تواصلت المعارك، على أشدها في جبهات القتال بمحافظة تعز، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي متبادل في الجبهات الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج، وسط خسائر فادحة في صفوف مرتزقة وعملاء تحالف العدوان السعودي. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية متطابقة بأن قوات الجيش واللجان الشعبية مسنودين بمتطوعي النكف القبلي نفذوا في وقت متأخر من مساء أمس الأول هجوماً قوياً على المرتزقة في جبل هان، غرب تعز، ودارت معارك عنيفة تكللت باستعادة المواقع في هذا الجبل الاستراتيجي، وواصلوا تقدمهم في ذات الجبهة ليتمكنوا من تأمين كامل للتبة السوداء وتبة الخلوة وتبة أخرى تقع أعلى منطقة الضباب وتبة عذر قرب جبل المنعم، فيما كانت المعارك لحظة كتابة الخبر مساء أمس، تدور باتجاه منطقة المقهاية بالضباب. وأكدت المصادر مصرع وإصابة قرابة 30 من مرتزقة وعملاء العدوان، بعض القتلى لازالت جثثهم ملقاة في محيط سلسلة جبال هان وتبتي السوداء والخلوة، ومن بين قتلى المرتزقة في سلسلة جبال هان، قائد إحدى المجموعات ويدعى عبدالواسع أحمد سعيد العقاقي، وقائد سرية فيما يسمى ب "لواء الحمزة" ويدعى سعد عبدالرحمن حسن المخلافي. وحاول المرتزقة، أمس، الزحف على المواقع التي خسروها بإسناد مكثف من قبل طيران تحالف العدوان السعودي، وخاصة تباب السوداء والخلوة والمحضار، إلا أن الأبطال تصدوا لهم بقوة وأفشلوا زحوفاتهم وكبدوهم المزيد من القتلى والجرحى، وإجبارهم على التراجع، باستثناء جزء بسيط من سلسلة جبال هان. واعترفت وسائل إعلام موالية للعدوان السعودي، بسيطرة الجيش واللجان على جبل هان الاستراتيجي، إلّا أن ذات الوسائل عادت لتقول بأن السيطرة استمرت لعدة ساعات فقط وأن "المقاومة" –حسب توصيفها- تمكنت من استعادة الجبل بعد وصول تعزيزات كبيرة إلى مواقعهم وإسنادهم جوياً من قبل الطيران السعودي. ونفذ طيران العدوان 5 غارات على مناطق متفرقة في جبل هان ومحيطة. واستهدفت القوة المدفعية والصاروخية للجيش واللجان مواقع وتجمعات للمرتزقة في منطقة الضباب، محققة إصابات مباشرة في صفوفهم. وفي السياق تواصلت المعارك، أمس، على أشدها بين الجيش واللجان بإسناد من متطوعي النكف القبلي، وبين الموالين للعدوان من كتائب حسم وأبو العباس ولواء الصعاليك وعناصر تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح في موقع الدفاع الجوي، شمال غرب مدينة تعز. وطبقاً لمصادر عسكرية فإن المعارك بلغت أشدها خلال الساعات الأخيرة من مساء أمس الأول، حيث، دفع المرتزقة بالعشرات من عناصرهم للانتحار في الأطراف الشرقية والجنوبية لتباب الدفاع الجوي، بالتزامن مع غارتين نفذهما طيران العدوان على مواقع الجيش واللجان في المناطق الشمالية لموقع الدفاع الجوي بغرض فتح الطريق للعملاء والحد من خسائرهم، بالإضافة إلى غارة ثالثة استهدفت وادي عرش بمنطقة عصيفرة، شمال شرق المدينة. الغارات الجوية لم تفلح في منح المرتزقة أي نوع من الانتصار، وبخلاف ذلك واصل الجيش واللجان ومتطوعي القبائل حصاد عناصرهم، حيث بلغ القتلى خلال معارك ال48 ساعة الماضية في الدفاع الجوي نحو 40 قتيلاً وقرابة ال55 مصاباً، معظمهم من لواء الصعاليك. يذكر أن مرتزقة العدوان سبق وأن أعلنوا منتصف مارس الماضي سيطرتهم على كامل تباب الدفاع الجوي، وعاودوا الإعلان عن السيطرة مرة أخرى على ذات التباب مطلع أغسطس الماضي، وأمس الأول زعموا سيطرتهم على هذه المواقع الهامة ونشروا صوراً قالوا إنها لعناصرهم في الأطراف الشرقية والجنوبية للدفاع الجوي. إلى ذلك جدد مرتزقة العدوان، يتقدمهم سلفيو "أبو العباس" وعناصر القاعدة، أمس، زحوفاتهم باتجاه أحياء بازرعة والكمب ومحيط المستشفى العسكري في حي الجحملية، بالتزامن مع محاولات مماثلة للمرتزقة في شارع الأربعين وبالقرب من مستشفى الحمد بحي كلابة، شرق المدينة. وأكد ل "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن الجيش واللجان ومتطوعي النكف القبلي تصدوا لزحوفات المرتزقة، فيما تمكنت القوة المدفعية من استهداف وكر لقيادات وعناصر من كتائب أبو العباس وكتائب حسم السلفية، لحظة اجتماعهم في أحد المنازل بحي ثعبات، مشيراً إلى أن القصف أوقع قتلى وجرحى بين المرتزقة. جبهتا الأقروض والصلو وفيما ساد هدوء نسبي، أمس جبهات مديرية الصلو، خلال ساعات النهار، إلا أن المعارك فضلاً عن القصف المدفعي المكثف والمتبادل، عادت من جديد خلال ساعات المساء جراء محاولات متكررة للمرتزقة للتقدم باتجاه منطقتي الحود وتبة "المنية" المطلة عليها ومنطقة والشرف، كبرى مناطق مديرية الصلو. كما شهدت جبهة الأقروض بمديرية المسراخ، مواجهات عنيفة إثر محاولة المرتزقة الزحف صوب جبل الشجرة وعدد من المواقع الهامة في المناطق الشرقية لمديرية المسراخ. جبهات الشريط الإداري بين تعزولحج من جهة أخرى عاود مرتزقة العدوان السعودي، أمس، القصف الصاروخي والمدفعي على مواقع الجيش واللجان وقرى شرق مديرية القبيطة التابعة إدارياً لمحافظة لحج. وأوضح مصدر عسكري ميداني أن المرتزقة قصفوا بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون مناطق الحويمي والشريجة، وأخرى واقعة شمال غرب الشريجة، ليتم الرد بقوة على مصدر النيران من قبل صاروخية الجيش واللجان الشعبية. وكانت تعزيزات عسكرية ضخمة عبارة عن دبابات ومدرعات وأطقم حديثة يرافقها عشرات المرتزقة قد وصلت يومي السبت والأحد إلى معسكر مستحدث جنوب شرق مدينة كرش. وفي السياق قصف الجيش واللجان بصليات من صواريخ الكاتيوشا، تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان شرق جبال كهبوب في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، موقعة قتلى وجرحى بين صفوفهم. استعداد لزحف كبير في المندب إلى ذلك كشفت وسائل إعلامية موالية للعدوان عن استعدادات لحلف العدوان ومرتزقته لشن عملية عسكرية واسعة في جبهة باب المندب. ونقل موقع "عدن الغد" عن مصدر في المنطقة العسكرية الرابعة، الموالية للاحتلال: أن ما أسماها ب "قوات الجيش والمقاومة" تستعد لشن عملية عسكرية واسعة في جبهة باب المندب بدعم ومساندة من دول التحالف، لافتاً إلى أن العملية ستشمل الساحل الغربي لمحافظة تعز وأن قيادات عسكرية رفيعة في "الجيش والمقاومة" –حسب توصيفها- زارت السبت المنصرم، منطقة "كهبوب" شمال باب المندب، في إطار الترتيب للهجوم العسكري المرتقب، مشيراً إلى أن المئات من الجنود سيشاركون في المعركة المرتقبة". وتأتي هذه المعلومات لتؤكد ما نشرته "اليمن اليوم" في عددها الصادر الأحد المنصرم، بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى باب المندب ومعسكر المرتزقة في خور العميرة، دفع بها حلف العدوان من عدنولحج، تمهيداً لشن هجوم كبير باتجاه ذوباب وجبال كهبوب الواقعة في المضاربة ورأس العارة.