العدو السعودي رد على قرار برلمان الاتحاد الأوروبي ردا ينم عن استهتار، وعن صفاقة تفوق قلة الحياء بتسع درجات، ففي مجال دعوة البرلمان الأوروبي إلى تشكيل لجنة تحقيق في الجرائم التي ارتكبها العدو، أعلن هذا العدو أنه سيشكل من عندياته لجنة "مستقلة" لتقييم عملياته العسكرية في اليمن.. ولكي تكون اللجنة "مستقلة" جدا، ستشكل من خبراء عسكريين وقانونيين سعوديين وبريطانيين وأمريكيين، ومن الدول الأخرى المشاركة في العدوان على الشعب اليمني.. يعني أن الثعالب ستحصل على شهادات من أذيالها.. ولم يذكر العدو مشاركة إسرائيل في اللجنة المستقلة جدا، رغم أن إسرائيل جزء من التحالف العدواني السعودي، ولو أن العدو السعودي ضم محققين ومقيمين إسرائيليين لكان حسنا له أمام العالم، على الأقل لأن الإسرائيليين أصدق من العدو السعودي ومن بريطانيا وأمريكا، كما في مثال لجنة كاهانا الإسرائيلية التي حققت في الجرائم التي ارتكبها شارون في لبنان، ففضحته وحملته مسؤولية تلك الجرائم، خاصة التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا.. العدو السعودي حصر المهمة في نفسه وفي بريطانيا وأمريكا، وهما أكبر شريكين له في العدوان والجرائم المرتكبة في اليمن، فلا ألمانيا ولا فرنسا، ولا أي من دول الاتحاد الأوروبي التي طالبت بإجراء تحقيق في الجرائم التي ارتكبها العدو السعودي وحلفاؤه .. العدو السعودي قصر الأمر على نفسه وعلى بريطانيا وأمريكا، وهاتان الأخيرتان حليفتان للعدو السعودي منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى، بل إنهما هما اللتان أوجدتا الكيان السعودي ومدتا نفوذه إلى الحجاز ودعمتا أطماعه في أراضي اليمن وأعدته ليكون عدوا لكل شيء في اليمن.. نقول هذا، وعندنا يقين أن العدو السعودي غير جاد في التحقيق، ولا يمكنه ذلك من الناحية العملية، وإنما حاول قطع الطريق، لكي لا تشق دعوة البرلمان الأوروبي طريقها إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي. نحن اليمنيين، ينبغي أن لا نهدر دعوة الاتحاد الأوروبي، وأن لا نتعامل معها ببيان ترحيب، أو بمقالات تسخر وتشكك.. فأما وقد بدأ هذا الصوت الكبير يصدح من داخل الاتحاد الأوروبي ويتجه إلى أبعد الشسوع، فعلينا مساعدته بمسؤولية لكي نفيد من موقفه في مواجهة العدو السعودي الذي استعان على الشعب اليمني بدول ومنظمات وأوغاد.. أجزم أن البرلمانيين الأوروبيين لم يصدروا موقفهم عن دراية تامة بما فعله العدو السعودي في اليمن من جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية ودعم للإرهاب، وإلا لكان موقف برلمان الاتحاد الأوروبي أقوى وأعدل وأصرح.. لذلك نرى المبادرة إلى تكوين فريق خبير يذهب إلى هناك وفي يده جرائم العدو بالصوت والصورة، ويطلب منه إرسال برلمانيين من الاتحاد ليروا بأعينهم ما حدث ويحدث في اليمن بأيدي العدو السعودي وشركاه.