنطبق هذه المقولة على التفجير الانتحاري الذي هزّ عسير في جنوب السعودية، فخلال الأشهر الأخيرة شهدت المملكة عدداً من التفجيرات استهدف معظمها مساجد شيعية، المحطة التفجيرية هذه المرة استهدفت مسجداً سنيا وفق التوصيف الطائفي تابعاً لقوات الطوارئ السعودية في مدينة أبها. ربما للقول إن كل السعوديين مستهدفون الضحايا بالعشرات بين قتيل وجريح معظمهم من بين صفوف رجال الأمن والبقية من المدنيين. على لسان أمير عسير وصفت السعودية التفجير بأنه "عمل إرهابي جبان ينمّ عن فكر فاسد هدفه زعزعة أمن البلد ونشر الرعب في نفوس المواطنين"، فمن يريد زعزعة الأمن السعودي؟ ربما اللحظة السياسية السعودية تقدّم بعض جواب... في الداخل تطلق السلطات السعودية في نوفمبر الماضي حملة ضد المجموعات الإرهابية، آخر فصولها تبدّى في إلقاء القبض على "تنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبطة بتنظيم داعش" على ما جاء في بيان الداخلية السعودية، بلغ عدد من ألقي القبض عليهم آنذاك -أي في يوليو الماضي- 431 موقوفا من ثماني جنسيات لكن غالبيتهم من السعوديين. بيان الداخلية قال أيضاً إن ما جمع بين تلك الخلايا هو الانتماء إلى داعش، قبل ذلك بأقل من شهرين أعلنت السلطات الأمنية أنها اعتقلت خلية إرهابية تطلق على نفسها "جند بلاد الحرمين" وهي مكونة من 93 شخصا من بينهم امرأة وغالبيتهم أيضا من السعوديين. أما في الخارج فتفجير عسير حصل في لحظة سعودية توصف بالانفتاحية إلى حدّ ما وتحديداً بالنظر إلى التقارب السعودي الروسي الأخير، فضلا عن المشهد اليمني المتغير وارتفاع وتيرة اللقاءات الدبلوماسية من الدوحة إلى طهران فالأمم المتحدة من دون إغفال زيارة وزير الدفاع السعودي إلى روسيا وما أطلق عليه "لقاء الرياض" بين رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العاصمة السعودية. وبين الداخل السعودي والخارج يقول أحد الكتاب السعوديين: "علينا أن نقر ونعترف بأن ظاهرة التطرف الديني والطائفية والإرهاب موجودة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية وبالتالي تنطلق منا...ضدنا". +++ السعوديون ينفذون معظم عمليات داعش الانتحارية وكانت دراسة صدرت عن مجلة لونغ وور جورنال قد أوضحت أن تنظيم داعش قد توسع في العمليات الانتحارية على نحو كبير خلال هجماته ضد المدنيين والعسكريين في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن غالبية منفذي هذه العمليات هم من أبناء الشرق الأوسط وتحديدا من السعوديين الذين يستخدمون وقودا للحروب الداعشية. ويتصدر السعوديون أعداد المقاتلين في صفوف داعش بالمناصفة مع التونسيين، إذ بلغ عدد السعوديين نحو 3 آلاف مقاتل استخدم معظمهم لتنفيذ عمليات انتحارية. من جهتها أوردت مواقع صديقة لداعش إحصاءات تظهر حجم العناصر السعودية المشاركة في العمليات الانتحارية، وأظهرت أن 65 % من منفذيها سعوديون فيما 20 % ليبيون وتونسيون، و15 % من جنسيات مختلفة، كذلك بيّن موقع آخر أن 44 % من قتلى تنظيم داعش أيضا من السعوديين.