أعلن رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش". وأشار العبادي إلى أن القوات التي ستدخل الموصل هي "الجيش العراقي والشرطة الوطنية" حصرا، ودعا أهالي مدينة الموصل والشرقاط والقيارة إلى التعاون مع القوات الأمنية، لافتا إلى أن العملية تجري تحت قيادة الجيش العراقي والشرطة الوطنية وليس أي جهة أخرى. وقال العبادي في كلمة ألقاها عبر التلفزيون الرسمي في الساعات الأولى من صباح أمس، من داخل مقر العمليات المشتركة، برفقة عدد من القادة العسكريين، "يا أبناء شعب العراق العزيز، يا أبناء نينوى الأحبة، لقد دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير، بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين، وبالاتكال على الله العزيز القدير، أعلن اليوم انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى، قريبا جدا سنكون بينكم، لنرفع راية العراق وسط الموصل الحدباء وفي كل مدينة وقرية". وأضاف العبادي "أنه كانت هناك محاولات خلال الأيام الماضية لمنع انطلاق عملية تحرير الموصل لكن تم إفشالها كما تم إفشال محاولة عرقلة تحرير مدينة الفلوجة"، متعهدا بأن "يكون عام 2016 عام الخلاص من الإرهاب ومن تنظيم داعش". من جانبها أعلنت عدة فصائل مشاركتها في عملية استعادة الموصل إلى جانب القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من عدة محاور. ويشارك "الحشد الوطني" بزعامة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي في العملية. وكانت قوات البيشمركة قد عززت وجودها الميداني في جميع المحاور المحيطة بمدينة الموصل مع اقتراب موعد انطلاق معركة تحرير المدينة، كما أبدى حزب العمال الكردستاني جاهزيته للمعركة. ونقلت مصادر إعلامية عن مصادر عسكرية، أن عدد القوات التي تشارك في عملية الموصل يبلغ ستين ألفا، وتشن هجوما من أربعة محاور: "محوران شماليان عبر تلعفر وسهل نينوى، وستوكل المهمة في هذا الجانب لقوات البيشمركة، ومحور جنوبي عبر القيارة للقوات المشتركة من جيش وشرطة اتحادية، أما المحور الرابع غربي مدينة الموصل فيهدف لمنع تسلل عناصر داعش إلى سوريا". من جهته أكد قائد عملية "العزم التام" التي ينفذها التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، الجنرال ستيفن تاونسند، أن جميع القوات البرية التي تشارك في معركة الموصل هي "عراقية"، موضحا أن التحالف جهز العراقيين لخوض معركة صعبة ويقف إلى جانبهم، "بدأت قوات الأمن العراقية عملية تحرير الموصل من داعش، ومن المرجح استمرار المعركة لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق لأسابيع وربما لفترة أطول"، وتابع تاونسند "على مدار السنوات الماضية، اتحد تحالف يضم أكثر من 60 دولة لهزيمة داعش، وأجرينا عشرات الآلاف من الضربات الدقيقة لدعم العمليات العراقية، ودربنا أكثر من 54 ألفا من القوات العراقية، ودعمنا شركاءنا العراقيين في حربهم لتحرير دولتهم". ترحيب أمريكي ببدء تحرير الموصل وسط قلق أممي من جهتها أعلنت الولاياتالمتحدة عن ترحيبها بالإعلان عن بدء العملية، وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن هجوم الموصل لحظة مفصلية في حملة العراق لإلحاق "هزيمة شاملة" بتنظيم داعش، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة وباقي دول التحالف مستعدة لدعم قوات الأمن العراقية ومقاتلي البيشمركة في "المعركة الصعبة المقبلة".... "نحن واثقون بأن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية وعداء داعش". كما رحب المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي بيرت ماكغرك بإعلان العراق بدء عمليات تحرير الموصل. وقال ماكغرك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أمس، "نتمنى التوفيق للقوات العراقية الباسلة وقوات البيشمركة والمتطوعين من نينوى".... "نحن فخورون بأن نقف إلى جانبكم في هذه العملية التاريخية". في حين أعربت الأممالمتحدة عن قلقها بشأن مصير 1.5 مليون مدني في الموصل. وقال ستيفن أوبراين نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ "أشعر بقلق بالغ بشأن سلامة نحو 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل وقد يتأثرون من جراء العمليات العسكرية الهادفة إلى استعادة المدينة من داعش". وأضاف أن "العائلات معرضة لخطر شديد" إذ أنها قد تجد نفسها ضحية "لتبادل إطلاق النار، أو مستهدفة من جانب قناصة". تركيا تحشر نفسها بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستشارك في عمليات تحرير الموصل في العراق. وأكد أن "تركيا ستكون على الطاولة ولا أحد ينتظر منها الخروج من معسكر بعشيقة شاؤوا أم أبوا، لأنها تقوم بعمليات ضد داعش الإرهابي وتتصدى لعملياته"، مؤكداً "لقد قمنا بتدريب وتسليح قوات وطنية عراقية في بعشيقة"، وفق ما قال. ورأى أردوغان في مؤتمر اسطنبول الحقوقي الدولي أن تركيا مضطّرة لدخول مدينة الموصل لأنها معرضة للتهديد، وقال "يحاولون إبعادنا عن عملية الموصل لأننا نريد منع صراع طائفي محتمل ولا يمكننا أن نؤيد أي صراع طائفي جديد".وتساءل "كيف يمكن لتركيا أن لا تدخل الموصل بينما تجمعنا 350 كيلومتراً مع العراق وتهددنا التنظيمات الإرهابية؟"، مشدداً "لماذا لم يقولوا لا للقوى الأخرى التي دخلت العراق؟". قائد عمليات حلب: أميركا والسعودية وإسرائيل تسعى لنقل مقاتلي داعش إلى سوريا كشف قائد العمليات الميدانية في حلب أن لديه معلومات عن أن "أميركا تعمل مع السعودية وإسرائيل لإسقاط الموصل من يد تنظيم داعش بطريقة سلمية"، مشيراً إلى أن "الدعم الذي تقدمه إسرائيل لتنظيم داعش يجب الوقوف عنده ملياً". وأضاف قائد عمليات حلب في تصريح للميادين أن "أميركا والسعودية وإسرائيل يعملون على نقل مقاتلي داعش إلى سوريا دون أي ضرر". ورأى قائد عمليات حلب أنه يجب الكشف عن الجهات الدولية التي تمنع الوصول إلى حلول في حلب. وكشف عن تعاون مع الحكومة السورية لإيجاد حل لدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين، مؤكداً وفق معلومات حصل عليها أنه تمّ الإيعاز من الخارج للمسلحين بتعطيل دخول المساعدات.