ضحايا كُثر يسقطون في دولة أوروبية كبرى تفرض أصلا حالة الطوارئ. فيما كانت فرنسا تحتفل بعيدها القومي، وبينما كان أمنها يحتفل بقدرته على تنظيم كأس أمم أوروبا بفرنسا دون وقوع أي خسائر أو عمليات إرهابية تعكر صفو البطولة، إذا بالإرهاب يضرب مدينة نيس الفرنسية، إذ قامت شاحنة يقودها فرنسي من أصل تونسي بدهس كل من كان في طريقها، وهو ما أسفر عن عشرات من القتلى والجرحى. الاعتداء الذي وقع في نيس هو الحلقة الأحدث في مسلسل اعتداءات تعرضت لها فرنسا ثمن تحالفاتها الخاطئة مع دول مصدرة وداعمة للإرهاب كالسعودية وقطر. قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إن فرنسا تواجه معركة طويلة الأمد، مؤكدا أن بلاده قوية وجاهزة لمواجهة كل التحديات وتخطيها. وأكد هولاند أن قوات الأمن الفرنسية ملتزمة ومتأهبة بشكل كامل للتصدي للهجمات الإرهابية، قائلا في الصدد إن الهجوم استهدف فرنسا كلها. وصرح الرئيس الفرنسي أن هجوم نيس الإرهابي أسفر عن مقتل 84 بالإضافة إلى 50 مصاباً في حالة حرجة، مضيفا أن الكثير من الأجانب سقطوا في الهجوم. وأشار إلى وجود العديد من الأطفال بين قتلى هجوم نيس الذي وقع أمس الأول، عندما اندفعت شاحنة على حشد كان يحتفل بالعيد الوطني في المدينة الفرنسية. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الجمعة أن نحو خمسين شخصا "بين الحياة والموت". وقال هولاند، بعدما تفقد مستشفى في المدينة الواقعة بجنوب شرق البلاد: "هناك 84 قتيلا حتى الآن وخمسون في حالة خطرة بين الحياة والموت". وكان الرئيس الفرنسي أعلن فجر الجمعة استدعاء احتياط الجيش من المواطنين لتعزيز صفوف الشرطة والدرك، ومد حالة الطوارئ في فرنسا لمدة ثلاثة أشهر، بعد الاعتداء الذي استهدف مدينة نيس وراح ضحيته 85 شخصا على الأقل قتلوا دهسا بشاحنة بينما كانوا محتشدين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني. وقال هولاند في خطاب عبر التلفزيون من قصر الأليزيه "لقد قررت استدعاء الاحتياط العملاني أي كل الذين خدموا في وقت من الأوقات في صفوف الجيش أو في الدرك، لتعزيز صفوف الشرطة والدرك"، مشيرا إلى إمكان استخدام هؤلاء الاحتياطيين في "مراقبة الحدود". وعقب ترؤسه "اجتماع أزمة" على مستوى رفيع لبحث تداعيات الاعتداء، قال هولاند: "سيتم تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر إضافية، ولا نعرف حتى الآن ما إذا كان هناك شركاء لسائق شاحنة اعتداء نيس أم لا". وكان من المقرر أن تنتهي حالة الطوارئ في ال26 من الشهر الجاري. وأوضح هولاند أن الحكومة ستقدم إلى البرلمان سريعا مشروع قانون لمد حالة الطوارئ لمواجهة خطر الهجمات الإرهابية في البلاد. وأضاف: "سيتم عقد اجتماع لمجلس الدفاع لبحث الإجراءات الأمنية بعد الاعتداء، وسنقوي من دورنا في العراقوسوريا بعد ما حدث"، مشددا "لن يمنعنا شيء من مواجهة الإرهاب، وفرنسا ستبقى دوما أقوى من المتعصبين". وارتفع عدد ضحايا هجوم شاحنة على تجمع لمواطنين بمدينة نيس، جنوبي فرنسا، إلى 85 قتيلا على الأقل بينهم أطفال، بجانب عشرات الجرحى بينهم 15 في حالة خطرة، بحسب أحدث حصيلة أعلنها وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، فجر الجمعة. وذكرت تقارير إعلامية أن المهاجم في الثلاثينيات من عمرة ومن أصول تونسية. وبحسب قناة "بي إف إم" نقلاً عن رئيس بلدية المدينة أن مسلحاً يقود شاحنة، أقدم على دهس تجمع للمواطنين وسط المدينة، أثناء احتفالهم بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي. وأوضحت القناة، أن الهجوم وقع بالتزامن مع إطلاق الألعاب النارية، مبينةً أن سائق الشاحنة قام بإطلاق النار تجاه المواطنين، عقب تنفيذه عملية الدهس. وذكر المدعي العام في نيس، لوسائل إعلام محلية، أن الشرطة تمكنت من قتل المهاجم، وأنها عثرت داخل الشاحنة على أسلحة وكميات من الذخيرة والمتفجرات. وأفادت وسائل الإعلام، أن حادث الدهس وقع على طول مسافة كيلومترين، الأمر الذي يبيّن سبب العدد الكبير من الضحايا. إعلان اسم منفذ هجوم نيس كشفت وسائل الإعلام الفرنسية عن اسم سائق الشاحنة، منفذ الحادث الإرهابي الذي وقع في نيس بفرنسا، وهو "محمد الحويج بو هلال". تم "التعرف رسميا" على منفذ الاعتداء الذي انقض بشاحنته على الحشود المتجمعة ليل الخميس في نيس بجنوب شرق فرنسا موقعا ما لا يقل عن 84 قتيلا قبل أن تقتله الشرطة، على ما أفادت مصادر في الشرطة أمس. وقالت المصادر، إن منفذ الاعتداء هو صاحب أوراق الهوية التي عثر عليها المحققون في الشاحنة وهي باسم فرنسي تونسي في ال31 من العمر مقيم في نيس، مضيفة أن "عدة عمليات تحقيق تجري حاليا صباح الجمعة ولا سيما في نيس". وقال أحد المصادر إن الرجل لم يكن معروفا لدى أجهزة الاستخبارات على أنه اعتنق الفكر المتطرف، وفي المقابل كان معروفا لدى الشرطة في قضايا الحق العام ولا سيما أعمال عنف، بحسب "فرانس برس". وكان السائق وحيدا في الشاحنة، ويبقى على التحقيق أن يوضح إن كان له شركاء في تدبير الاعتداء. كما أن وجود أسلحة مزيفة في الشاحنة يطرح تساؤلات حول شخصيته. موسكو: حوارنا مع واشنطن يزداد أهمية بعد هجوم نيس بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مستهل محادثاته مع نظيره الأمريكي جون كيري، أن الحوار الروسي-الأمريكي يزداد أهمية وإلحاحا بعد الهجوم الإرهابي الأخير في نيس الفرنسية. وشدد خلال جلسة المحادثات، الجمعة على أن اللقاء الذي سبق أن عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كيري في الكرملين الليلة قبل الماضية، أظهر ضرورة تكثيف العمل الروسي-الأمريكي المشترك في سوريا، واصفا اللقاء بأنه كان مفيدا جدا. بدوره، أعرب كيري عن استيائه الشديد من الهجوم في نيس، وشدد على ضرورة اتخاذ كافة الخطوات اللازمة للقضاء على الإرهاب، مؤكدا أن سوريا تمثل بالدرجة الأولى تربة خصبة للإرهاب، قائلاً "إنني أعتقد أن العالم كله يعلق آماله بنا وينتظر منا أن نتخذ بأقصى درجات السرعة إجراءات ملموسة تظهر للناس أننا بذلنا كل ما بوسعنا من أجل القضاء على الخطر الإرهابي". وقبل بدء جلسة المحادثات، وقف لافروف وكيري وأعضاء الوفدين دقيقة صمت على أرواح ضحايا هجوم نيس في فرنسا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل الخميس في الكرملين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وبحث الطرفان ضرورة تشديد الضغط على تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، بالإضافة إلى عدد من القضايا الدولية الأخرى ذات الاهتمام المشترك.