رفض وفد الرياض في مشاورات الكويت إدانة حملات الترحيل والتهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية في عدن فيما أدان المؤتمر الشعبي العام واستنكر بشدة، مؤكداً أن الشرعية المزعومة التي يدعيها الفار هادي لم تكن إلا غطاءً للعدوان الخارجي على اليمن ومبرراً للتدخل في شئونه وتدمير مقدراته ومحاولة النيل من وحدته والعبث بنسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية. وقال المصدر: إن مليشيات هادي المتحالفة مع القاعدة تحاول التغطية على فشلها الذريع في تثبيت الأمن وضبط الأوضاع في محافظة عدن بهذه الأعمال الدنيئة، معرباً عن استغرابه أن يتزامن هذا التصعيد الخطير مع المشاورات التي تجريها الأطراف السياسية في دولة الكويت برعاية الأممالمتحدة. وحمل المصدر تحالف العدوان السعودي ومرتزقته كامل المسئولية عن هذه الجريمة وما يترتب عليها، مؤكداً أن عدن ستظل ثغر اليمن الباسم وقبلة لكل اليمنيين ولن تسيء إليها تلك التصرفات الرعناء التي خطط لها العدوان ونفذها مرتزقته الوافدين من خارج المدينة. وحذر المصدر مليشيات الفار هادي من التمادي في جرائمها المشينة بحق المواطنين، مؤكداً أن جميع المسئولين عن تلك الجرائم سيقدمون للمحاكمة في المحاكم الوطنية والدولية ولن يفلتوا من العقاب. ودعا المصدر كافة الأحزاب والقوى الوطنية وكل الشرفاء والأحرار في الوطن إلى استشعار المسئولية الوطنية والتاريخية وإدانة تلك الممارسات والتصدي لكل المخططات التي تستهدف الوحدة الوطنية وتسعى لنشر الفوضى والزج بالبلد في أتون حروب أهلية طاحنة. وقال موفد "اليمن اليوم" في الكويت إن اللجان الفرعية الثلاث (السياسية، الأمنية، والعسكرية، ولجنة الأسرى والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية)، عقدت أمس جلسات مسائية. موضحاً على لسان مصدر مشارك أن الوفد الوطني (المؤتمر وأنصار الله) طالب بإصدار بيان مشترك من قبل وفدي التفاوض يدين إجراءات الترحيل والتهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية في عدن، إلا أن وفد الرياض رفض رفضاً قاطعاً إصدار بيان إدانة. وتوسعت أمس حملة التهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية في عدن متجاوزة الشوارع والأسواق العامة والمحلات التجارية إلى الجامعة والمدارس، ولم تعد تقتصر على عدن، بل انطلقت ذات الحملة بوتيرة أشد في محافظات جنوبية أخرى (أبينولحج) وسط تأكيد رسمي من قبل السلطات الموالية لتحالف الاحتلال بمواصلة الحملة حتى ترحيل "آخر شمالي"، وفق ما ورد في بيان صادر عن إدارة أمن عدن التي أثنى الفار عبدربه منصور هادي، أمس على جهودها. 3 شاحنات ترافقها أطقم أمنية أقلّت أمس من عدن المئات من أبناء المحافظات الشمالية تم رميهم بصورة مهينة في طور الباحة محافظة لحج ليواصلوا السير على الأقدام عشرات الكيلومترات وصولاً إلى مدينة التربة- مركز مديرية الشمايتين- الواقعة تحت سيطرة مرتزقة وعملاء العدوان، وفق ما أفادت به "اليمن اليوم" مصادر أمنية ومحلية متطابقة. وأوضحت المصادر أن قرابة 70 شخصاً من أبناء تعز وصلوا صباح أمس إلى مفرق يفرس في جبل حبشي عبر طريق التربة –الضباب، فيما كان 164 شخصاً وصلوا إلى مدينة التربة دفعة واحدة الساعة الخامسة عصر أمس الأول. ونقلت المصادر عن عدد من المرحلين القول إنهم تعرضوا لعمليات ملاحقة في الأسواق والشوارع والمحال التجارية والمنازل في مدينة تعز من قبل مسلحين ينتمون للفصائل الموالية للعدوان فيما يعرف ب"المقاومة الجنوبية" والشرطة وقوات عسكرية موالية للفار هادي، وتم احتجازهم والتحقيق معهم لعدة ساعات قبل أن يتم نقلهم جماعياً على متن شاحنات كبيرة إلى أطراف مديرية طور الباحة التابعة لمحافظة لحج والمحاذية للشمايتين بمحافظة تعز، مؤكدين بأن قرابة ألف شخص من أبناء تعز لازالوا معتقلين في سجن المنصورة بمحافظة عدن. وفي المنصورةعدن، قالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن قوة مشتركة من الأمن والمليشيات اقتحمت أمس سوق الخضار واعتقلت نحو 170 من البساطين وبائعي الخضار والفواكه، مشيرة إلى أن أحد الباعة حاول الفرار لكن مسلحين على متن طقم لحقوا به وأردوه قتيلاً تاركين جثته مرمية على الشارع العام بعد أن وضعوا عليها بطاقته الانتخابية التي تبين هويته أنه من أبناء تعز ويدعى "عبده محمد بجاش". وواصل مرتزقة الاحتلال بقيادة شيخ سلفي يافعي يدعى، عبدالرحمن شيخ، أمس، فوضى اقتحام ونهب وفرز منازل ومساكن الطلاب من أبناء المحافظات الشمالية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين على متن أطقم ومدرعات داهموا معهد أمين ناشر وسكن كلية الطب وباشروا بفرز الطلاب من أبناء المحافظات الشمالية تمهيدا لتهجيرهم "قسرا". كما داهمت قوات أخرى منازل في حي التقنية وخور مكسر. وأفادت المصادر بأن الاقتحام تم على مستوى كل منزل يقطنه مواطن من أبناء المحافظات الشمالية، مشيرة إلى قيام المليشيات المشاركة في عمليات الاقتحام بنهب المنازل والمحلات التجارية على متن الأطقم المشاركة في الحملة. وكان ما يسمى "الجيش الوطني" التابع للاحتلال أصدر توجيهات، أمس الأول، يطالب فيها عقال الحارات ببدء فرز المنازل التابعة لأبناء الشمال. تهجير المئات من أبينولحج وفي محافظة أبين قالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن مليشيات الاحتلال قامت بطرد 7 أُسر مكونة من 50 فرداً بينهم نساء وأطفال وشيوخ، من مديرية مودية ينتمون للمحافظات الشمالية (إب، ذمار، وتعز) تحت ذريعة تشكيلهم خطراً على المحافظة. وفي مديرية لودر أحرقت مليشيات الاحتلال أمس محل حلويات يملكه أحد أبناء المحافظات الشمالية في منطقة العين، فضلاً عن طرده مع عائلته دون سابق إنذار.. فيما تلقى عدد كبير من أبناء المحافظات الشمالية العاملين في زنجبار –مركز المحافظة- وبقية مديريات المحافظة رسائل تهديد تطالبهم بسرعة المغادرة ما لم سيتم ترحيلهم بالقوة. وتابعت المصادر بأن عشرات الأسر غادرت بأغراضها الشخصية مديريات (لودر، زنجبار، وخنفر) بعد التهديدات، تاركين وراءهم جميع ممتلكاتهم. وفي محافظة لحج نفذت مليشيات الاحتلال حملة طرد أبناء المحافظات الشمالية في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن أكثر من 100 مواطن من أبناء المحافظات الشمالية يعملون في محال تجارية تم ترحيلهم على متن شاحنتين نوع (دينا) من مدينة الحوطة، تحت ذريعة "مخالفتهم شروط الإقامة". وفي مديرية تبن قالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن عدداً من أبناء المحافظات الشمالية غادروا أمس بعد 24 ساعة من تلقيهم تحذيرات بسرعة المغادرة، فيما طلب آخرون وخصوصاً من يعيشون مع عائلاتهم منحهم مهلة كافية للمغادرة.