وقف مجلس النواب في جلسته المنعقدة أمس برئاسة رئيس المجلس يحيى علي الراعي أمام ما تداولته وكالات الأنباء العالمية من اتفاق بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة ميون اليمنية الواقعة بباب المندب محافظة تعز وسط تحذيرات أطلقتها أمس جمهورية الصين الشعبية. وأصدر مجلس النواب بياناً حول ذلك عبر فيه عن رفضه واستنكاره لمثل هذا الاتفاق أو غيره من الاتفاقات التي تنتقص من سيادة اليمن في أي مكان من أرض الجمهورية اليمنية والجزر التابعة لها. ورأى مجلس النواب في بيانه أنه لا يحق لأي بلد أن يجري اتفاقات تخص بلداً آخر لأن في ذلك تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية، ولأنه مخالف للقوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية. وأهاب مجلس النواب في الجمهورية اليمنية بكل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية اليمنية والعربية والدولية القيام بدورها لمواجهة هذه التصرفات الخطيرة والتي ستزيد المنطقة اشتعالاً وتهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم وحركة الملاحة الدولية. وتسيطر قوات تحالف الاحتلال على جزيرة ميون منذ أكتوبر 2015م. وكانت "اليمن اليوم" نشرت في الأسابيع الماضية ترجمة لتقارير دولية بهذا الخصوص معززة بصور تظهر مشروع الإمارات في بناء القاعدة. إلى ذلك، وفي أول موقف دولي خرجت الصين عن صمتها تجاه التحركات الأمريكية في باب المندب ومساعي الأخيرة لإقامة قاعدة عسكرية، معتبرة أنها تهدد الأمن الدولي والمصالح القومية الصينية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية جنغ شوانغ إن بلاده تدين اتفاقية الولاياتالمتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة لإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية والواقعة في باب المندب. واعتبر "شوانغ" أن الاتفاقية جاءت في سياق مشروع "ناتو العربي" في وقت كشفت مصادر إعلامية أمريكية أن إسرائيل مشاركة في الاتفاق. وأضاف المتحدث (شوانغ) أن التواجد الأمريكي الإماراتي المصري في باب المندب يتعارض مع القوانين الدولية بسبب عدم وجود حكومة مستقرة في اليمن. وأكد أن إنشاء قاعدة عسكرية في باب المندب بالاتفاق بين الدول الثلاث في جزيرة ميون الاستراتيجية يعرض أمن المياه الدولية للخطر ويتعارض مع مصالح الحكومة الصينية ودول الاتحاد الأوروبي. وجاءت مخاوف الصين من تحركات الولاياتالمتحدة في باب المندب بسبب سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعادية للصين، وقد عبر عن عدائه بشكل علني في أكثر من مناسبة. وفيما تزعم الإمارات -بدعم من الولاياتالمتحدة- أن المعارك التي تقودها في باب المندب والساحل الغربي في اليمن بهدف تمكين شرعية هادي، إلا أن كثيراً من الشواهد ومنها ما عبرت عنه وزارة الخارجية الصينية تؤكد أن المعركة مرتبطة بسعي الولاياتالمتحدة لفرض سيطرتها على الممرات الدولية والهيمنة عليها. بن حبتور يؤكد التزام الحكومة حضور جلسة (الرواتب) السبت من جهة أخرى استمع مجلس النواب إلى رسالة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ عبدالعزيز بن حبتور والموجهة إلى رئيس المجلس. تلاها وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي عبدالله أبو حليقة، أكد خلالها حضور حكومته جلسة السبت بحسب المهلة التي منحها المجلس لتقديم رؤى عملية لحل أزمة الرواتب. وقال بن حبتور في رسالته: "ووافق المجلس على قبول الرسالة على أن يأتي رئيس الوزراء وأعضاء حكومته ومعهم حلول للوضع المالي القائم وفي مقدمة ذلك صرف مرتبات موظفي الدولة مدنيين وعسكريين". وعلى ذات الصعيد البرلماني نقل وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى اعتذار وزير الإعلام عن حضور هذه الجلسة، مفيداً أنه سيحضر جلسة المجلس يوم السبت القادم. ووافق المجلس على قبول هذا الاعتذار على أن يحضر وزير الإعلام جلسة المجلس للإجابة على السؤال الموجه إليه. كما وقف المجلس أمام الأحداث الجارية في مديرية عتمة محافظة ذمار، وعبر عن أسفه لتلك الأحداث المأساوية، ودعا الجميع إلى احترام النظام والقانون. وأقر المجلس توصية الحكومة القيام بتوجيه المعنيين في هذه الأحداث بوقف إطلاق النار على الفور، وحل المشكلة القائمة حفاظاً على الدماء اليمنية التي تسفك دون وجه حق. وفي سياق متصل، استنكر مجلس النواب جريمة اغتيال القاضي يحيى محمد موسى -مستشار وزارة العدل، عضو رابطة علماء اليمن- أمام منزله بمدينة ذمار على أيدي الغدر والخيانة والإرهاب والتطرف. واعتبر مجلس النواب هذه الجريمة النكراء، المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي وعُرف وقيم الشعب اليمني وكل الأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن وسلامة المواطنين، تهدد الأمن والاستقرار والسكينة العامة.