أفشل مسلحو الحراك الجنوبي في عدن، أمس، هجوما -بسيارة مفخخة- كان يستهدف مطار عدن الدولي ومعسكرا للقوات الإماراتية بمحاذاته، بينما هاجمت قناة العربية – التابعة للعدوان السعودي- الحراك الجنوبي، تزامنا مع إعلان الناطق باسم محافظ عدن استمرار الحملة على معقل "داعش" في المنصورة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن السيارة قدمت من اتجاه الخط البحري المؤدي إلى المنصورة وكانت بحماية مسلحين على مدرعات عسكرية، عندما أوقفتها نقطة تفتيش للحراك في "جولة ريجل" بجزيرة العمال -مديرية خور مكسر، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات بين أفراد النقطة ومرافقي المفخخة انتهى بانفجارها بالقرب من المطار. وأفادت المصادر بأن الاشتباكات مع مرافقي السيارة استمرت لساعات استخدم خلالها المهاجمون مدافع هاون وقذائف "بي10"، مخلفة 5 قتلى و10 جرحى بينهم مواطنون وفقاً لمصادر طبية، كما تسببت المواجهات بإغلاق المطار وانتشار لقوات العدوان في محيطه. ويأتي هجوم "داعش" على خور مكسر – معقل قيادة سلطة الحراك في عدن حاليا، فيما تواصل قوات الحراك، منذ الاثنين، حملة أمنية على معقل التنظيم في المنصورة، بإسناد جوي من طائرات "أباتشي إماراتية". وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" بأن "داعش" نشر أمس مضادات طيران حديثة في الأحياء السكنية التي يسيطر عليها بمديرية المنصورة، بينما تناقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمضادات طيران نصبها مسلحو "داعش" على أسطح مدارس حكومية في المديرية. كما نشر التنظيم الإرهابي المئات من مقاتليه في أحياء المديرية لتأمينها، الأمر الذي اعتبرته مصادر أمنية قد يفشل أية عملية أمنية لقوات الحراك "داخل الأحياء المكتظة بالسكان". تمدد الفوضى وشهدت مديرية التواهي وأحياء أخرى في المعلا والبريقة والشيخ عثمان أيضا انتشاراً لمسلحي داعش معززين بمدرعات حديثة تابعة لتحالف الاحتلال وأسلحة متوسطة، بينما سيطرت قوات الحراك على نقطة العلم- المدخل الرئيسي لعدن من اتجاه محافظة أبين وعرقلت وصول تعزيزات ل"داعش". من جانبه، قال نزار أنور، الناطق الرسمي باسم محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، أن الحملة الأمنية لما وصفها ب"بسط سيطرة الدولة على كافة مديريات المحافظة" مستمرة وفي مقدمتها المنصورة ". وأضاف: "لا تراجع عن خطة الانتشار الأمنية في كل المديريات بدون استثناء وأن تعود المنشآت الحكومية إلى سيطرة الدولة". وأفاد أنور في تصريح صحفي أن ما جرى في المنصورة الاثنين "كانت حملة أمنية ستطال مديريات أخرى". في المقابل، أصدر قيادي سلفي "محسوب على داعش" يعرف ب"أبو همام اليافعي"، أمس، بيان تعقيب على مواجهات المنصورة، مشيرا إلى "تمسك المقاومة الجنوبية بمجلسها الذي يرأسه القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري" . وأشار اليافعي الذي تسيطر قواته على مناطق في المعلا والشيخ عثمان والبريقة إلى أن ما أسماه "مجلس المقاومة" هو الضابط الأول للأمن والاستقرار، مطالبا ب"الشراكة الوطنية مع الجميع في إطار الجنوب". وأضاف: "نحن ضد أي استهداف لأية شخصية جنوبية وتخوينها أو نزع صفة الوطنية عنها" في إشارة إلى قائمة أسماء المطلوبين التي وزعها الحراك وتضم (26) اسماً لقادة فصائل مسلحة في المدينة. في سياق متصل، هاجمت قناة العربية وأخواتها، أمس، من وصفتهم ب"الحراك الانفصالي". ونشرت القناة وثيقة قالت إنها تأتي ضمن سلسلة وثائق "سوف تنشرها القناة" وتشير الوثيقة إلى أن "الحراك" يدفع بأنصاره للمطالبة بدولة الجنوب بطريقة استفزازية. من جانبه اعتبر القيادي في الحراك أحمد عمر بن فريد الوثيقة بأنها مسربة من مطابخ حزب الإصلاح، مشيراً إلى أن القناة باتت تتبنى "رؤية الإخوان المسلمين"، غير أن هجوم القناة جاء في وقت أكد فيه أيضا الباحث السعودي، إبراهيم آل مرعي، استمرار "داعش" بنقل عناصره من سوريا والعراق إلى اليمن. وأضاف بن مرعي بأن "اليمن أصبح الوطن البديل لداعش" التي تتعرض للتنكيل في سوريا والعراق. من جانبه نشر الباحث الإماراتي في شئون الجزيرة، خالد القاسمي صورا لمدرعات سعودية قال بأنها في جراش تابعة لأمير تنظيم "داعش" في يافع خالد المرفدي والمسئول المالي للتنظيم "نشوان الوالي".