حينما بدأت السعودية عدوانها على بلادنا،لم يخطر ببالها ولا حتى في أسوأ كوابيسها أن عمليتها الإجرامية ستستمر عاماً دون تحقيق نتيجة معتبرة على ا?رض تطلع بها للعالم، حتى تخرج من الحفرة التي وقعت فيها بالحد ا?دنى من الكرامة وماء الوجه. السعودية من ا?سبوع التالي للعدوان لم تعد تبحث عن نصر حقيقي، بقدر بحثها عن نصر صوري مقنع للمجتمع الدولي الذي أستطيع الجزم أنه لن يقتنع بأي نصر ستقدمه السعودية له حتى تخرج من ورطتها، وتوقف عدوانها. مهما فعلت السعودية لن يعطيها المجتمع الدولي شهادة بالنصر، وفي الحقيقة أنه سيعمل على عدم السماح لها بذلك. حمق وغباء واستكبار الأسرة السعودية، صور لها أنها استطاعت بضغوطها وأموالها تجيير موقف المجتمع الدولي لصالحها، دون أن يخطر ببالها أن المجتمع الدولي حين دعمها في عدوانها الإجرامي على اليمن لم يكن ا?مر خضوعاً بقدر ما كان استدراجاً لإيقاعها في حفرة تستنزفها شيئا فشيئا تمهيدا للإجهاز عليها. عجز السعودية عن تأمين المناطق التي احتلتها بالاشتراك مع الإمارات سببه أن أجهزة المخابرات الدولية العظمى لا تريد ولن تسمح بذلك. غباء السعوديين (المعهود) صور لهم أنهم اللاعب الوحيد، وأن البقية مجرد كومبارس، ولذلك عجزت عن استيعاب كل ما يجري في الجنوب، ناهيك عن معالجته.. ليس حبا في الجنوب، ولكن لتخرج من ورطتها بالحد الأدنى من الكرامة كما أسلفنا.. من الواضح أن الكبار لا يريدون لها ذلك. بداية العدوان لم تتوقع السعودية أنها ستقع في فخ. نهاية الشهر ا?ول من العدوان، تقريبا، اقتنعت أنها وقعت في فخ، وأصبح همها هو كيفية الخروج منه بأقل الخسائر. لكن من الواضح لحد الآن أنها لم تدرك بعد من الذي أوقعها في هذا الفخ.