مجزرة أخرى بحق مسافرين ارتكبها طيران العدوان السعودي، أمس، في محافظة تعز، متسببا باستشهاد وإصابة 26 مواطناً بينهم أطفال، وتدمير سيارة وعدد من الدراجات النارية. مصدر محلي أفاد "اليمن اليوم" بأن طيران العدوان السعودي نفذ، أمس، غارتين استهدفتا فرزة سيارات في مفرق شرعب، غرب مدينة تعز، ما أدى إلى استشهاد 18 مواطنا وإصابة 8 آخرين، جميعهم مدنيون، مشيرة إلى أن جثث بعض الشهداء تفحمت بأكملها، فيما حالة المصابين حرجة. وتأتي هذه المجزرة لطيران العدوان السعودي، بعد 3 أيام من مجزرة مماثلة نفذها ذات الطيران في نفس المكان" مفرق شرعب" السبت الماضي، متسبباً باستشهاد 13 وإصابة 12 آخرين، بينهم نساء وأطفال وجميعهم من المسافرين وأصحاب الدراجات النارية وسيارات الأجرة في الفرزة، كما تأتي بعد يوم من استهداف سيارة "مقاوتة" في الخط العام بمحافظة ذمار خلفت 6 شهداء و3 جرحا. واعترف عملاء العدوان السعودي بسقوط شهداء وجرحى من المدنيين جراء الغارات التي استهدفت، أمس، فرزة السيارات في مفرق شرعب، مبررين الجريمة بقولهم إنها "غارات خاطئة". وشهدت الجبهات الغربية لمدينة تعز، أمس، معارك عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان السعودي، في محيط جبلي هان والمنعم، شمال جبل حبشي، وبالقرب من اللواء 35 مدرع في المطار القديم، بالتزامن مع مواجهات مماثلة في مناطق حسنات وثعبات وصالة، شرق المدينة. وطبقاً لمصدر عسكري فقد لقي عدد من مرتزقة العدوان مصرعهم وأصيب آخرون خلال المواجهات مع الجيش واللجان في جبهات مدينة تعز ومحيطها. واستهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، فجر أمس، تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان جنوب منطقة الحريقية الواقعة على مسافة 5 كم جنوب مدينة ذوباب، غرب المحافظة، موقعة فيهم قتلى وجرحى، فيما تجددت عمليات القصف المدفعي وبقذائف الهاون المتبادلة في جبهة "كرش-الشريجة" بمديرية القبيطة، محافظة لحج. جديد معارك الفصائل وفي جديد التناحر الحاصل بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي بمحافظة تعز، وخصوصاً السلفيين وحزب الإصلاح، اندلعت، أمس، معارك بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون بين كتائب أبو العباس" السلفية" وأخرى تابعة للقيادي الإصلاحي عبده حمود الصغير، في مدخل مدينة تعز من جهة وادي الضباب. مصادر محلية أفادت "اليمن اليوم" بأن ما يسمى ب "كتائب الشهيد عرفات دماج" التي تتمركز في "التبة السوداء" ونقطة الهنجر في منطقة الضباب، قصفت بالرشاشات وقذائف الهاون، المرتزقة من حزب الإصلاح في "حدائق الصالح" الأمر الذي دفع الأخيرين للرد بالمثل، وذلك على خلفية مساعي كل طرف للاستيلاء على مواقع الطرف الآخر. وبرر قائد كتائب "عرفات دماج" ويدعى إبراهيم دماج، ويكنى ب "أبو الزهراء" تلك الاشتباكات بأحقيته وعناصره في الاستيلاء على حدائق الصالح وجميع المناطق الواقعة تحت سيطرة العملاء في الضباب وعقاقه، غرب المدينة. ووجه دماج رسالة إلى القيادي الإصلاحي، عبده حمود الصغير، قائد الجبهة الغربية لمدينة تعز، قال فيها: إنهم – أي كتائب عرفات دماج- قاموا بتسليم الجامعة وتبة الجراجر ونقطة نانا ونقطة الثلاثين وقسم الضباب وعقاقه والجبالي وتبة حبش، وجميعها مواقع غرب مدينة تعز، لحزب الإصلاح، عن طيب خاطر، غير أنهم فوجئوا بحزب الإصلاح بقيادة راشد راجح، وبدعم من عبده حمود الصغير، يدخلون حدائق الصالح ويسيطرون عليها. وقال دماج في رسالته التي نشرها بصفحته على الفيسبوك: إن حدائق الصالح ونقطة الضباب "نقطة الهنجر" وجبل أسود، أملاك شخصية ل "كتائب عرفات دماج"، متهماً الإصلاح باستعراض قوته عليهم، مضيفاً بصيغة تحدٍ: "إن كان هذا إعلان حرب فحيا وأهلا بها، وإن كان تحديا فنحن نعشق التحدي". وفي منشورات أخرى متتالية لقائد كتائب دماج، أوضح فيها أنه وأفراده غادروا حدائق الصالح وذهبوا للراحة تاركين مجموعة من الأفراد في الحدائق، ثم قامت مجاميع مسلحة تابعة لرئيس فرع حزب الإصلاح في صبر الموادم راشد راجح وعبده حمود الصغير تدخل بقوة الحدائق وترفض الانسحاب وعززوا بعدد من الأطقم المسلحة بطريقه وصفها ب "الهمجية"، كاشفاً عن تهديدات تلقاها قبل أسبوع من مسلحي الإصلاح بقصف عناصره في نقطة الضباب بالدبابة إن لم ينسحبوا منها لصالح "الإصلاح". و"كتائب عرفات دماج" هي فصيل موالٍ للعدوان، تكون بداية الأمر من عناصر مستقلة وأخرى تابعة للتنظيم الناصري، وتلقى دعماً من العميد عدنان الحمادي، وبعد ذلك تم دعمه من العميد يوسف الشراجي، وحالياً يوالي هذا الفصيل كتائب أبو العباس السلفية، التي تولت عملية دعمه في الآونة الأخيرة ضمن مسلسل سباق الإصلاح والسلفيين لكسب الفصائل المسلحة وضمها إلى مظلتها بصفتها المستقلة. وزادت مؤخراً الصراعات والتصفيات بين الفصائل الموالية للعدوان بمحافظة تعز، على خلفية السيطرة والنفوذ ومحاولة كل طرف ابتلاع الطرف الآخر، بالإضافة إلى صراعات سابقة حول أسلحة وأموال مقدمة من العدوان السعودي. ويتواجد في تعز قرابة 15 فصيلاً مواليا للعدوان السعودي، موزعة بين السلفيين والإصلاح والقاعدة وداعش وما يسمى ب "المجلس العسكري" التابع للإصلاح.