كشفت صحيفة "نيويورك بوست" الأحد، أن وكلاء يعملون لصالح الحكومة السعودية في الولاياتالمتحدة، يستخدمون قدامى المحاربين الأميركيين كأدوات في مخطط للتخلص من قانون "جاستا"، والذي يمهد الطريق أمام أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر لمقاضاة السعودية عن دورها في الهجمات الإرهابية. وتحدث عدد من قدامى المحاربين الأمريكيين للصحيفة الأمريكية، عن تعرضهم للخداع عبر مساعدة السعودية على التهرب من دفع تعويضات لضحايا هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. وقال تيموثي كورد، الذي خدم كرقيب في المارينز بالعراق للصحيفة: "التحقت بقوات المارينز كنتيجة مباشرة لهجمات 11 سبتمبر.. إنه أمر مقزز أن يتم طلبي لتناول النبيذ والعشاء على حساب أولئك الذين انضممت في الأساس للقتال ضدهم". ووصف تيموثي كورد هذه الرحلات إلى واشنطن على أنها شكل من أشكال الرشوة، خاصة أن كل تكاليف الرحلة كانت مدفوعة من قبل المنظمين من السفر جوا إلى التاكسي والوجبات والغرف في فندق ترامب الدولي الذي تصل تكلفة الإقامة لليلة واحدة فيه إلى 560 دولارا، وفي مقابل ذلك يقوم قدامى المحاربين بتحذير أعضاء الكونجرس من تبعات "جاستا" بهدف تعديله. وقال قدامى المحاربين الأميركيين ل"نيويورك بوست"، إن "الفضيحة السعودية" تشمل تقديم التماس لهم من أجل الذهاب في رحلات مدفوعة الأجر بشكل كامل إلى واشنطن والإقامة في فندق جديد لمجموعة ترامب بالقرب من البيت الأبيض، للمساعدة في الضغط على المشرعين الأميركيين بهدف تعديل قانون "جاستا". ولفتت الصحيفة إلى أن "مجموعة كورفيس" المنظمة لتلك الرحلات فشلت في الكشف للمشاركين فيها عن أن الحكومة السعودية تمول تلك الرحلات عبر نحو 75 وكيلا أجنبيا كلفتهم مقابل الحصول على أجر بالعمل في أنحاء الولاياتالمتحدة لمعارضة قانون "جاستا". وتحدث قدامى المحاربين للصحيفة عن أنهم لم يضللوا فحسب، بل كذب عليهم علنا، حيث نفى لهم أحد المنظمين خلال رحلة جرت مؤخرا أي دور سعودي في تمويل الرحلة، على الرغم من أن وثائق فيدرالية تظهر أن المنظم معه عقد بقيمة 100 ألف دولار مع السعودية ومسجل على أنه وكيل يعمل لصالح المملكة. وأشارت الصحيفة إلى حالة الاستياء والغضب في أوساط قدامى المحاربين جراء الأسلوب "السعودي القذر" ومن خلال قيام بعضهم بالكذب على آخرين لإقناعهم بالقيام بهذه الرحلات على الرغم من تلقيهم أموالا من المملكة. وقالت الصحيفة، إن مجموعات الضغط اللوبية التي تعمل لصالح السعودية، كانت تريد من المحاربين القدامى أن يقتحموا الكونغرس الأمريكي، ليدرك النواب في الكونغرس أن المحاربين القدامى لديهم مخاوف جدية بشأن قانون "جاستا" وإقناعهم بأنه يحتاج إلى تعديل.