الكلمة البريئة التي يطلقها المواطن اليمني في الشارع كل يوم تقريباً، ذات معانٍ ودلالات عظيمة توحي بأن الشعب اليمني توَّاق للأمن والسلام والاستقرار والوئام. في الشارع اليمني ما أن يلقى المواطن المهموم بلوازم العيش، أي صحفي أو كاتب أم ناشط حتى يسأله هذا السؤال: هيا كيفية.. سَدّوا أو ماشي..!؟ السؤال يتكرر في الشارع أو المقيل أو الصالة أو فوق الحافلة أو المقهى، ويعكس القلق الشعبي البريء الحريص على نشد العيش بكرامة وأمن وعزة.. كما تعوّد الشعب اليمني أن يعيش هذه العزة في الأحقاب والعصور والأزمنة الغابرة. هذا الشعب لا يستحق الامتهان والإهانة والذل والبهذلة.. هذا الشعب كريم وعزيز رغم المصاعب والأخطار والجوع والفاقة والعوز والذعر والحرب والموت والدمار.. هذا الشعب يستحق أن تستحضروه في كل كلمة ورأي وردة فعل وموقف ومقترح ومبادرة موضوعة فوق الطاولة.. هذا الشعب الذي يسأل كل مثقف وسياسي وحقوقي وصحفي وشاب جامعي في كل الأماكن: هيا ما فعلوا.. اتفقوا.. سدوا..!؟ يستحق أن يعتبره الإخوة المتفاوضون في الكويت، وجدير أن يتحادثوا وهو في بالهم، لا مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية وحرصهم على المناصب ومحاولات احتكار السلطة.. فلو كان في بالهم لكانت مدة يومين كافية لإبرام اتفاقات تاريخية في الكويت تخرج البلاد من هذه المحنة. وفي الكويت من المهم أن يبذل الوفد الوطني قصارى جهده، في سبيل إرساء تسوية سياسية كفيلة بإزالة هذا الغم وهذا البلاء، وإن بدتْ الرغبة من قبل وفد الرياض غير ذات نية بيضاء، لنقل البلاد إلى ضفاف الاستقرار والحق والخير والسلم الاجتماعي.. لكن غريمهم الله هم والسعودية.