وحال عدم التزام العدوان ومرتزقته بوقف الأعمال القتالية والغارات الجوية، دون ذهاب وفد القوى الوطنية (المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله) أمس إلى مفاوضات الكويت التي كان مقرراً انطلاقها اليوم. حيث واصل مرتزقة العدوان أمس محاولتهم التقدم في فرضة نهم، محافظة صنعاء، بالتزامن مع خروقات مماثلة في مأربوالجوفوتعزوالبيضاء، كما شن الطيران السعودي غارات جوية جديدة على صعدة. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية في نهم بأن مرتزقة العدوان عاودوا أمس محاولة التقدم في فرضة نهم، تحديداً نحو التباب الحمر وبران، ودارت مواجهات عنيفة أجبرتهم على الانسحاب حاملين على أكتافهم جثث قتلاهم. وبحسب المصادر، فإن من بين القتلى القيادي (أحمد مقبل العصامي). وقالت مواقع إلكترونية تابعة لحزب الإصلاح إن العصامي قتل هو وعدد من مرافقيه في الفرضة. وفي مأرب، واصلت مدفعية المرتزقة قصف مناطق المشجح وحمة ثوابة بمديرية صرواح، ما دفع قوات الجيش واللجان للرد. وفي محافظة الجوف، واصلت مدفعية المرتزقة قصف مناطق متفرقة في المتون. وفي محافظة صعدة، أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية بأن طائرات العدوان شنت غارة جوية على منزل في مديرية الظاهر، إضافة إلى سلسلة غارات ب"قنابل صوتية" طالت مناطق متفرقة في مديرية منبه. وكانت طائرات العدوان استهدفت،أمس الأول، منزلا في مديرية باقم. وشهدت مناطق متفرقة في المحافظة تحليقا مكثفا لطائرات العدوان، طالت أيضاً مديريتي ميدي وحرض في محافظة حجة. وفي محافظة البيضاء، صدت قوات الجيش واللجان هجوما شنه مرتزقة العدوان يتقدمهم مسلحو تنظيم القاعدة في مديرية ذي ناعم. وكانت القوى الوطنية اشترطت وقف العدوان السعودي بشقيه (الزحف الميداني والغارات الجوية وتحليق الطيران في الأجواء اليمنية) قبيل بدء المفاوضات بعشرة أيام، وهو ما لم يتحقق رغم مرور 8 أيام على إعلان بدء الهدنة. من جهته قال المغرد السعودي الشهير ب"مجتهد" إن أسرة آل سعود في مأزق قد يطيح بها، فلا هي قادرة على تحقيق نصر عسكري في اليمن، ولا هي قادرة على تحمل تداعيات استمرار الحرب، ولا هي قادرة على إنهاء الحرب عبر الهدنة أو الاتفاق الكامل مع الحوثيين. لافتاً إلى أن الرضوخ للمفاوضات المباشرة مع الحوثيين والاندفاع نحو الكويت مع استمرار الخروقات إنما يعكس حجم المأزق. مجتهد المقرب من ولي العهد محمد بن نايف، كشف عن حجم الخسائر في صفوف القوات المسلحة السعودية في قطاعات نجران وجيزان وعسير، وقال إنها تجاوزت ال10 آلاف قتيل وجريح، مشيرا إلى أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى سقوط عائلة آل سعود. وأضاف في سلسلة تغريدات له اطلعت عليها "اليمن اليوم": إن الخسائر البشرية في القوات السعودية تجاوزت 4000 قتيل و6000 جريح، والخسائر المادية مئات المليارات، وكلها في ازدياد ولا أمل في تحسن الوضع. محذرا من أن استمرار الحرب يعني تعاظم هذه المشاكل، ومن ثم تداعيات قد تؤدي لسقوط بن سلمان أو عائلته كلها، ولذلك فهو مستميت لإنهاء الحرب دون القرار الدولي. وأوضح أن محمد بن سلمان مستعد ل"التراجع الكامل عن القرار الأممي بتسليم الحوثيين سلاحهم، وقبولهم بشرعية هادي وخروجهم من المدن"، وهو أحد قرارات مجلس الأمن الدولي. وأكد المغرد السعودي "مجتهد"، أنّ محمد بن سلمان "مستميت" لإنهاء الحرب في اليمن، عازياً ذلك إلى أربعة أسباب"، لكنه احتمل انهيار المحادثات بين الأطراف اليمنية المزمع إجراؤها في الكويت. وقال إن أسباب حرص بن سلمان على إنهاء الحرب، في الوقت الراهن يرجع إلى "تراكم الخسائر البشرية والمادية السعودية وتلاعب الإمارات، وتحميله مسؤولية توسع القاعدة، وكذا مسؤولية الضحايا المدنيين". وقال: "إن محمد بن سلمان (ولي ولي العهد السعودي) غاص في وحل اليمن فلا هو الذي يستطيع الانتصار ولا إيقاف الحرب على طريقة الهدنة ولا الاتفاق الكامل مع الحوثيين". وأشار مجتهد إلى أن القاعدة اتَّسعَ نفوذها، وحصلت على كمية هائلة من السلاح والمال، وحققت مكاسب استراتيجية ضخمة، مما دعا أمريكا لتحميل بن سلمان مسؤولية هذا التطور، لافتا إلى أن المنظمات الإنسانية العالمية تحمِّل القصف الجوي السعودي خسائر المدنيين ما بين قتلى ومشردين ومحرومين من الخدمات، وإحصاءاتهم تدَّعي أن 90% من الضحايا مدنيين. وكان المحلل العسكري السعودي المعروف ب(آل مرعي) قال مؤخراً إن حكومة بلاده دفعت لإسقاط محافظة الجوف مبالغ مالية طائلة، تكفي لإسقاط اليمن كله، والحاصل أن ما تم هو سقوط مدينة الحزم ليس إلا. وفي تعز قال إنهم وبناء على معلومات استخباراتية قدموا دعماً مالياً كبيراً وأسلحة لمشايخ، ولكن أحداً منهم لم يتحرك.