وسع العدوان السعودي ومرتزقته خروقاتهم في اليوم الثالث من الهدنة المفترضة بزحوفات منظمة في عدة جبهات أهمها جبهة نهم محافظة صنعاء في تصعيد خطير ينم عن نوايا جادة لتلغيم مسار المفاوضات ونسفها قبل الوصول إليها الأحد المقبل في دولة الكويت. ولأول مرة منذ مارس العام الماضي، توقفت غارات الطيران المعادي غير أن التحليق استمر بشكل مكثف. مصادر عسكرية وقبلية في نهم أفادت "اليمن اليوم" بأن مرتزقة وعملاء العدوان شنوا في الساعات الأولى من الصباح زحفاً كبيراً من مناطق تمركزهم في الجدعان مأرب على فرضة نهم مستخدمين أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إلا أن قوات الجيش واللجان الشعبية كانت في أتم الجهوزية. تفيد المصادر بأن مواجهات عنيفة استمرت حتى الظهيرة أجبرت المرتزقة على التراجع بعد تكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والآليات، حيث قتل أكثر من 20 على رأسهم قائد الزحف أركان حرب اللواء 312 مدرع الموالي للعدوان، وتدمير 3 مدرعات حديثة وطقمين في التبة الحمراء غرب جبل الشبكة الاستراتيجي المطل على الجدعان مأرب. ونشر حزب الإصلاح على موقعه الرسمي (الصحوة نت) بيان نعي باسم قيادة الجيش الموالية للعدوان قال فيه إن الحوري أسهم في اقتحام فرضة نهم وقُتل فجر اليوم –أمس- مع عدد من رفاقه. ولفتت المصادر إلى أن الزحف الفاشل سبقه قصف مكثف بالمدفعية طويلة المدى، وصواريخ الكاتيوشا على مناطق متفرقة في الفرضة (بني بارق، مفرق ضبوعة، مبدعة، ملح، وقرية الحول) وكذلك جبل الشبكة. ومع الساعات الأولى من المساء عاود مرتزقة العدوان محاولتهم التقدم في الفرضة بعد تلقيهم تعزيزات كبيرة من مأرب ولا تزال المواجهات على أشدها دون إحراز أي تقدم للمرتزقة حتى اللحظة، منتصف الليل. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في نهم إن محاولات المرتزقة انتحار ليس أكثر، وأنهم مهما حشدوا من تعزيزات لن يجنوا سوى المزيد من الخسائر في صفوفهم، مشيرا ًإلى أن قوات الجيش واللجان في كامل الجهوزية وتراقب تحركاتهم لحظة بلحظة. ناطق أنصار الله من جهته اعتبر ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام، الزحف على فرضة نهم تطورا خطيرا يثبت عدم جدية قوى العدوان في وقف الحرب رغم التفاهمات وإعلان وقف الحرب الاثنين الماضي. وأكد عبدالسلام في منشور له على الفيسبوك أمس أن تواصل تلك الخروقات في ظل استمرار العدوان يؤكد عدمية مسار أي حوار سياسي. وقال: "وإذ نحن في اليوم الثالث والتحليق متواصل، والتحشيدات قائمة والزحوفات مستمرة خاصة في جبهة مأرب فإن ذلك يؤكد أن لا فرق بين ما كان عليه الحال قبل (إعلان الاثنين) وما بعده، وأن النوايا تجاه السلام ما زالت غير جادة". تصعيد في مأرب وفي مأرب واصل مرتزقة وعملاء العدوان خروقاتهم بقصف مدفعي على مناطق متفرقة في صرواح، فضلاً عن تسيير تعزيزات كبيرة لجبهة الجدعان-نهم. وقالت المصادر إن المرتزقة المتمركزين في نخلا –محيط مركز المحافظة- وكذلك في معسكر كوفل شنوا صباح ومساء أمس قصفاً بالمدفعية على المشجح والأشقري والمخدرة وجبل تيس ووادي الربيعة ما دفع قوات الجيش واللجان الشعبية للرد على مصادر النيران. زحوفات بائسة في الجوف التصعيد لم يقتصر على جبهة نهم، حيث شن مرتزقة وعملاء العدوان زحفين في مديريتي المتون والغيل تكبدوا خلالهما خسائر جديدة في الأرواح والآليات، وإجبارهم على التراجع والانسحاب أيضاً من مواقع استخدموها منطلقاً للزحف. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية إن مرتزقة العدوان حاولوا اقتحام مناطق معيمرة والمزيونة شرق مديرية المتون بزحف كبير يتقدمه مدرعات حديثة، ودارت مواجهات عنيفة أجبرتهم على التراجع قبل أن تطاردهم قوات الجيش واللجان وتطهر 5 مواقع استراتيجية، مشيرة إلى أن 3 من المرتزقة لقوا مصرعهم وأصيب 8 آخرون، فيما لا يزال قرابة 60 من مسلحي المرتزقة و4 مدرعات وطقمين محاصرين حتى اللحظة، منتصف الليل. وقالت ذات المصادر إن الزحف الفاشل على المعيمرة والمزيونة تزامن مع قصف مدفعي وصاروخي (كاتيوشا) مكثف على منطقة المحزام ومناطق آل محمد بن حمد ضوير، أسفرت عن تدمير 3 منازل ونفوق أكثر من 75 من الأغنام وأضرار جسيمة في مزرعتي نخيل. وفي جبهة الغيل صدت قوات الجيش واللجان الشعبية محاولة تسلل للمرتزقة من وادي يبر على مناطق السلمات، فيما تعرض وادي حليس لقصف مدفعي وصاروخي (كاتيوشا). وفي محافظة البيضاء حلق طيران العدوان فوق عدد من مديريات المحافظة، فيما واصل مرتزقته يتقدمهم مسلحو تنظيم القاعدة قصفهم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة مناطق الجماجم والشبكة والطماحي والمثلث وحيد الضروة والديزل مديرية ذي ناعم من جهة الخرابه ومنطقة القصيب بمديرية الزاهر وكيدان ومنطقة البركات. كمين وقصف مدفعي في حجة وفي محور حجة أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية أن قرى ومواقع للجيش واللجان في مديريتي حرض وميدي الحدوديتين تعرضت لقصف مدفعي، مشيرة إلى سقوط أكثر من 17 قذيفة على مناطق متفرقة في المديريتين. كما تبنى مرتزقة العدوان، أمس استهداف طقم يقل عددا من عناصر اللجان الشعبية بينما كان يمر في مديرية بني قيس، مشيرين في بيان إلى نصبهم كمينا للطقم واستهداف عناصره. وكان أركان حرب ما تسمى "المنطقة الخامسة"، الموالية للعدوان السعودي ، أعلن في تصريح صحفي،أمس الأول، رفضهم مقابلة لجنة وقف إطلاق النار في المحافظة، متوقعا "فشل الهدنة". إلى ذلك سلّم وفد رسمي من محافظة حجة، أمس، مكتب الأممالمتحدة في صنعاء تقريرا شاملا بما ارتكبه العدوان خلال عام من الدمار والخراب والقتل. ويتضمن التقرير بيانات ومشاهد للدمار في حرض وميدي وعبس وحيران وتفاصيل بالوضع الإنساني ومعانة المواطنين.