غدا 10 ديسمبر، وهو في روزنامة الأممالمتحدة "اليوم العالمي لحقوق الإنسان"، حيث تحتفل به كل عام.. ويوم هذه السنة (2015) هو اليوم 67، لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت الإعلان في10 ديسمبر 1948.. يوم حقوق الإنسان في هذه السنة (2015)، ينبغي أن تتوشح فيه رايات الأممالمتحدة بالسواد، لأن حقوق الإنسان في هذا العام تعرضت لانتهاكات لم يسبق لها مثيل منذ أن رأى هذا الإعلان النور.. وكانت الأممالمتحدة مشاركة في هذه الانتهاكات، التي أقلها أن السعودية صارت رئيسا لمجلس حقوق الإنسان، وأوسطها أن السعودية برزت كأكبر مستبيح لحقوق الإنسان السعودي، لدرجة أنها حكمت بإعدام أكثر من 150 شخصا بعد اتهامهم بارتكاب جرائم هي في الحقيقة لا تعد جرائم في نظر القانون الدولي، ولا تستوجب الحرمان من الحياة، فمثلا حكم رجال الدين الوهابيون على شاعر بالموت لمجرد كلمات قالها، وحكموا على قاصرين بالقتل، وحكموا بالإعدام على رجال دين لمجرد أنهم يعتنقون المذهب الشيعي، وآخرين إما لأنهم تظاهروا في شارع عام، أو سجلوا في مواقع التواصل الاجتماعي ملاحظات اعتراضية على تصرفات الشرطة الدينية، بينما لم يعاقبوا أميرا تاجر بطنين مخدرات.. وأما أكبر انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في هذا العام (2015) وبرضا الأممالمتحدة، فهي أنها شنت حربا عدوانية على الشعب اليمني، دون مبرر أو سابق إنذار، وفي هذا العام قتل العدو السعودي ألوف اليمنيين من الجنسين صغارا وكبارا، وهم في بيوتهم أو مدارسهم أو حفلات الأعراس، أو عند أبار الماء، ولم تفعل الأممالمتحدة سوى لوم خجول للعدو.. وفي هذا العام شاهدت الأممالمتحدة حوامل المشروع السعودي في اليمن ومنها تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيين، وهم يحتفلون بذبح مواطنين ضعفاء في شاطئ خليج عدن، وشاهدت الإرهابيين الموالين للعدو السعودي وهم يقلون مواطنين على زورق ويفجرونه قبالة ساحل العشاق في عدن ليقتل من فيه بتلك الطريقة الخسيسة، والأممالمتحدة لم تقل للسعودية رشدي سلوك إرهابييك على الأقل، وشاهدت الأممالمتحدة الإرهابيين الموالين للعدو يرصون جماعة من المواطنين على صخرة وهم مكبلون ثم يطلقون عليهم قذيفة صاروخية، والأممالمتحدة لم تدن هذا حتى، ورأت الأممالمتحدة الإرهابيين الموالين للعدو يقومون بعمليات تطهير عرقي في تعز وفي غيرها، هذا شيء قليل من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها العدو السعودي وحملة مشروعه الإرهابيين، وجميع هذه الانتهاكات تعد جرائم بنظر الشرعية الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.. ثم تريد الأممالمتحدة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.. الأولى أن يكون يوم هذه السنة يوما عالميا لانتهاك حقوق الإنسان.. واليمنيون ينبغي أن يحيوا هذا اليوم بهذه الصفة.