عاد التوتر مجدداً إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان، جراء صراعاتهم المتصاعدة على المال والسلاح والنفوذ، فيما تواصلت خروقاتهم في معظم الجبهات بالمحافظة والشريط الحدودي مع محافظة لحج. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية بمدينة تعز -مركز المحافظة- بأن مسلحين من ما يسمى ب"لواء النصر" التابع لحزب الإصلاح، قاموا باعتقال أحد القيادات الميدانية، فيما يسمى ب"كتائب أبو العباس" السلفية على خلفية حادثة اغتيال السائق الشخصي لقائد الكتائب المعروف ب "أبو العباس". وأوضحت المصادر أن "لواء النصر" أقدموا على اعتقال قائد ميداني من أتباع أبو العباس"عادل عبده فارع الذبحاني" بغرض الضغط على الأخير للإفراج عن أحد المتهمين بحادثة اغتيال عمر العمري، السائق الشخصي ل"أبو العباس" الخميس الماضي "9 يونيو الجاري" وسط شارع جمال بمدينة تعز. وأشارت المصادر إلى أن حالة من التوتر تشهدها مدينة تعز، بعد إعلان الجماعة السلفية حالة الاستنفار بين عناصرها، إثر اعتقال أحد قادتها الميدانيين من قبل "لواء النصر" المعروف بتبعيته لحزب الإصلاح وحمود المخلافي. وكان مسلحان يستقلان دراجة نارية، أقدما الخميس الماضي على اغتيال السائق الشخصي لقائد كتائب أبو العباس "عادل فارع" بإطلاق النار على سيارته أثناء وقوفها أمام محل الجزيرة للصرافة في شارع جمال، ما أدى إلى مقتل سائقه الشخصي، عمر العمري، وقالت جماعة أبو العباس حينها إنها تمكنت من القبض على عدد من المشتبه بهم في الحادثة، ويجري التحقيق معهم، تلى ذلك قيام مسلحين من الجماعة السلفية باقتحام منزل عبدالرحمن عصيوران في حي إسحاق بالمدينة القديمة، ومحاولة اختطاف والده البالغ من العمر 70 عاماً بقوة السلاح، لولا تدخل الأهالي وشخصيات قيادية في صفوف عملاء العدوان. وعبدالرحمن عصيوران سبق أن تم إعدامه من قبل عناصر أبو العباس بتاريخ 7 مايو الماضي بعد عملية اغتيال أحد أتباع أبو العباس من قبل مسلح من أتباع عبدالرحمن عصيوران، القائد الميداني لكتائب ما تسمى (حماة التوحيد) التي يقودها أبو الصدوق المنشق عن أبو العباس، والموالي لحزب الإصلاح. وزادت في الآونة الأخيرة الصراعات والتناحر بين الفصائل العميلة للعدوان السعودي في مدينة تعز وأماكن تواجدهم بعدد من المديريات، وذلك على خلفية السيطرة والنفوذ، بالإضافة إلى خلافات حول أسلحة وأموال مقدمة من حلف العدوان. وشهدت مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، مطلع الأسبوع الجاري، معارك عنيفة وحرب شوارع بين مسلحين من الموالين للعدوان، استمرت ليومين متتالين، تخللها فرض حضر تجوال ليلي، ونتج عنها إحراق طقم عسكري وإعطاب مدرعة وسقوط أكثر من 15 جريحا من الفصائل المتقاتلة. التطورات الميدانية وإلى التطورات الميدانية واصل العدوان ومرتزقته أمس محاولات التقدم صوب مواقع الجيش واللجان في مركز المحافظة، مدينة تعز، وذوباب والضباب. مصادر محلية وعسكرية متطابقة أفادت "اليمن اليوم" بأن قوات الجيش واللجان صدت محاولة تقدم لعملاء العدوان في حي ثعبات وبالقرب من مدرسة 14 أكتوبر بحي الجحملية، بالتزامن مع قصف مكثف بالمدفعية وقذائف الهاون والمعدلات على أحياء الجحملية وكلابة والزهراء وباتجاه القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة وشارع الأربعين. كما شهدت جبهة الزنوج، شمال المدينة، وتبة الدفاع الجوي، شمال غرب المدينة، ومحيط اللواء 35 مدرع والمطار القديم وشارع الثلاثين، مناوشات بالأسلحة الرشاشة بين الجيش واللجان وبين المرتزقة خلال أوقات متفرقة من يوم أمس. في غضون ذلك ذكرت مصادر محلية في مديرية صبر الموادم أن مسلحين من حزب الإصلاح الموالي للعدوان قاموا بمحاصرة قرية الصراري، ومنعوا دخول السلع الغذائية ومستلزمات رمضان إلى الأهالي في القرية، بالإضافة إلى قيامهم بنصب معدلات ورشاشات في قرى النيداني وذي البرح وحصان لاستهداف أهالي قرية الصراري بسبب مواقفهم الرافضة للعدوان السعودي والمناهضة لتصرفات عملائه. وفي وادي الضباب، غرب مدينة تعز، أكدت مصادر "اليمن اليوم" أن مسلحين من المرتزقة حاولوا التمدد من مواقعهم في ميلات والوادي باتجاه مواقع الجيش واللجان، تحت غطاء مدفعي مكثف، غير أن المحاولة باءت بالفشل، ولم يحقق المرتزقة أي مكسب سوى تكبدهم المزيد من القتلى والجرحى. كما واصل المرتزقة استهدافهم بالمدفعية وقذائف الهاون جبل الشبكة ومنطقة الغاوي والقرى الواقعة في أطراف مديرية الوازعية من جهة مواقع المرتزقة في مضاربة لحج ومديرية الشمايتين "التربة". وصد الجيش واللجان الشعبية، فجر أمس، محاولة تقدم للمرتزقة باتجاه منطقة الحريقية، جنوب مدينة ذوباب الساحلية، موقعين فيهم قتلى وجرحى، فيما استشهد أحد أفراد الجيش واللجان وأصيب 3 آخرون. وفيما ساد هدوء حذر جبهة القبيطة محافظة لحج، بعد أسبوع من المعارك العنيفة التي حقق فيها الجيش واللجان تقدماً في مواقع المرتزق إثر هجوم مضاد ناجح للجيش واللجان، إلا أن القذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا استمرت ليل أمس الأول في السقوط على عدد من المناطق المحيطة بمدينة كرش من جهات الشمال والغرب والجنوب الغربي، وطبقاً للمصادر فإن ذلك القصف مصدره مواقع المرتزقة جنوب وشمال شرق مدينة كرش. وحلق طيران العدوان السعودي بكثافة أمس في سماء ذوباب والوازعية وحيفان والراهدة ومدينة تعز وضواحيها.