شيّع الحراك الجنوبي في عدن،أمس، قائد عملياته العسكرية،أحمد الإدريسي، و6 من مرافقيه بعد ساعات على اغتيالهم بكمين مسلح، بينما نجا عميد في الجيش، عينه الفار هادي في وقت سابق قائدا ل"المنطقة العسكرية الرابعة". وكان مسلحون –مجهولون- نصبوا عند منتصف ليل الأربعاء- فجر الخميس كمينا للإدريسي في خط التسعين بمديرية المنصورة، عشية مظاهرة يعد لها الحراك لإغلاق مقر حزب الإصلاح. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية وأخرى في الحراك الجنوبي إن مسلحين، على متن سيارة متوقفة بجوار فندق "جنة عدن" باشروا بإطلاق النار من أسلحة آلية على سيارة كانت تقل الإدريسي و(6) من مرافقيه. وقتل الإدريسي و(5) من مرافقيه على الفور بينما توفي السادس، ظهر أمس، متأثرا بإصابته. ويعد الإدريسي قائدا لفصيل الحراك بمديرية المنصورة إلى جانب قيادته لعمليات ما تسمى "المقاومة الجنوبية" التابعة للحراك الجنوبي في عدن. وشيع جثمان الإدريسي واثنان من مرافقيه هما (مجد المنصوري والخضر الميسري) إلى مثواهما الأخير في المنصورة، بينما نقلت جثث البقية (محمد عباس الشعيبي، مسعد صالح الشعيبي، رضوان فضل الأشبط، محمد سند) إلى قراهم خارج عدن، وفقا لمصادر في الحراك. ناشطون في الحراك على مواقع التواصل الاجتماعي اتهموا قياديا في حزب الإصلاح – تتحفظ الصحيفة عن اسمه لعدم تمكنها من التواصل معه- بالوقوف وراء الجريمة، مشيرين إلى أن ذلك القيادي "يسيّر شئون الإصلاح في المنصورة" ويسيطر على أجزاء واسعة منها "المجلس المحلي". وأشار الناشطون إلى قيام ذلك القيادي في وقت سابق بالإعداد لمبايعة "أبو سالم التعزي" أميرا للقاعدة في عدن. وكشف الناشطون أن الإدريسي قبيل مقتله كان يطالب بطرد "الجماعات الإرهابية" من المنصورة. في سياق متصل، انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون،أمس، لحظة مرور موكب للعميد أحمد سيف اليافعي المعين مؤخراً من هادي قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن العبوة كانت مزروعة على الخط العام في البريقة المؤدي إلى مدينة إنماء، مشيرة إلى إصابة (3) من مرافقي اليافعي ومقتل آخر.. وكان اليافعي في طريقه إلى منزله عندما انفجرت العبوة بجور أحد الأطقم المرافقة له. وكان تنظيم داعش الإرهابي وزع أمس الأول ملصقات تحذيرية لقيادات الحراك الجنوبي التي كانت من جهتها تواصل استعداداتها لتظاهرة حاشدة لإغلاق مقر حزب الإصلاح في المحافظة. إلى ذلك، أقر مجلس جامعة عدن،أمس، تعليق الدراسة في كلياتها إلى "وقت غير معلوم". وعبر المجلس في رسالة وجهها إلى هادي ونشرتها مواقع الحراك الجنوبي، عن إدانته واستنكاره لاختطاف عميد كلية الهندسة، صالح محمد مبارك من قبل مجهولين، محملا الحكومة والسلطة المحلية مسئولية ذلك.. وأشارت الرسالة إلى المخاطر الجسيمة التي تواجهها الجامعة وما تتعرض له كل كلياتها وجميع منتسبيها من انتهاكات وابتزاز وتشكيك وتهديد واختطاف لعمدائها.. كان آخرها اختطاف الدكتور/صالح محمد مبارك عميد كلية الهندسة بجامعة عدن، من داخل الحرم الجامعي لكلية الهندسة بمدينة الشعب، وقبلها إغلاق الكليات وطرد عمدائها وتوقيف الدراسة وإخراج الطلاب من كلياتهم ومقاعد دراستهم والتهديد والوعيد لعدد من عمداء الكليات بالتصفيات والشتم والقذف.. كما حدث مع الأستاذ الدكتور/ سوسن محمد باخبيرة القائم بأعمال عميد كلية الطب والعلوم الصحية. وتابعت: إزاء هذه التحديات الجسيمة والمخاطر التي تتفاقم باستمرار، وللأسف الشديد لم نلمس أي تحرك فعلي وجاد من قبل الحكومة والسلطات المحلية والأمنية في محافظة عدن، مما يجعل الجامعة وكلياتها وعمدائها وهيئاتها التدريسية وموظفيها وطلابها في مواجهة صعبة وتقف لوحدها دون سند أو تضامن حقيقي من الجهات المسئولة. وكان مسلحون من تنظيم داعش اقتحموا، أمس، كلية الهندسة في البريقة للمرة الثانية في غضون 24 ساعة بذريعة "منع الاختلاط". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين على متن مدرعة تابعة لتحالف العدوان و(4) أطقم مزودة بأسلحة "دوشكا" وأخرى مزودة برشاشات معدلة اقتحموا الكلية وباشروا بطرد الطلاب والاعتداء عليهم بالضرب قبل اقتياد العميد، صالح محمد مبارك إلى جهة مجهولة. وأفرجت تلك الجماعة في وقت لاحق من المساء عن العميد "شريطة عدم الإدلاء بأية معلومات عن نشاطه"، وفقا لمصادر في الحراك. من جانبها تناقلت مواقع الكترونية مقربة من الحراك،أمس، تصريحات للمحافظ، العميد عيدروس الزبيدي يتحدث فيها عن تحديات وصعوبات تواجهه في عدن أهمها "وجود جماعات مسعورة وقوى سياسية لا تريد لعدن الخروج من وضعها الراهن". وكان الزبيدي حذر قبل أيام من سيطرة تنظيمي القاعدة وداعش على السلطة في عدن، مشيرة إلى استفادة التنظيمين من مشاركتهما في صفوف "المقاومة" وبدعم "التحالف". في غضون ذلك، كشفت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" عن تأجيل مظاهرة كان من المفترض أن تجرى،أمس، للمطالبة بإغلاق مقر حزب الإصلاح "الإخوان" " في كريتر وتعليق نشاط الجماعة. وأرجعت المصادر تأجيل التظاهرة إلى "أسباب أمنية" مستذكرة الأحداث الأمنية التي شهدتها عدن خلال ساعات انطلاق التظاهرة. وكانت جماعة "الأخوان" أعلنت أمس، رفضها قرار السلفيين حلّ مجلس ما تسمى "المقاومة الجنوبية".. وقال القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري، في بيان تداولته مواقع إلكترونية صادرة من عدن إن المجلس يواصل أعماله بشكل طبيعي وتحت إشرافه الشخصي، مشيرا إلى "أن الحرب لم تنتهِ بعد". وأشار البيان إلى تمسك البكري بأهدافه التي وضعت في بيان التأسيس و"سيدافع بكل إمكانياته من أجل ذلك". ويشغل البكري منصب رئيس المجلس بناء على تعيين السلفيين له، وفقا لمنشور للقيادي السلفي هاني بن بريك، اعتبر فيه تعيين البكري بمثابة "منع تداول المجلس بأنه تابع لداعش". تزايد استهداف قادة الحراك في عدن- كما يبدو- دفع بقيادته إلى البحث عن مخارج.. إلى ذلك دعا رئيس اللجنة التحضيرية لما تسمى ب"التصالح والتسامح"، أمس، أبناء الجنوب -أنصار الحراك- إلى الاحتشاد في عدن لإحياء الفعالية السنوية في ال13 من يناير المقبل. وقال القيادي في الحراك، عباس العسل، في بيان له إن المشاركة في المهرجان "واجب وطني كون الجنوب يمر بمنعطف تاريخي "معتبرا الفعالية بمثابة " رسالة للتصالح والتسامح بين أطياف الجنوب".