قال مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أمس، إن 40 ألف مواطن يمني نزحوا وتم إجلاؤهم مؤقتاً في المناطق الساحلية اليمنية جراء إعصار "تشابالا"، مشيراً إلى أن هذه الإحصائية أولية نظراً لاستمرار آثار الإعصار وتعذر إجراء عملية الحصر في العديد من المناطق. وحسب الأممالمتحدة فإن 450 منزلاً، على الأقل، تضررت وُدمرت جراء الإعصار المداري الذي وصل سواحل حضرموت والمهرة وشبوة، فجر الاثنين، بعد يومين من ضربه محافظة سقطرى وسط بحر العرب. وكانت تصريحات سابقة لمدير مديرية حديبو بمحافظة سقطرى، الواقعة وسط مياه بحر العرب ويقطنها نحو 50 ألف مواطن بحسب تعداد السكان للعام 2004، قد أكد فيها أن نحو 700 منزل في مديرية حديبو وحدها تعرضت للتدمير الكلي والجزئي، في إحصائية غير مكتملة نظراً لتدمير العاصفة لشبكة الطرقات الرابطة بين مختلف مناطق الجزيرة، ولم ترد أي تفاصيل بعد عن الأضرار التي لحقت جزيرة عبد الكوري، وهي مديرية منعزلة عن بقية مديريات الجزيرة المحافظة وسط بحر العرب أيضاً. وفيما استقبلت سقطرى 3 طائرات عمانية تحمل المساعدات الإغاثية العاجلة، إلى جانب طائرة إماراتية وصلت أمس، فقد بدأت أمس عملية توزيع المساعدات البالغة 150 طناً، منها 17 صنفاً من المواد الغذائية وسبعة أصناف مواد إيوائية و32 صنفاً من الأدوية للمتضررين في الجزيرة. وقال مكاتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن أغلب النازحين هم من سكان سقطرى. شبوة.. استمرار الإعصار في السياق ذاته استمرت، أمس، تأثيرات إعصار "تشابالا" على محافظة شبوة الواقعة على الساحل الشرقي بين محافظتي أبينوحضرموت، وقال سكان محليون ل"اليمن اليوم" إن الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة والفيضانات وهيجان البحر المصاحبة للإعصار الذي تحول إلى عاصفة مدارية مازالت تضرب عدداً من المناطق والمديريات وخاصة الساحلية بمحافظة شبوة، ودمرت السيول والفيضانات القوية، الثلاثاء، قرية كاملة مبنية من الطين في مديرية رضوم بالمحافظة، فيما حاصرت السيول عدداً من القرى وأجبرت سكانها على النزوح نحو مديريات أخرى، وحتى مساء الأربعاء لم تتمكن غرفة العمليات بمحافظة شبوة من الوقوف على حجم الأضرار نظراً لاستمرار الحالة الجوية للعاصفة، الأمر الذي يجعل محافظة الشبوة في الترتيب الثاني بحجم الأضرار الناجمة عن الإعصار بعد جزيرة سقطرى. إحصائيات الأضرار من عمليات حضرموت وفي محافظتي حضرموت والمهرة أكدت مصادر محلية أن تأثيرات الإعصار توقفت وبدأت المياه التي أغرقت العديد من الأحياء في حضرموت وتحديداً المكلا العاصمة وبروم والديس الشرقية والشحر وقصيعر بالانحسار، والأمر ذاته في مديرية حصيون وعتاب بمحافظة المهرة والتي تعرضت لسيول جارفة جرفت العديد من الأراضي الزراعية ودمرت منازل المواطنين. وقالت غرفة العمليات الخاصة بمواجهة إعصار تشابالا، بمكتب محافظ محافظة حضرموت في بيان لها، أمس، إن الإعصار هدم نحو 44 منزلاً بشكل كلي، و76 منزلاً بشكل جزئي، ودمر 21 قارباً. وقال البيان إن الإعصار تسبب في نزوح 2400 أسرة، بما يعادل نحو 12 ألف فرد، فيما سجلت حالة وفاة واحدة و25 إصابة تمت معالجتها. مشيراً إلى أن بعض المشاريع المائية انهارت، كما تعرضت بئران للطمر، كما أشار إلى خروج منظومة الاتصالات بالكامل عن الخدمة في معظم مناطق ساحل حضرموت. العاصفة تصل عدن وفي تطور جديد لمسار تأثير العاصفة المدارية الناتجة عن الإعصار "تشابالا" نحو خليج عدن ارتفعت، أمس، درجة هياجان البحر على سواحل محافظة عدن، متسببة بمقتل شاب وجرف عدد من قوارب الصيد، بالتزامن مع هبوب رياح محملة بالأتربة وأمطار متوسطة وانقطاع للكهرباء. وقالت مصادر محلية وأمنية ل"اليمن اليوم" إن شاباً في العشرينات من العمر كان يلتقط صوراً لأمواج البحر الهائج في ساحل صيرة جرفته موجهة عالية نحو البحر، وما زال الشاب مفقوداً, في الوقت الذي سحبت الأمواج عدداً من القوارب المتوقفة في ساحل صيرة نحو البحر وتضرر 20 قارباً آخر.