أفشل الجيش واللجان الشعبية، أمس، زحوفات جديدة لمرتزقة العدوان في أطراف مديرية حيفان بمحافظة تعز ومديرية القبيطة محافظة لحج، فيما عاد التوتر مجدداً إلى مدينة التربة جراء اشتباكات بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي، ومن جهة أخرى شهدت مدينة تعز تظاهرات للأهالي مطالبة بخروج مسلحي العملاء من المدارس الحكومية، وفي السياق كشف حقوقيون عن جريمة بشعة ارتكبها الموالون للعدوان بحق رجل وزوجته في جبل حبشي. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن حلف العدوان السعودي دفع، أمس، بمجنديه لتنفيذ زحوفات عسكرية لتأمين الجبال المطلة على الطريق الرئيس الرابط بين تعزولحج في منطقة هيجة العبد التابعة لمديرية المقاطرة بمحافظة لحج. وأضاف المصدر أن المرتزقة حاولوا التقدم باتجاه جبل الخزان الذي تم تأمينه من قبل الجيش واللجان الشعبية الأسبوع المنصرم، بالتزامن مع زحف آخر للمرتزقة صوب تبة "القواعد" في عزلة الأكبوش، بمديرية حيفان، المطلة على المقاطرة وهيجة العبد وطور الباحة، لافتاً إلى أن معارك عنيفة تكللت بكسر زحوفات المرتزقة وتكبيدهم عدد من القتلى والجرحى بالإضافة إلى استهداف طقم عسكري يحمل ذخيرة كان في طريقه لتعزيز المرتزقة بالقرب من تبة الخزان. وتقدم قتلى المرتزقة قياديان ميدانيان هما "أحمد الديماني وعبدالصمد الأكحلي"، فيما استشهد وجرح نحو 5 من الجيش واللجان. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا مطلع أغسطس الماضي من تأمين كامل مديرية حيفان والوصول إلى مشارف هيجة العبد ومديرية المقاطرة. وتعتبر طريق هيجة العبد، خط الإمداد الرئيس للمرتزقة بالسلاح والعتاد والمجندين القادمين من عدنولحج إلى مدينة تعز. وفي السياق اندلعت مواجهات عنيفة في مديرية القبيطة محافظة لحج. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن مجاميع من مرتزقة العدوان حاولوا، عصر أمس، التقدم باتجاه منطقة نجد قفيل، بغطاء مدفعي مكثف من قبل المرتزقة المتمركزين في جبل " الحمام" جنوب غرب المديرية، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل. وأوضح المصدر أنه تم التصدي لهم بقوة من قبل الأبطال في نجد قفيل وإجبارهم على التراجع بعد أن أوقعوا فيهم قتلى وجرحى. وتمكن الجيش واللجان بتاريخ 21 يونيو من تأمين جبل جالس الاستراتجي ومناطق نجد قفيل ومحيطها وعدد من التباب الهامة في القبيطة إثر معارك ضارية مع المرتزقة الموالين للعدوان السعودي. وإلى الشرق من ذات المديرية وتحديداً جبهات شمال وغرب مدينة كرش، تجددت المواجهات في وقت متأخر من مساء أمس الأول ، جراء محاولات المرتزقة التقدم صوب منطقة "الحويمي". وفيما ساد هدوء نسبي، أمس، جبهات القتال في مدينة تعز، إلا أن المسلحين الموالين للعدوان من حزب الإصلاح والقاعدة والسلفيين واصلوا القصف المدفعي وبالدبابات على الأحياء السكنية في الجحملية وكلابة وثعبات. ونشر المركز الإعلامي التابع لما تسمى "كتائب أبو العباس" السلفية صوراً لاستهداف منزل أمين عام محافظة تعز محمد أحمد الحاج في حي الجحملية بقذائف مدفعية. من جهة أخرى دان مصدر في السلطة المحلية بمحافظة تعز الجريمة التي ارتكبها مرتزقة العدوان بقصفهم حي بير باشا، مساء أمس الأول، والتي نتج عنها استشهاد 10 وإصابة 13 مواطناً بينهم أطفال. وواصل طيران العدوان السعودي، أمس، القصف الغاشم على الشريط الساحلي بمديرية المخا، غرب محافظة تعز. وقال ل" اليمن اليوم" مصدر أمني إن الطيران المعادي نفذ 5 غارات استهدف خلالها مناطق واحجة والكدحة والزيادي، جنوب مدينة المخا، وبوابة الميناء. وكان ذات الطيران قد استهدف المديرية بسلسلة غارات يومي الأحد والاثنين متسبباً بسقوط 21 شهيداً وجريحاً من الصيادين. احتراب المرتزقة في غضون ذلك عاد التوتر مجدداً، أمس، إلى مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين الفصائل الموالية للعدوان وسط المدينة. مصادر محلية أبلغت "اليمن اليوم" أن موكباً للعميد عدنان الحمادي المعين من قبل الفار هادي قائداً للواء 35 مدرع، تعرض، عصر أمس، لإطلاق نار مكثف من قبل مسلحين يتبعون ما تسمى "كتائب حسم" وعناصر القاعدة المسيطرين على المدينة، وذلك أثناء مروره في الشارع العام وسط التربة، مشيرة إلى أن مرافقي الحمادي ردوا على المسلحين ودارت اشتباكات بين الطرفين استمرت قرابة الساعة دون معرفة إن كان قد سقط ضحايا من الطرفين أم لا. وفيما لم يتم التأكد من تواجد الحمادي في الموكب التابع له، إلا أن المصادر وصفت إطلاق النار على موكبه بمحاولة اغتيال، خصوصاً بعد الهجوم الكبير الذي شنه الحمادي، أمس الأول، على مسلحي (حسم) وأتباع محافظ العدوان علي المعمري، جراء قيامهم باعتقال عدد من أتباع الحمادي وإيداعهم سجن "حسم" منذ أكثر من شهر. تظاهرات مطالبة بتحرير المدارس وشهدت مدينة تعز، أمس، وقفة احتجاجية ومسيرة لمواطنين مطالبين مسلحي حزب الإصلاح بالرحيل عن المدارس الواقعة تحت سيطرتهم بالمدينة. ونظم العشرات من الطلبة والمدرسين والمدرسات وقفة احتجاجية أمام مكتب التربية والتعليم طالبوا خلالها بفتح جميع مدارس المدينة وتمكين الطلاب من الدراسة فيها. ودعا المحتجون مسلحي الإصلاح إلى الرحيل من مدرسة نعمة رسام ومدرسة سبأ الواقعتين في حي الأجينية، وإجلاء المسلحين من بقية المدارس وتحديداً في أحياء المسبح والضربة ووسط المدينة التي تقع فيها أهم وأكبر مدارس الطالبات. وردد المتظاهرون هتافات منها "الشعب يريد دراسة من جديد" و "يا تعز يا حرة ضاع التعليم بالمرة". وترفض الفصائل الموالية للعدوان إجلاء عناصرها من مدراس مدينة تعز التي حولوها إلى معسكرات لمجنديهم ومعتقلات لمناهضيهم. جرائم العملاء وفي جديد الجرائم المرتكبة بحق المواطنين من قبل عملاء العدوان، كشفت نقابة المحامين اليمنيين فرع تعز وناشطون حقوقيون، عن تعرض مواطن للتعذيب حتى الموت في إدارة أمن جبل حبشي. وأوضحت النقابة في بيان صادر عنها، أنها تلقت بلاغا من المواطن فؤاد منصور عبدالواسع، مفاده أن إدارة أمن جبل حبشي قامت بحجز أخيه ثم تعذيبه وقتله في سابقة غير معهودة، مشيرة إلى أن البلاغ أرفق بتقرير طبي صادر عن الطب الشرعي وتقرير جنائي مصور أكد بأن المجني عليه قضى تحت وطأة التعذيب. وطالبت النقابة إدارة امن محافظة تعز بضبط الجناة الضالعين بارتكاب الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. وأوضح ناشطون حقوقيون أن زوجة المجني عليه أبو بكر منصور البركاني وتدعى سحر أحمد البريهي تعرضت للقتل بطلق ناري دخل من مؤخرة الرأس وخرج من المقدمة، مشيرين إلى أن زوجها أبو بكر وصل إلى إدارة أمن مديرية جبل حبشي برفقة جثة زوجته المقتولة لتسجيل الواقعة لدى السلطات الأمنية، فتم احتجازه بدعوى أخذ أقواله حول الواقعة، ولم يبرح الصباح إلا وهو جثة هامدة وعليه آثار تعذيب كبيرة، وتم إرسال جثته إلى مستشفى الروضة المسيطر عليه من قبل حزب الإصلاح بمدينة تعز لترافق جثة زوجته القتيلة. وطبقاً للناشطين فقد أكد تقرير الطبيب الشرعي تعرض المجني عليه للتعذيب حتى الموت، فيما أفاد مسؤولون في إدارة أمن المديرية أنه لقي حتفه جراء محاولته الفرار والقفز من فوق سور المبنى.