تأخر وصول المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ إلى عدن، أمس، عقب هجوم شنه مجهولون على المطار، في وقت استمرت فيه أزمة الوقود والمواصلات والكهرباء مع استعراض الفصائل المتناحرة في المدينة قواتها في وضع وصفه ناشطون ب"اللبننة". وقالت مصادر أمنية وملاحية ل"اليمن اليوم" إن طائرة إسماعيل ولد الشيخ، كان من المفترض أن تصل مطار عدن عصر أمس، لكنها لم تصل حتى وقت كتابة الخبر العاشرة مساءً، مشيرة إلى أن تأجيل وصول الرحلة كان بفعل إغلاق مطار عدن الدولي عقب مواجهات طالت بعض مرافقه. وشن مسلحون موالون للفار هادي، أمس، هجوما على حراسة المطار الخاضع للتشغيل من قبل شركة إماراتية وذلك في أعقاب نقل صحيفة العدوان "عكاظ" السعودية تصريحا لمسئول في حكومة الفار يشير فيه إلى أن هادي وافق على استقبال ولد الشيخ ومناقشة "الخطة الأممية الجديدة". واشترط المصدر، وفقا للصحيفة السعودية، ضرورة تلبية مطالب الفار في الخطة الجديد والتي وصفها ولد الشيخ في تصريح له قبل أيام بالمنبثقة عن "خطة كيري" والتي تتضمن بندا صريحا بخروج هادي ونائبه علي محسن من مستقبل اليمن. يأتي ذلك فيما لا تزال تداعيات مواجهات السبت مخيمة على أجواء عدن حيث لا تزال الفصائل المسلحة التابعة لتيار "الطغمة" والتابعة لتيار "الزمرة" فضلاً عن داعش والقاعدة منتشرة في شوارع المدينة وتستحدث متارس إضافة إلى استمرار أزمات الوقود والمواصلات وانقطاع الكهرباء منذ يومين. زمرة السعودية وأعلن قائد فصيل مسلح يتبع الفار،أمس، بأنه انتهى من تدريب وحدات خاصة لما وصفها ب"مكافحة الإرهاب" مشيرا خلال عرض عسكري إلى أن تلك العناصر تم تدريبها خلال أشهر مضت. وأشار عادل علي هادي في كلمة له إلى أن تلك المليشيات باتت قادرة على تنفيذ مهامها في عدن وأنها مخصصة ب"مداهمة المنازل". من جهته اتهم أديب العيسي -قائد التيارات السلفية المتطرفة والمدعومة سعوديا –صراحة سلطة الحراك – المدعومة إماراتيا- بتجاوز صلاحياتها والازدواجية ""مما يبشر بما لا يحمد عقباه" متهما إياهما بافتعال المشاكل. وطالب العيسي في بيان له عزل تلك القيادات ورفع الحصانة عنها ومحاسبتها ب"سوء استخدام السلطة" إضافة إلى إغلاق سجونها ونقل معسكراتها خارج عدن و"إطلاق سراح المحتجزين". وأضاف أن مليشياته جاهزة لتنفيذ ذلك في حال أقرها هادي. "طغمة الإمارات" وفي أول رد للإمارات على طلب الفار إطلاق سراح قيادي في "داعش" فجّر أزمة في عدن، أمس الأول، توعد قائد مرتزقتها "هاني بن بريك"،أمس، بالمزيد من العمليات. كما توعد في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر بعدم إطلاق سراح " أي إرهابي" قائلاً: "لا مجال للوساطة". وأضاف بن بريك –المسنود إماراتياً "عندما يحكم داعش بالحديد الكل ينقاد ويبوس وعندما يحل النظام الكل يتفلسف". من جانبه اتهم نزار أنور – ناطق سلطة عدن، أمس، مسئولين مقربين من الفار بالتسبب بما حدث، مشيرا في تغريدة على حسابه في تويتر إلى أن "العرقلة والتسويف في دمج المقاومة كان سبباً فيما جرى" في إشارة منه إلى رفض حسين عرب – وزير داخلية الفار وقائد تيار "الزمرة" حالياً في وقت سابق اعتماد 6000 مجند من الضالع "تيار الطغمة" في كشوفات الأمن. نصائح للضالع وأبين في سياق متصل، طالب قائد فصيل سلفي معروف ب"تطرفه"، أمس، تسليم عدن لهم، بينما وصف صحفي اشتراكي المواجهات في عدن ب"صراعات الماضوية". وأكد مختار الرباش اليافعي – المعين وكيلاً لوزارة الأوقاف وقائد فصيل منتشر في المنصورة- أن الوقت حان لإعادة النظر بالتشكيلات المتواجدة في عدن، مطالبا بسحب عناصر الضالع "الطغمة" وأبين "الزمرة" من عدن. وقال الرباش "لابد من إعادة التشكيلات كلاً إلى محافظاته" كضمان لأمن واستقرار عدن. وأضاف "لابد من نشر أبناء أبين في محافظتهم وكذا أبناء الضالع" وتسلم "عدن للعدنيين" حد قوله. من جانبه، قال الصحفي، شفيع العبد بأن ما يدور في عدن تقف خلفه "أطراف جنوبية ولم يعد مقبولاً إطلاقاً تحميل غيرها مسئولية ما يجري". واعتبر أحداث عدن نتيجة طبيعية لما وصفها ب" عدم قبول الجنوبيين ببعضهم وتمترسهم خلف إفرازات ماضوية دفعهم لتصدير فرقتهم إلى خارج نطاقهم الجغرافي" في إشارة منه لأحداث يناير التي اندلعت في العام 1986 بين ما كانت تعرف ب"الطغمة " و"الزمرة". وأضاف "يحملون الشمال وزر كل شيء وعاجزون عن الاتفاق على وضع مشروع دولة في مناطقهم".