وفقاً لما تقتضيه كتابة العمود الصحفي القصير، كانت لنا وقفات سريعة ومختزلة مع الاعتداءات السعودية على اليمن منذ القرن الثامن عشر حتى القرن الحالي (الحادي والعشرين) وبما يشير إلى مصداقية نعت تلك المملكة بالعدو التاريخي لليمن. وها نحن نختتم ما كُتب تحت هذا العنوان (اليمن والسعودية من سرّية حِزام إلى تحالف الحزم) بالإشارة إلى حربها العدوانية الأخيرة التي بدأتها في ال26 من مارس 2015م وما زالت مستمرة إلى يومنا بكل ما تحمله من جرائم متناهية البشاعة والانحطاط القيمي والأخلاقي. قلنا سنُشير إلى هذه الحرب، نعم سنكتفي بالإشارة، لأنها بما أفصحت عنه من عداء وأحقاد بني سعود نحو اليمن، وخبث الصحراء نحو أرض الجنتين، وما ألحقته من دمار باليمن وأهله، وأضرار فادحة بالقيم والمبادئ امتدت من هيئة الأممالمتحدة ودول المزايدات بالإنسان وحقوقه، إلى أصغر من هان فهانت عليه نفسه، إنها حرب عِداء تاريخي، فيها من القبح والفظاعة ما يجعلها أكبر من أن يحتويها مقال أو كتاب أو يوميات حرب عدوانها، بل تحتاج إلى حوليات تتضمنها مجلدات توثيق بالكلمة والصورة تحت مسمّى (حوليات حرب العِداء التاريخي) أو ما شابه ذلك من عناوين تُترك للجهات التي نطالبها بتوثيق ما حدث لأجيالنا القادمة أولاً، وللتاريخ ثانياً، على أن يشمل التوثيق حلفاء هذا العدوان الذين لولاهم لما بلغ ما بلغ. ماذا نقول عن هذه الحرب العدوانية بإيجاز؟!! سؤال وجدت إجابته في الاختزال القائل: كان الشيطان قد أخذ عينات جينية من كل ما هو شرّ وحقد ومكر، ونفاق، ودمار، وسفه وحماقة، وغباء، وخبث، وخيانة، ودمار وكفر وانحطاط، وكل ما يتنافى مع إنسانية الإنسان، ووضعها في رحم أعرابية من آكلات الأكباد، ثم تكوّنت في أحشائها على مدى ثلاثة عقود من الزمن، محاطة بمشيمة التكفير الوهابي، إلى أن تمخضت ثروة النفط فولّدت هذه التوائم العنقودية المقذوف بها نحو العالم الإسلامي عموماً، واليمن خصوصاً، وهذا ما تعمّد رسمياً مساء الخميس السادس والعشرين من مارس 2015م. هكذا يمكن اختزال الإشارة إلى عدوان هذه الحرب الدائرة حتى يأتي اليوم الذي يحمل موعد التوثيق المفصّل لكل ما يتصل بها، كما ألمحنا إليه آنفاً، أمّا موقف المجتمع الدولي في أممه المتحدة، فنختصر الحديث عن هذه الهيئة أو الأكذوبة الكبرى في تاريخ الإنسانية، أنها بتعاملها مع عدوان مملكة بني سعود على اليمن، قد عملت على أن تثبت ما عكس المثل الشعبي المصري أن (دخول الحمام ليس كخروجه) بل إن دخوله لا يختلف عن الخروج منه، فهذه مملكة بني سعود تدخل قائمة العار وتخرج منها كما دخلت، وعلى يد الأممالمتحدة وأمينها العام (القلق) الذي استحق أن يدخل كتاباً بعنوان (شخصيات قلقة في الأممالمتحدة) ويكون على رأس من سيشملهم الكتاب. نأتي إلى الإشارة الموجزة إلى من دعا العدوان واستُخدم لخدمته وتغطية جرائمه، فنقول إنهم ممن إذا قُتل أو هلك فلا يستحق حتى أن تبكي عليه أمه، وإن عاش فقد حُرمت عليه اليمن التي تقطر يداه بدماء أطفالها وتفيض جيوبه بأشلاء نسائها.. إنهم إذا ما اقتربوا من اليمن فستكون جبالها تتوج بالصمود والبطولات والفداء أول من تلقي بصخورها وحجارتها على رؤوسهم. يتبع....