المرتزق بن دغر يسرب للإعلام أنه يدرس تقديم استقالته كرئيس لحكومة المرتزقة، احتجاجاً على قلة المصروف وكثرة الدين، والضيق المتزايد لذات اليد، وعزوف أصحاب السمو في دول الخليج عن تقدير تضحياته.. لكن المحيطين به يعرفون أن بن دغر غير جاد في موضوع الاستقالة، وأن الغاية من التسريب الحصول على مصروف. هذا "الدغر" ليس استثناء في طابور المرتزقة، الذين باعوا الأرض والسمعة مقابل الريال السعودي، فهو الرديف الأخلاقي لرشاد العليمي، وهما معاً النموذج الحيّ للتاجر الطارئ الذي دخل عالم المال عبر بوابة "العراة". يتاجران بكل شيء: الكرامة، السمعة، الدم، الخيانة، معاناة الناس. العليمي بائع الجملة والتجزئة لمعونات الملك سلمان في جيبوتي والقرن الأفريقي، كما هو الحال مع بن دغر في عدن، وكلاهما نموذج لطابور طويل يقف هادي في أوله ولا ينتهي عند أصغر مرتزق يدعى عبدالعزيز جباري.