لنفترض أن آل سعود قدروا على إعادة المملوك هادي إلى اليمن، وعادت من الرياض حكومة بحاح، وعاد منها بقية العملاء، وصارت إلى هؤلاء السلطة في اليمن، وهذه السلطة يحرسها جيش أسس في ديار آل سعود، وتدرب في معسكرات آل سعود، ورواتبهم من آل سعود.. كلهم أجمعون حاربوا اليمنيين، إلى جانب العدو، وعملوا على إدخال جيش آل سعود وشركائهم إلى اليمن.. فكيف سيكون الحال في اليمن؟ رئيس جمهورية هو في الأصل ضعيف، وزيادة إلى ضعفه هو أيضا عميل للسعودية، وظفته لأداء أدوار تساعدها على العدوان وإبقاء اليمنيين تحت وصايتها، وجعل الأرض اليمنية مكانا لمصالحها الآنية وطويلة الأمد.. وحكومة هي من جنس هذا الضعيف العميل، وجيش سعودي مثلهم. هل بمقدور هؤلاء التعامل مع السعودية وشركائها تعامل أنداد، أو فرض علاقات متكافئة؟ هل بمقدورهم مثلاً أن يقولوا للسعودية وشركائها اسحبوا جيوشكم من اليمن؟ هل متوقع منهم مثلا أن يتصدوا لأي مطالب سعودية، مثل دفع قيمة فاتورة إعادتكم للسلطة؟ هل بمقدورهم أن يقولوا لآل سعود نحن لا نقبل تنفيذ مشروعكم لإقامة منفذ بحري عبر أرضنا في حضرموت، أو شق قناة مائية من شرق السعودية إلى البحر العربي قبالة حضرموت؟ هل يستطيع هؤلاء النطق بحرفي "لا" عندما يقوم النظام السعودي بأي إجراء أو تصرف يشكل خطورة على اليمنيين؟ هل بمقدور هؤلاء أن يفرضوا مبدأ التعامل بالمثل على حكومة آل سعود، بينما هم ممثلوها أو تماثيلها؟ هل بمقدورهم استخلاص حق اليمن واليمنيين مثل المطالبة بتعويض أسر الشهداء والضحايا وتعويض ما دمره العدوان من مصانع، مدارس، جامعات، طرق.. فالمعروف أن العدو السعودي دمر كل شيء في اليمن بما في ذلك مزارع الدواجن.. والأسئلة بهذا الشأن كثيرة وذات شجون (فروع).. وإجاباتها معروفة، وملخصها أن هؤلاء ضعفاء وعملاء، ولا يستطيعون إلا أن يكونوا وكلاء لآل سعود في أرض اليمن... ولا سبيل للتكهن أنهم سيكونون غير ذلك. ومن أجل هذا، يتعين على اليمنيين جميعا إسقاط مشروع آل سعود، والصمود في وجه العدو السعودي، ومناضلة الجيوش السعودية والخليجية والإفريقية الغازية، ومن يقتل من هؤلاء الغزاة فإن الأسود والذئاب الجائعة في حدائق الحيوانات في اليمن أولى بلحومهم، حتى لا تنجس أرضنا بلحومهم النجسة. وعلى أيه حال فهؤلاء ليسوا بشأن توجيه أسئلة للسعودية، أو مطالبتها، ولا يمكنهم مطالبتها، ففي النهاية هم سيأتون لخدمتها ولن يفرضوا عليها مطالب وليس بمقدورهم فرض هذه المطالب.