تحتدم المعارك هذا الأسبوع في كل المحاور والجبهات ضمن محاولات مستميتة للزحف بغطاء جوي مكثف في إطار "الفرصة الأخيرة" الممنوحة لتحالف العدوان السعودي قبل الجلوس على طاولة "اتفاق مسقط" الخاص بخارطة الطريق المعروفة ب "خطة كيري" والتي تقدم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. إعلان تحالف العدوان انتهاء هدنة -حددها بيومين- منتصف الأسبوع الفائت، دون أن يلتزم بها أصلاً، هو إعلان بدء الفرصة الأخيرة للحسم العسكري، أو على الأقل إحراز مكاسب ميدانية وازنة وتحديداً في تعز وميدي، تمكنهم من التأثير في بنود خارطة الطريق المطروحة والتي تطوي في شكلها الحالي صفحة الفار هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، ورئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر. ووفق ما يراه سياسيون، فإن ترحيب السعودية الأسبوع الفائت بخطة كيري لا يعني أنها وصلت إلى قناعة تامة بحل سلمي ينتشلها من الوحل اليمني، وإنما كان ذلك لاحتواء ضغوط دولية مورست عليها بسبب جريمة الصالة الكبرى، ولذلك تركت –السعودية- للفار هادي وحكومته رفض الخطة. في هذا السياق، جاءت قرارات الفار هادي العسكرية الأخيرة، وتعيين العميد مثنى ثابت جواس قائداً لمحور العند، قائداً للواء الثاني مشاة المتمركز في القبيطة لحج، وتكليفه بقيادة حملة عسكرية إلى تعز.. ولتعزيز حملته التي سيشارك فيها اللواءين الثاني والثالث مشاة، تم نقل أكثر من ألف مرتزق الخميس إلى العند بعد تدريبهم في إريتريا. وقالت قناة (الحدث) السعودية أمس إن هادي يشرف على معارك (الحسم) في تعز بنفسه، ونقلت على لسانه أنه وجه بنقل عدة كتائب من مأربولحج إلى تعز ل "الحسم العسكري".... تفاصيل ص5 وفي ميدي الحدودية، والتابعة لمحافظة حجة، تدور معارك عنيفة لليوم الثامن على التوالي في إطار "الفرصة الأخيرة" للحسم بعد تعزيزات كبيرة إلى معسكرات مرتزقة الجيش السعودي في مركز الموسم التابع لمحافظة صامطة بقطاع جيزان. وتم تدمير 4 آليات عسكرية لمرتزقة الجيش السعودي وسقوط عدد منهم بين قتيل وجريح أمس أثناء محاولتهم التوغل مجدداً في صحراء ميدي، وتحول دفاع الجيش واللجان إلى هجوم تكلل بدحر المرتزقة وإجبارهم على الفرار تائهين في الصحراء الممتدة بين ميدي وجيزان، وبث الإعلام الحربي مشاهد لتدمير آليات المرتزقة واغتنام عتادهم، فيما ألقى طيران العدوان منشورات على مديرية وحرض وعبس تناشد أهاليها عدم مساندة الجيش واللجان الشعبية، جاء فيها: "أيها الإخوان، أيها الأشقاء عقلاء اليمن.. يا من وصفكم نبيكم عليه الصلاة والسلام بأن الحكمة تُنسب إليكم (كيف تقفون بجانب من استهدف الكعبة المشرفة بحقده المجوسي).. أنتم الهدف الأول للمليشيات الحوثية الإرهابية وقبلتكم الهدف الثاني، ومستقبل أبنائكم الهدف الثالث.. سيسجل التاريخ صنيعكم لمستقبل أمتكم ودينكم وأبنائكم". ويحاول العدوان التوغل بمرتزقته في صحراء وساحل ميدي، ولكن دون جدوى، رغم حجم الخسائر التي يتكبدونها في سبيل ذلك. وعلى امتداد محور جيزان، تم تدمير آليتين عسكريتين لجيش العدو السعودي أثناء تمركزهما في تبة الرمضة ومصرع طاقميهما بصواريخ مضادة للدروع، فيما استهدفت المدفعية تجمعات لجيش العدو بموقع المعنق في الخوبة مركز محافظة الحرث. من جهته نفذ طيران الأباتشي التابع لجيش العدو سلسلة طلعات على مناطق متفرقة في قطاع جيزان. وفي مأرب، عزز تحالف العدوان مواقع مرتزقته ضمن استعدادات كبيرة لمعاودة محاولاتهم اقتحام صرواح ومن ثم فتح جبهة في خولان صنعاء، ليس لمواصلة السير نحو العاصمة صنعاء، وإنما لكسب ورقة تفاوضية. وتواصلت المعارك، أمس، إثر محاولة المرتزقة العودة إلى الواجهة في جبهة صرواح، ولكن دون جدوى، رغم الإسناد الجوي لهم والذي دمر أمس محطة وقود، فيما لقي 7 مرتزقة مصرعهم وتدمير آلية عسكرية أسفل وادي الربيعة جنوب صرواح، ومن بين القتلى: (حسين ناجي العامري، حسن عبدالله عنبوص الحداد، وتركي محمد لقزل، ومحمد صالح عيضة دربان الأجدعي). وفي الجوف، وصلت تعزيزات كبيرة لتفعيل جبهة المتون غرباً، ومحاولة الاقتراب من مديرية حرف سفيان محافظة عمران، وإلى الشمال الشرقي للمحافظة يحاول المرتزقة التقدم في محاذاة الحدود اليمنية-السعودية وعبر صحراء خب والشعف، المحاذية لنجران وصولاً إلى صحراء البقع، والالتحام بمرتزقة الجيش السعودي هناك. واندلعت، أمس، مواجهات إثر محاولة مرتزقة الجيش السعودي المتمركزين في منفذ الخضراء بمحافظة خباش التقدم مجدداً صوب منفذ البقع. وقال مصدر عسكري إن صليات من صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية أجبرت المرتزقة على التراجع بعد مصرع وجرح عدد منهم. وعلى امتداد محور نجران حيث تشرف قواتنا المسلحة من الجيش واللجان ومتطوعي القبائل على مدينة نجران –مركز الإمارة- من الشرق إلى الغرب، استهدفت القوة الصاروخية أمس بصليات من صواريخ الكاتيوشا تجمعا لجيش العدو في موقع الشبكة محققة إصابات مباشرة. وشيع جيش العدو السعودي أمس في نجران اثنين من قتلاه هما (الجندي عبدالله علي آل فلكه، والجندي علي حسين آل فلكه) وفقاً لما نشرته صحيفة (نجران اليوم) على موقعها. ووثقت عدسة الإعلام الحربي لحظة قنص جندي سعودي كان يتمركز على متن طقم عسكري في موقع العش. إلى ذلك، شهد قطاع عسير، أمس، معارك عنيفة إثر محاولة جيش العدو السعودي مسنوداً بمرتزقة يمنيين استعادة مواقع في محافظة ظهران الجنوب. وقال مصدر عسكري ل "اليمن اليوم" إن جيش العدو شن فجر أمس هجوماً لاستعادة مواقع في نسق دفاعه الأول والثاني، وتحديداً في جبهة الربوعة، مهد له بغارات جوية وبمشاركة الأباتشي، ولكن دون جدوى. وأوضح المصدر أن أبطال قواتنا المسلحة من الجيش واللجان الشعبية مسنودين بمتطوعي النكف القبلي تصدوا للهجوم الذي استمر حتى الظهيرة، وكبدوا العدو خسائر جديدة في الأرواح والآليات. وقالت صحيفة (سبق) السعودية الإلكترونية، و(عسير نيوز) إن معارك عنيفة اندلعت في منطقة المجازة، زاعمة السيطرة على مواقع فيها، واعترفت وسائل إعلام العدو بمصرع جنديين سعوديين هما: (عبدالله علي اليامي ومرافقه علي حسن الفيفي). وفي منفذ علب، لقي 3 جنود سعوديين مصرعهم أمس قنصاً، فيما أعطبت وحدات الجيش واللجان ومتطوعي النكف القبلي مدرعة سعودية كانت تتمركز في المنفذ الحدودي، كما دكت موقع قيادة عليب ومعسكر السرقة. ووزع الإعلام الحربي مساء أمس مشاهد استهداف موقعي المسيال والهجلة بقذائف مدفعية حققت إصابات مباشرة، وتظهر في المشاهد فرار آليات العدو من الموقعين. إلى ذلك، نقلت وسائل الإعلام السعودية على لسان مستشار الفار هادي، رئيس حزب الرشاد السلفي، محمد العامري قوله إن هادي سوف يسلم المبعوث الأممي خلال الأيام المقبلة ملاحظاتهم على "خريطة الطريق" ما يعني انتظارهم ما يحلمون بتحقيقه على الأقل في تعز.
