كان من الممكن أن يكون الشعب اليمني من أقوى الشعوب على وجه الأرض، باعتباره صاحب أعظم حضارة عرفها الإنسان، ومنبع الهجرات البشرية منذ أكثر من "300 ألف سنة"! طريق الحرية والتقدم، والرفاهية مفتوح أمامهم كشعب عظيم أثبتت التجربة تميز أبنائه في كل دول العالم التي هاجر إليها، فقط يحتاج إلى توفر الإرادة والعزيمة والتسامح والثقة المطلقة بتاريخه وحضارته وسواعد وعقول أبنائه، وسوف تخرج الثروات المخبأة وتعود اليمن السعيد كما كَانت! متى يعرف البسطاء في ميادين القتال بأنهم ضحية لمصالح الكبار! لتذهب السعودية، وإيران إلى الجحيم! البحر يفصل بينهم، والدم اليمني هو ما يثير شهيتهم! مثلما يتلاعبون بدمائكم عليكم المحافظة على ما تبقى من كرامتكم التي استباحوها بغبائكم! يقول بول فاليري "الحرب مجزرة بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض من أجل تحقيق أرباح لأناس يعرفون بعضهم ولكن لا مجزرة بينهم"، وهذا حال اليمنيين يقتلون بعضهم والسعودية، وإيران تربطهم مصالح بعشرات المليارات من الدولارات ولا قتال بينهم! اليمن تعب من الوصاية، عليه من قبل الجارة الكبرى ويرغب في بناء دولته كما يراها! وليس بحاجة لأن يكون تابعاً لأي قوة إقليمية أو دولية ؛ السعودية لديها من المشاكل مع دول الغرب، ومحيطها العربي ما يكفيها إلى جانب مشاكلها الداخلية، وهي اليوم تجني نتائج ما صنعتهُ في الأمس عندما صبت كل دعمها المادي والمعنوي لفئة قليلة من شيوخ القبائل وبعض القادة العسكريين الموالين لها وتركت الشعب اليمني يعاني من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهذا الأمر تسبب في إحداث المشاكل والحروب وتوقيف عجلة التنمية والتطور في اليمن لسنوات طويلة. الدعم الإيراني الخفي لطرف معين يجب أن يظهر إلى العلن ويصب في مصلحة اليمن ويدعم اقتصادها ويساهم في تحريك عجلة التنمية والتطور وليس شيء آخر هكذا تتكامل المصالح مع الدول! لأن إيران لن تجني من دعمها لأي طرف تحت أي مسمى سوا الكراهية والخلافات واستمرار الحروب بينما الشعوب بحاجة إلى التعايش السلمي وتبادل المصالح بعيداً عن مظاهر القتل والدمار وتصفية الحسابات، والمستفيد الأول من كل هذا أمريكا وإسرائيل، والدول المصنعة للسلاح. هناك بعض الأصوات في الجنوب اليمني تسعى إلى تفكيك المناطق الجنوبية وتحويلها إلى أقاليم ضعيفة وهشة، هذا الأمر لا يستند إلى أي صفة "شرعية أو قانونية" وهُم يعلمون ذلك جيداً؛ ولكنها طلبات أسياد الحرب الراغبين في إثارة صراع الأقاليم والهدف الأساسي تدمير الجنوب وإضعافه وهذا ما تريده القوى الطامعة التي تتأهب للانقضاض على "حضرموت"، ومناطق أخرى في الجنوب والشمال اليمني. الحل أمام اليمنيين يتمثل في المصالحة مع إخوانهم والدخول في تسوية سياسية تشمل الجميع قبل أن يفقدوا كل شي، ويتوجهوا جميعاً إلى المشاركة في بناء اليمن، واختيار الكوادر المؤهلة من جميع الأطراف بوجوه جديدة لم تشارك في الحرب الحالية. الأغلبية: من المثقفين والسياسيين ورجال الأعمال والقادة العسكريين الذين ضحوا من أجل الوحدة في الجنوب اليمني يحلمون بالسلام والأمان والحياة الكريمة ووقف الحرب العبثية والتوجه نحو بِنَا دولة النظام والقانون تحت ضَل الدولة اليمنية الواحدة، وليس لديهم رغبة في الانفصال! اليمن بحاجة ماسة إلى مشروع نهضوي يحمله النخبة المؤهلة القادرة على تحمل أعباء المرحلة القادمة والخروج باليمن إلى بر الأمان وتحقيق الأمن والسلام والحياة الكريمة لكل أبناء الشعب اليمني الصابر!.