العربي الفلسطيني الوحيد الذي لم ينسَ مواقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية يكتب وكأنه في إحدى جبهات القتال في اليمن، يتكلم بشموخ وعزة وكرامة وانتماء وكأنه جبل عطان، يتألم معنا وكأنه يفقد كل يوم واحداً من أطفاله بغارات الحقد السعودية، يقصفونا بصواريخهم فيقصفهم بتعصبه للحقيقة وحدها ويرعبهم بوقوفه إلى جانب جبال اليمن الأبية، ويمطرهم بقنابل حبه ووفاؤه لمهد العرب وأصل العروبة. عبدالباري عطوان.. لا يكفي أيها الأصيل أن نرسل لك كلمة شكر أو شهادة تقدير ولا يكفي أن نعلق على عنقك وسام الوحدة والجمهورية والديمقراطية، لا يكفي أن نتشارك وجهة نظرك التي فقأت أعين الأعداء ومرتزقتهم، لا يكفي أن نحبك يا من جندت قلبك وقلمك للسباحة في حب بلدنا الذي خذلته دول وحكومات وشعوب غُلبت على أمرها فصمتت، لموقفك يا سيدي أكبر من أن نستطيع شكرك عليه، رأيناك في الوقت الذي لم نرَ ملايين العرب، سمعناك في الوقت الذي لم نعد نسمع فيه سوى أصوات الطائرات والنساء والأطفال. لا يماثل ثباتك في معركتنا إلا جبل عطان.. لن نحاول يمننتك برفع صورك في شوارع العاصمة ونلقبك "عطان" فأنت أكثر من شعب وأرفع من جبل يا سيدي.. لكنه عهد علينا أن نكتب اسمك على قمم الجبال كي لا ننسى مواقفك الأصيلة الثابتة، كي لا ننسى كلمتك المدوية، كي لا ننسى حيرتك وأنت تفتش في روحك عن شهدائنا، لن ننسى حبرك الذي سال من أوجاعنا، لن ننسى صوتك الذي بُح وهو يواجه عشرات القنوات الإعلامية المعادية لنا، عهداً علينا ألا ننساك يا كبير.