رغم تحسن العلاقات بين إيران من جهة والولاياتالمتحدة وأوروبا من جهة أخرى، في أعقاب توقيع الاتفاق النووي، إلا أن تمسك إيران ب"برنامج الصواريخ" بات يغضب ويقلق واشنطن وحلفاءها بشكل كبير. وبدورها، حاولت طهران تبديد مخاوف الغرب من "برنامجها الصاروخي"، مؤكدة أن هذه الصواريخ غير قادرة على حمل رؤوس نووية، لكن تبريرات طهران لم تقنع الدول الكبرى إذ فرضت واشنطن في يناير/كانون الثاني عقوبات تستهدف برنامج الصواريخ في إيران، ردا على قيام طهران بأجراء تجارب على إطلاق صواريخها. رغم تلك العقوبات، استمرت طهران باختبار صواريخها متحدية ضغط الولاياتالمتحدة وشركائها، وآخر تلك التجارب ما ذكرته صحيفة "ديل ميل" البريطانية أمس الأول بأن طهران اختبرت سرا صاروخا باليستيا عابرا للقارات من نوع "سيمرغ" القادر على حمل رؤوس نووية. ويشير التقرير إلى أن الصاروخ الذي أطلقته إيران كانت قد حصلت عليه من كوريا الشمالية، مؤكدا أن "كوريا الشمالية باتت تزود إيران بالكثير من البيانات المتعلقة بإنتاج الصواريخ". وفي تعليق على الشائعات القائلة باختبار إيران لصاروخ عابر للقارات، صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، لصحيفة "واشنطن فري بيكون" وقال إن القيادة الأمريكية لا يمكنها تأكيد إطلاق إيران لتجربة صاروخية جديدة، لافتا إلى أن بلاده تراقب قيام طهران بمثل تلك التجارب. من جهة ثانية ندّدت إيران بقرار المحكمة العليا الأميركية القاضي بتسليم أصول إيرانية مجمّدة بقيمة نحو ملياري دولار لعائلات أميركيين قتلوا في تفجير ثكنة لمشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983 وهجمات أخرى. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري استنكر القرار معتبراً أنه مرفوض تماماً وهو بمثابة سرقة لأموال إيران. واعتبر أنصاري أنّ القرار يتنافى مع القانون الدولي ويثبت مجدّداً أنه لا يمكن الوثوق بالولاياتالمتحدة. بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ إيران لا تعترف رسمياً بالحكم الصادر عن المحكمة الأميركية العليا. وأضاف في ختام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول التغيّرات المناخية أنّ الإدارة الأميركية تعلم جيدًا أنها مسؤولة عن كل إجراء تقوم به بشأن الأموال الإيرانية في أميركا وعليها أن تعيد هذه الأموال إلى إيران. والتقى ظريف نظيره الأميركيّ جون كيري أمس الجمعة لبحث تخفيف العقوبات الأميركية في إطار الاتفاق النوويّ الإيراني.