اعتبر الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، أن التفجيرات الإرهابية المتتالية في عدن تأكيداً على غياب الدولة والفشل الذريع في حماية أرواح المواطنين عسكريين ومدنيين وأن هناك انفلاتا أمنيا غير مسبوق، محملاً السلطات المحلية الموالية لتحالف الاحتلال بقيادة السعودية كامل المسئولية، مطالباً بمحاكمة تلك السلطات،كما طالب بالإفصاح عن الجهات المتورطة، مجدداً في الوقت نفسه موقفه الرافض للعدوان الخارجي والاقتتال الداخلي. وقال علي ناصر الذي تولى رئاسة الحكم في الشطر الجنوبي قبل الوحدة من تاريخ 21 أبريل 1980م إلى 24 يناير 1986م إن الإرهاب الذي يطال عدن وغيرها من المدن والمحافظات، اليوم يجد مرتعاً خصباً وبيئة مناسبة للقيام بأعماله الوحشية، نظراً لغياب الدولة واستمرار الحرب وفشل الأجهزة الأمنية وتعددها وعدم محاسبة ومحاكمة المسئولين عن هذه الأعمال الإجرامية، وأيضاً المقصرين في حماية أمن الوطن والمواطن. وأضاف: إن هذا الحادث الإرهابي الذي وقع اليوم، أو تلك التي وقعت، يجب ألا تمر بدون حساب أو عقاب، وندعو لمحاسبة ومحاكمة المسؤولين عن أمن الوطن والمواطن، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن الأخطاء والسلبيات التي رافقت عملهم خلال الفترة الماضية التي يدفع ثمنها الأبرياء، ونتساءل لماذا لا يتم الإفصاح عن الجهات التي تقوم بتخطيط وتدبير هذه الأعمال ومن يقف وراءها. وأكد علي ناصر حاجة الوطن إلى إعادة هيبة الدولة، وكيان أمني واحد وليس مليشيات تعمل كل منها على انفراد بدون تنسيق ولا خطة لحفظ الأمن وإشاعة الاستقرار. وأضاف: إن الوطن في أمس الحاجة إلى تسييجه بحزام سياسي قوامه رد الاعتبار للدولة وهيبتها وتحقيق العدل والمساواة والتنمية وإشاعة الأمن والاستقرار، وهذا وحده ما يحقق النجاح للحزام أو الأحزمة الأمنية التي لا تكفي وحدها للقضاء على الإرهاب والأعمال الإجرامية. وبهذا الصدد -والكلام لعلي ناصر- فإننا نهيب بالدول الإقليمية والمجتمع الدولي أن تقوم بخطوات جدية لوضع حد للحرب التي أكلت الأخضر واليابس، ويدفع شعبنا اليمني ثمنا غالياً لها من دمائه وأرواحه وماله وأمنه واستقراره ولقمة عيشه، وأدت إلى ضياع كل المكتسبات التي حققها خلال أكثر من نصف قرن. مضيفاً: وقد دلت المعطيات أن استمرار هذه الحرب لا يستفيد منها إلا تجار الحروب، وتهدد ليس أمن واستقرار اليمن شمالا وجنوباً، بل الأمن الإقليمي والدولي في هذه المنطقة الحيوية والحساسة من العالم. الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، اختتم بيانه بتجديد موقفه الوطني من العدوان الخارجي والاقتتال الداخلي، مؤكداً أن أول خطوة لتدارك الانهيار الكامل للدولة وضياع الأمن هو في وقف الحرب، لأن استمرارها يعني المزيد من الفوضى والأعمال الإرهابية، وحينها لن يبقى الشمال شمالاً ولا الجنوب جنوباً. الجدير ذكره أن علي ناصر يطرح مقترح إقامة دولة اتحادية من إقليمين، وهو المقترح المرفوض من القوى الوطنية. وتتوالى ردود الأفعال تجاه جريمة (الصولبان 2) التي راح ضحيتها نحو 52 شهيداً ونحو 30 جريحاً من المجندين بتفجير انتحاري استهدفهم أمس الأول لحظة اصطفافهم لتسلم رواتبهم، في جريمة هي الثانية من نوعها في ذات المكان وبذات الأسلوب خلال أسبوع. وكالعادة تبادلت فصائل المرتزقة التهم.. حيث قال ناطق المليشيات التابعة للجماعات الإخوانية والسلفية، علي الأحمدي، في تغريدة على الفيسبوك إن مسئولية التفجيرات تبدأ من "رئاسة الجمهورية والحكومة ووزارة الداخلية والسلطات المحلية في المحافظة". وأشار الأحمدي إلى أن "ثمة ممن لا يعترف بوجود دولة ورئاسة وحكومة، ويظن أنه يعيش في دولة أخرى، ويتعامل مع مسئولي حكومة هادي على هذا الأساس". القيادي في الحراك الجنوبي علي محمد السعدي قال بأن جميع القيادات في عدن لا تجيد "سوى سرقة كراتين الفول والدجاج". واتهم السعدي الرئيس الفار بإقصاء القيادات الجنوبية وتعيين موالين له فقط "وهؤلاء لا يفهمون سوى سرقة الكراتين". وأضاف "لا تستغربوا الانفلات الأمني في عدن طالما والقيادات من هذا النوع". واتهم قائد فصيل مسلح من أبين،أمس، شلال شائع – المعين من الاحتلال مديرا لأمن عدن، بالوقوف وراء التفجيرات الإرهابية في المدينة، بينما نفى مكتب الأخير استقالته على خلفية الأحداث الأخيرة. ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للقيادي، أبو مشعل الكازمي- يتحدث فيه عن قيام شلال شائع بإطلاق سراح عدد منهم، مشيرا إلى أن أتباعه المنتشرين في مديرية دار سعد تمكنوا من القبض على عدد من عناصر التنظيم وتم تسليمهم إلى البحث الجنائي الخاضع لإدارة مباشرة من قبل مكتب شائع. وأفاد الكازمي بأنه بعد أيام من اعتقال تلك العناصر تفاجئ بعودتهم إلى الشوارع برفقة مسلحين. وقال ناشرو المقطع إنه سجل قبل أيام على عملية انتحارية استهدفت مجندين أمام معسكر الصولبان في العاشر من الشهر الجاري، وأسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 83 مجنداً أغلبهم من قبيلة آل باكازم محافظة أبين، التي ينتمي إليها أبو مشعل الكازمي. وكان باكازم قال في منشور على صفحته على الفيسبوك،أمس، إن منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت،أمس الأول، تجمعا لجنود منتظرين صرف رواتبهم "أفريقي وأسود البشرة وليس كما نشر داعش". في ذات السياق، نفى أحد مرافقي – ناصر العنبوري- قائد ما يسمى "قوات الأمن الخاصة في عدن" أن يكون ثمة ضحايا من قبيلة آل باكازم في التفجيرات الأخيرة. وكان الأهالي في عدن واصلوا،أمس، تشييع ضحايا التفجيرات الأخيرة، حيث شيع أهالي حي الصولبان في خورمكسر قرابة 7 من أبنائهم. إغلاق مركز أمني في عدن وأغلق مسلحون سلفيون،أمس، مركزا أمنيا في مديرية المنصورة، ومنعوا مدير المركز من دخوله على خلفية تسجيل "المجندين". وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن المسلحين اتهموا مدير قسم الشرطة ونائبه السلفيين أيضا بتسجيل عناصر "القاعدة" وتجاهل الآخرين المحسوبين على "داعش". يذكر أن الاحتلال رعى قبل عدة أشهر اتفاقا لإدارة المنصورة بين فصيلي القاعدة وداعش عقب معارك بينهم دامت لأيام بدعم من الاحتلال. وفجرت مخصصات المرتبات منذ وصولها عدن خلافات حادة بين فصائل المرتزقة بدءا بحكومة الفار التي أعلنت استبدال القيادي الإخواني نائف البكري بآخر مقرب من هادي.