حزين من أجل الشاب العدني "عمر باطويل"، ليس فحسب كشخص، بل كعنوان لكل ضحايا الإرهاب، وقرابين حرية التعبير والتفكير والاعتقاد في اليمن والعالم. حزينٌ أكثر على المثقف والأديب والروائي اليمني "حبيب عبدالرب سروري"، ليس كشخص، بل كنموذج للمثقف وهو يترك عقله وثقافته ولغته جانباً، ويستعير عقلية ولغة "خالد الآنسي" في تسييس رصاص "داعش" وسواطير "القاعدة" وتزييف الوعي العام بشأن الإرهاب الذي يستهدفنا جميعاً: في عدن وتعز، والشمال والجنوب، والسنة والشيعة. لهذا لم أوقع على بيانٍ عن هذه الجريمة، كتبه "سروري" في صفحته الفيسبوكية، وتعامل فيه مع الجريمة والظاهرة الإرهابية بكثير من التسطيح والضحالة والاختزال والمناطقية.. بما تضمن -على الأقل- التالي : -حصر ضحايا الإرهاب في شخص، بدلاً من اعتبار "عمر باطويل" عنواناً لضحايا الإرهاب في اليمن وغير اليمن.! -حصر مسرح الإرهاب في عدن، التي تكررت كثيرا طوال البيان، وبدون الإشارة إلى مناطق ومدن أخرى يسيطر عليها الإرهاب في الشمال والجنوب.! -حصر جغرافيا الإرهاب في الشمال، كدخيل على الجنوب، متجاهلا حقيقة أن الإرهاب ظاهرة دخيلة على اليمن، وأن أول تنظيم تابع للقاعدة أُنشئ في اليمن هو "جيش عدنأبين" في بداية التسعينيات.! -حصر ظاهرة الإرهاب، بالفكر الديني الحوثي، والأعمال الإرهابية من مخلفات الغزو الفكري المصاحب ل"الغزو الحوثوفاشي" بما ينأى بالفكر والجريمة عن الوهابية والإسلام السياسي عموما.! -حصر مسئولية الإرهاب بالجُناة المباشرين، ودعوته للقبض عليهم، دون مجرد الإشارة إلى فكر متطرف وجهات مرجعية تقف وراء الظاهرة.! -بدلا من الدعوة إلى إعلان "عدن" مدينة مخطوفة في قبضة الإرهاب، دعا إلى (الإعلان الرسمي) بأنها مدينة مدنية، وهو أمر لا يتم بإعلان رسمي، بل بوجود فعلي على أرض الواقع. ! - تسييس الإرهاب تمييع لقضيته، وقد ربط الكاتب الإرهاب في عدن، بأحداث 1994م، وأحداث مارس 2015م. ومهما كانت خطورة هذه الأحداث، إلا أن الكاتب يتجاهل أن الإرهاب ظاهرة عالمية، كما أن عدن لم تتحرر الآن كما يصر إلحاحاً.!