في أول رد على توجُّهات القيادة الجديدة في عدن، المشكَّلة من الحراك الجنوبي واعتقالها 31 مشتبهاً بهم من أبناء أبين، في أحد فنادق عدن، فجر مسلحو داعش، أمس، معلماً دينياً للمسيحيين، فيما هاجم آخرون مبنى السلطة المحلية في كريتر، محاولين اقتحامه والسيطرة عليه. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية ومحلية إن قوة مشتركة من مقاومة الحراك وشرطة داهموا، الواحدة فجر أمس، فندق كابوتا وألقوا القبض على 31 مسلحاً بتهمة الانتماء للتنظيمات الإرهابية، جميعهم من أبناء محافظة أبين. تزامن ذلك مع بدء القيادي في الحراك، شلال علي شائع، المعيَّن مؤخراً مديراً لأمن عدن تسيير دوريات وأطقم في شوارع المدينة لحفظ الأمن، متوعداً بالضرب بيد من حديد. لكن، ومنذ ساعات الصباح الأولى، سارت الأمور على غير هدى القيادة الجديدة، وبعثت التنظيمات الإرهابية رسائل واضحة بنسف معبد للمسيحيين ومحاولة اقتحام مبنى السلطة المحلية، غير آبهين بدوريات الأمن والحراك. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحيْن يرتديان "فوط وفنائل بيضاء" قاما بتلغيم كنيسة تاريخية تابعة للطائفة الكاثوليكية في منطقة حافون بالمتفجرات ومن ثم نسفها وتسويتها بالأرض، مشيرة إلى أن قوة الانفجار سُمع صداها في مديريات عدة. وتمكن المسلحان من مغادرة المنطقة في أعقاب تفجير الكنيسة دون أن يعترضهما أحد. وفي كريتر اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من الحراك وآخرين من القاعدة. ودارت الاشتباكات، وفقاً لمصادر أمنية، في محيط المجلس المحلي، حيث يسعى عناصر القاعدة للسيطرة عليه.. وكانت المديرية شهدت، في وقت سابق، مواجهات بين الطرفين في أعقاب محاولة الحراك ضبط أحد عناصر القاعدة المنتشرين في المديرية. وفي سياق الوضع الأمني المهترئ في عدن، أقدم مسلحون مجهولون في كريتر، أمس، على اختطاف تاجر من أبناء طائفة البهرة .. وأفادت مصادر أمنية "اليمن اليوم" باعتراض مسلحين مجهولين، سيارة شاب يدعى فداء علي الطيب، بالقرب من البنك المركزي واقتادوه على متن حافلة إلى جهة مجهولة. وأبلغ الخاطفون أسرة الشاب بضرورة دفع فدية مقدارها مليوني ريال مقابل إطلاق سراحه، كما اعترفوا أيضاً باحتجاز اثنين من أقربائه اختُطفا في وقت سابق. ويعد الطيب رابع تاجر من أبناء الطائفة الإسماعيلية يتعرض للاختطاف في عدن، منذ نحو شهرين. وفي مديرية الشيخ عثمان، أفادت المصادر بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة وسط المدينة، أسفرت عن إصابة شخصين. وتتزامن تلك العمليات مع بدء القيادي في الحراك الجنوبي، شلال علي شائع، المعيَّن مؤخراً مديراً لأمن عدن بتسيير دوريات وأطقم في شوارع المدينة لحفظ الأمن. وكان شلال شائع- مدير الأمن الجديد- طالب الفصائل المسلحة المسيطرة على مراكز الشرطة في عدن بسرعة تسليم مقرات الشرطة، وفقاً لمصادر أمنية. وأمهل شائع تلك الفصائل (48) ساعة لإخلاء مراكز الشرطة، كما التقى بقائد شرطة البريقة، محمد علي السمنتر، وشخصيات اجتماعية في المديرية، وذلك في إطار التحضير لمداهمة معسكرات الجماعات المتطرفة المنتشرة في المديرية، وفقاً للمصادر. وكشفت مصادر في الحراك عن اتصالات سرية يجريها شائع بقادة الفصائل المسلحة في العند وكرش والمسيمير - محافظة لحج، لإقناعهم بإرسال مقاتليهم لدعمه في عدن، مشيرة إلى تلقي شائع لمذكرة مما يسمى بمجلس يافع يعلن فيه تأييده ودعمه له. وكان شائع تسلم، أمس، أسطولاً من الأطقم والمعدات العسكرية المقدمة من تحالف الاحتلال، بالتزامن مع لقاء جمع نائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، بوزير خارجية الإمارات في أبو ظبي، أنور قرقاش. وخاطب سياسيون وناشطون من الحراك على صفحاتهم في الفيسبوك القيادة الجديدة في عدن المحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال شائع –واثنينهما من الضالع- ان لا أحد يطلب منهما الوقت الراهن سوى استقدام ما أسموه مقص (علي عنتر) من الضالع في إشارة إلى الحزم والجرأة التي عرف بها الشهيد اللواء علي عنتر، أبرز وزراء الدفاع في عدن قبل 1986م تاريخ استشهاده في مجازر 13 يناير.