اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة زنجبار -مركز محافظة أبين- بين فصائل مرتزقة وعملاء الاحتلال خلفت قتلى وجرحى وأعادت القاعدة وداعش إلى الظهور الإعلامي مجدداً، فيما عاد الصراع القطري-الإماراتي إلى الظهور العلني في عدن. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن شرارة المواجهات اندلعت بهجوم شنه مسلحو تنظيم القاعدة على نقطة البادية - مدخل زنجبار- والتي كان يتمركز فيها عناصر مما يسمى (الحزم الأمني) المسنودة إماراتياً. وأكدت المصادر مقتل أحد أفراد النقطة وإصابة البقية ونقلهم لتلقي العلاج في عدن، في حين تمركز مسلحو القاعدة في النقطة ويتبعون القيادي البارز في التنظيم الإرهابي (عبدالله الفضلي) المعين من قبل الفار هادي، مديراً لأمن أبين. وأضافت المصادر أن المواجهات تمددت عقب ذلك إلى أحياء (الساحل وعبدالله) واستمرت حتى الصباح مخلفة قتلى وجرحى لم تتمكن المصادر من معرفة أعدادهم، إلَّا أن القاعدة عادت إلى التمركز العلني في زنجبار وعلى متن أطقم مشتركة بعضها تحمل شعارات التنظيم وأخرى تتبع الأمن، وعقب سيطرة مسلحيه على نقطة البادية وفرار المسنودين إماراتياً، وجه القيادي في القاعدة، ومدير الأمن عبدالله الفضلي –من أهالي مديرية الوضيع- شكرا وعرفانا لدولة الإمارات على (جهودها). وحصلت "اليمن اليوم" على صورة للفضلي خلال قتاله في صفوف "داعش" في مدينة عدن قبيل إصدار الفار قرارا بمنحه رتبة عقيد ركن في الجيش وتعيينه مديرا لأمن أبين في نوفمبر من العام 2016. وأجبر الفضلي عدة فصائل في أبين على الانضواء تحت قيادته بما فيها عناصر القاعدة الرافضة لداعش، غير أن فصيلا من "الحزم الأمني" يقوده رشدي علوي رفض الانضواء في تكتل الفضلي وكشف، أمس الأول، عن مساعي الفار هادي لإعلان أبين مجدداً (ولاية إسلامية) بيد داعش والقاعدة. ويحاصر علوي وأفراد فصيله في منطقة جبلية قريبة من مديرية لودر ويتعرضون بصورة يومية للاستهداف بالعبوات الناسفة والقذائف. يشار إلى أن اتفاقا رعاه الفار هادي، ونائبه علي محسن الأحمر منتصف العام الفائت، قضى بانسحاب صوري للقاعدة وداعش من المؤسسات الحكومية في زنجبار، والتمركز بكامل أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة الخفيفة في الجبال وفي معسكراتهم السابقة أو التي أنشئت مؤخراً بدعم تحالف العدوان تحت مسمى (دعم المقاومة) إلَّا أن عودة الظهور العلني للتنظيمات الإرهابية في أبين تأتي كآخر الأوراق التي يحاول الفار هادي التشبث بها لوقف عجلة المفاوضات. لقاء سعودي عودة التمركز العلني للقاعدة وداعش في أبين يأتي بالتزامن مع عودة الضغوط الدولية لإزاحة الفار هادي من المشهد السياسي والسير نحو مفاوضات السلام، كما يأتي بعد يوم على لقاء وزير الشئون الدينية في السعودية بقيادة الجماعات السلفية في المحافظاتالجنوبية وعلى رأسهم قادة ما تعرف ب"النهضة الإسلامية". ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء السعودية فقد تطرق اللقاء لمناقشة الشئون الإسلامية في العالم العربي والقضايا الخاصة جنوباليمن. عودة الصراع القطري-الإماراتي إلى عدن وشنت صحف الإمارات أبرزها الخليج، أمس، هجوماً على حزب الإصلاح -الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين في بلادنا- عقب وصول سفينة مولدات قطرية إلى عدن. وتضمنت الصحيفة مقالاً يتهم "الإخوان" بالارتباط المباشر ب"القاعدة وداعش"، مشيرة إلى أن مصيرهم سيكون مصير الجماعتين. كما أشارت إلى وجود وثائق عثر عليها في شبوة تؤكد علاقة الإخوان ب"القاعدة". وكانت باخرة قطرية رست، أمس، في ميناء عدن وعلى متنها مولدات كهربائية لتشغيل كهرباء عدن، أفرغت مولدين بقوة 60 ميجاوات وتم نقلهما إلى محطة الحسوة في البريقة والخاضعة لسيطرة فصيل مسلح يتبع القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري. وتعاني عدن منذ أيام من انقطاع للتيار الكهربائي يمتد إلى أكثر من 15 ساعة يوميا، وفقا لمصادر محلية. يذكر أن الإمارات كانت اعتمدت منتصف العام 2016، 48 مليون دولار لتشغيل كهرباء عدن. بلا وراتب يحاصرون المعاشيق وقطع محتجون على تأخر صرف رواتبهم، أمس، الشوارع القريبة من مقر إقامة الفار. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن المحتجين أضرموا النيران بالإطارات ومنعوا حركة المرور بالشوارع القريبة من قصر المعاشيق لعدة ساعات.كما شهدت مديريات التواهي والشيخ عثمان احتجاجات مماثلة لليوم السادس على التوالي. ويتهم المحتجون حكومة الفار بنهب 200 مليار ريال أعلن رئيسها عن تسلمها عقب طباعتها في روسيا وخصصت لصرف رواتب الموظفين. التصفيات تتوالى في سياق التصفيات والصراع المناطقي، وصلت مجاميع قبلية مسلحة من الصبيحة، أمس، إلى عدن وذلك بعد يوم فقط على قيام مجاميع مسلحة باقتحام منزل مدير التأمينات، عفيف عبدالكريم، واختطاف طفله. وطالبت المجاميع بإطلاق سراح طفل عبدالكريم وإعادة الاعتبار لمنزله، مهددين بالتصعيد. وكانت مجاميع من يافع اقتحمت مساء أمس الأول منزل عبدالكريم في إطار الصراعات المناطقية اليومية التي تشهدها عدن وتصاعدت مؤخراً.