قبل يومين، كنتُ عائداً إلى البيت برفقة بعض الزملاء، كنا بجوار مستشفى السبعين حين انفجر الصاروخ في مقبرة خزيمة ونادي ضباط الشرطة.. دقيقة ونصف كانت تفصلنا عن مكان الصاروخ الذي أفزع الموتى في قبورهم، وكأن خزيمة من ضمن الأهداف العسكرية للعدوان السعودي!! تذكرت الشاعر عبداللطيف الربيع، والفنان نجم الدين نجمي.. وتخيَّلت المقرئ محمد حسين عامر وهو يقرأ قوله تعالى: وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمَرْنا مترفيها.. ثم يعيد قراءتها بإحدى القراءات السبع قائلاً: وإذا أردنا أن نهلك قرية (أمَّرْنا) مُترفيها، ففسقوا فيها، فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. وتخيلت الشاعر الأوحد عبدالله البردوني، وهو يحكي في قبره: إنه ذلك الذي جاء يوماً وإلى اليوم، فوقنا منه سُبَّه قبل عام واربعين اعتنقنا فوق (أبْهَا) عناق غير الأحبهْ والتقينا به (بنجران) حيناً والتقينا بقلب (جيزان) حِقبَهْ.. أتخيَّل البردوني وهو يضحك ضحكته الساخرة المعروفة، وهو يتحدث، عمَّا يحدث بلا مبالاة، قائلاً: إنهم يطبخوننا، كي يذوقوا عندما ينضجوننا، شرَّ وجبة خصمنا اليوم غيره الأمس، طبعاً البراميل أمرَكَت (شيخ ضبة) عنده اليوم قاذفاتٌ ونفطٌ عندنا موطنٌ يرى اليوم دربَه عنده اليوم خبرة الموت أعلى عندنا الآن مهنة الموت لعبة صار أغنى، صرنا نرى باحتقارٍ ثروة المعتدي كسروال ( .(........