كشف تقرير صحي حديث عن إصابة أكثر من 10 آلاف مواطن بمرض حمى الضنك خلال الثلاثة الأشهر الماضية في محافظة تعز. وذكر التقرير الصادر عن مؤسسة التوعية والإعلام الصحي أن المؤسسة رصدت إصابة (10100) حالات بمرض حمى الضنك خلال ثلاثة أشهر فقط بمحافظة تعز، مما ينذر بكارثة حقيقية جراء انتشار هذا المرض بشكل مخيف. ويوضح التقرير الأولي أن عملية الرصد تمت بالتنسيق مع المستشفيات والمراكز العاملة (الروضة، التعاون، مركز مديرية شرعب الرونة، مقبنة، التربة) لقياس المؤشرات الأولية في ظل انتشار مرض حمى الضنك على نطاق واسع داخل المدينة وفي الأرياف ووفاة أكثر من (69) شخصا جراء المرض، في ظل الظروف القاسية وافتقار المواطنين إلى أدنى معايير الرعاية الصحية الأساسية. ويشير تقرير الرصد خلال (مايو، يونيو، يوليو) إلى أن مستشفى الروضة الأعلى في نسبة استقبال حالات حمى الضنك، حيث بلغ عدد المرضى (7590) حالة بمعدل (84) حالة في اليوم الواحد، حيث يقدم الطبيب الواحد جهدا مضاعفا في الأسابيع الأخيرة من خلال معالجة (50) حالة يوميا. واستقبل مستشفى التعاون (1350) حالة، بمعدل (52) إصابة في اليوم تتم معالجتها، وذلك من إجمالي (4750) حالة خضعت للفحص المخبري وبإمكانيات شحيحة. وفيما يتعلق بانتشار المرض وبشكل كبير في الأرياف فقد استقبل المركز الصحي بمديرية شرعب الرونة (660) حالة، بمعدل (8) حالات في اليوم، واكتشاف الحالات من خلال الأعراض المصاحبة لعدم وجود فحوصات مختبرية، ومعالجتها بالأدوية المهدئة نظراً لافتقار المركز للأدوية والمستلزمات الصحية. في حين استقبل المركز الصحي في مديرية مقبنة (340) حالة إصابة بحمى الضنك بمعدل (4) حالات يومياً، واستقبل المركز الصحي في مديرية التربة الحجرية (160) حالة. وبيّن التقرير أن المستشفيات العاملة حالياً بمدينة تعز تفتقر للأجهزة المخبرية الخاصة بالفحوصات الدقيقة وكذلك المحاليل وأجهزة نقل الصفائح، مما يجعل من الصعوبة اكتشاف أنواع المرض المتعددة والمراحل الأكثر خطورة إلا من خلال الأعراض فقط، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات بشكل مستمر. ويضيف التقرير أن رصد هذه الحالات خلال ثلاثة أشهر فقط يؤكد مدى حجم الكارثة المنتشرة حالياً في محافظة تعز في ظل تعطيل قاعدة البيانات وانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل جراء الحرب. ويعزز المعاناة توقف المختبر المركزي وبنك الدم عن العمل منذ ثلاثة أشهر نتيجة القصف العشوائي وتدمير أجزاء وأجهزة ومعدات، سبب إعاقة كبيرة في مجال المكافحة الوقائية والعلاجية لمرض حمى الضنك، إضافة إلى توقف المستشفيات الرئيسية (الثورة، الجمهوري، السويدي) وكذلك الأهلية . وتتفاقم حدة المأساة باستهداف المستشفيات والمرافق الصحية، ومخاوف الكادر الصحي، وقلة أسرة الرقود، ونقص الدم . وتعد هذه الإحصائيات الأولية مؤشرا بسيطا لحجم الجائحة المنتشرة داخل المدينة والأكثر انتشارا في الأرياف حيث تشكل نسبة 70% من المحافظة، بالإضافة إلى أن المستشفيات العاملة حالياً عاجزة عن استيعاب أكثر من تلك الحالات التي تعد فوق طاقتها، وأعباء كبيرة على كاهل الكادر الصحي. وتشهد المحافظة أوضاعا مجتمعية متردية وذلك بحرمان معظم السكان من الحصول على الخدمات الصحية في ظل انتشار القمامة وغياب وسائل النظافة، والمياه الراكدة والمستنقعات، والاعتماد على المياه غير النظيفة، مما يؤدي إلى تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك والأمراض الأخرى المنتشرة بكثافة حاليا. وتفتقر المحافظة حالياً إلى وسائل التوعية المختلفة للتعريف بالمرض وأسباب وانتشاره وأعراضه وطرق الوقاية منه، إضافة إلى غياب التنسيق بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية العاملة والمنظمات المحلية للقيام ببرامج وتسيير قوافل طبية ومخيمات وتوزيع منشورات توعوية في المدينة والمديريات البالغ عددها (23) مديرية و(4) ملايين مواطن. ويظهر التقرير أن المواجهات الدائرة منذ 17/أبريل/ 2015م تسببت في تعطيل برامج الوقاية والمكافحة، وتوقف أداء المكاتب الحكومية المتمثلة في (الصحة، البلدية، المياه والصرف الصحي، الأشغال) والسلطات المحلية، مما جعل من محافظة تعز بؤرة حاضنة لتكاثر البعوض ونواقل الأمراض وفي مقدمتها مرض حمى الضنك الذي يهدد حياة المئات من المواطنين.