تمكنت قوات الجيش مسنودة من اللجان الشعبية في محافظة تعز من السيطرة على أحد أهم المواقع الاستراتيجية التي كان عملاء العدوان "مسلحو حزب الإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة" يتمركزون فيها، بينما واصلت طائرات تحالف العدوان غاراتها الجوية على المحافظة مستهدفة مزرعة دواجن بمنطقة الراهدة. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن الجيش واللجان الشعبية استعادوا أمس السيطرة على جبل "الوعش"، شمال غرب مدينة تعز، وتطهيره من مسلحي الإصلاح والقاعدة، إثر معارك عنيفة شهدتها المنطقة منذ مساء أمس الأول وتكللت باقتحام الجيش واللجان لهذا الموقع الهام وتكبيد عملاء العدوان خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. ويعد جبل "الوعش" أحد أهم المواقع الاستراتيجية كونه يطل على شارعي الأربعين والخمسين في منطقة عصيفرة، والسيطرة عليه تعني التحكم بسير المعارك في تلك المناطق بأكملها. وكان مسلحو الإصلاح والقاعدة قد تمكنوا منتصف أغسطس الماضي من السيطرة على جبل الوعش بالتزامن مع عملية اقتحام نفذوها لمبانٍ حكومية وخاصة منها مبنى محافظة تعز ومؤسسة المياه والبريد وإدارة الأمن وغيرها. وفي سياق الانتصارات الميدانية تقدمت وحدات من الجيش واللجان أمس من شمال عصيفرة باتجاه حي الروضة، المعقل الرئيس لعملاء العدوان بقيادة الإخواني حمود المخلافي، بينما تتمركز وحدات أخرى بالقرب من مسجد الروضة وحي جامع الصفاء، شرق الروضة، منذ أيام. وفيما ساد الهدوء أمس الجمعة معظم الجبهات الأخرى بمدينة تعز، إلا أنها لم تخلُ من تبادل للقصف بقذائف المدفعية والدبابة بين الجيش واللجان وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة في جبل جرة وثعبات والجمهوري وعصيفرة والروضة وكلابة. إلى ذلك استشهدت امرأة في حي ثعبات برصاص قناص من عملاء العدوان. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي إن امرأة من أهالي بيت "المداح" استشهدت أمس الجمعة بعد تعرضها لطلقة نارية من قناص يتمركز في إحدى بنايات حي المجلية المحاذي لحي ثعبات، مشيراً إلى أن منزل بيت "المداح" يقع بجوار مبنى الإذاعة والتلفزيون في حي ثعبات وتم إطلاق النار على المرأة أثناء تواجدها في سطح المنزل. وكانت اللجان الشعبية قد تمكنت الأسبوع الماضي من تطهير مبنى الإذاعة والتلفزيون وعدد من المباني الواقعة في محيطه بحي ثعبات من عملاء العدوان الذين لاذوا بعد ذلك بحي المجلية وتمركزوا في عدد من مبانيه ويستخدمونها لقنص الأهالي في الجهات المقابلة للحي. وفي سياق آخر، واصلت طائرات تحالف العدوان السعودي أمس غاراتها الجوية على تعز. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي بأن الطيران المعادي شن أمس غارتين جويتين على مزرعة دواجن بمنطقة الراهدة، دون الإشارة إلى وقوع خسائر بشرية جراء القصف. وكثف العدوان السعودي غاراته الجوية منذ مطلع الأسبوع الماضي مستهدفاً بعشرات الغارات أحياء سكنية ومنشآت حكومية ومدنية متسبباً بسقوط ضحايا من المدنيين. يأتي هذا فيما عبر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا، عن قلقه من تصاعد حدة المعاناة الإنسانية بشكل دراماتيكي بمدينة تعز . وحذر المكتب التابع للأمم المتحدة في بيان له الخميس من "أن الغارات الجوية، والمواجهات المسلحة والنهب عبر محافظة تعز في اليمن أدت إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل". ووفقا للمكتب، تعد تعز ذات الكثافة السكانية العالية، واحدة من أكثر المحافظات ضعفا من بين22 محافظة في البلاد، حيث يحتاج 1.8 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، لافتاً إلى أن 95 مدنيا قتلوا على الأقل، بينهم 52 طفلا و20 امرأة وأصيب 129 مدنيا، من بينهم 14 امرأة و36 طفلا، جراء الغارات الجوية والقصف العشوائي في الفترة 14-27 أغسطس الماضي، محذراً في ذات الوقت من انهيار وشيك للنظام الصحي بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الصحية الناجمة عن الصراع ونقص الوقود والأدوية ولوازم المستشفيات.