لقي عدد كبير من مرتزقة العدوان مصرعهم، بينهم قيادات ميدانية، وأصيب آخرون، خلال ال"48 ساعة الماضية" بعمليات نوعية للجيش واللجان الشعبية في عدد من الجبهات بمحور "باب المندب" على الساحل الغربي لتعز فيما اعترفت وسائل إعلام موالية للعدوان بغرق زورق حربي في سواحل المخا، وخسائرهم الفادحة في هذا المحور. وأوضحت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية في جبهة "كهبوب" بمديرية المضاربة رأس العارة محافظة لحج -أهم جبهة في محور المندب- أن الجيش واللجان الشعبية، أفشلوا، فجر أمس، زحفاً للمرتزقة صوب جبال كهبوب الاستراتيجية من جهة الجنوب الشرقي، ودارت معارك عنيفة أجبرت المرتزقة على الفرار بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وأشارت المصادر إلى أن سلسلة غارات جوية استهدفت الجبال الاستراتيجية، كنوع من التمهيد لمحاولة تقدم المرتزقة ميدانياً، إلّا أن الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. فيما استهدفت القوة المدفعية للجيش واللجان عربات عسكرية للمرتزقة جنوب جبال كهبوب، قبيل ساعات قليلة من البدء بمحاولة الزحف. وأكدت المصادر العسكرية أن القصف المدفعي استهدف تجمعاً لنحو 15 آلية مدرعة قدمت من معسكر المرتزقة في منطقة الحجف، لتعزيز مواقعهم والبدء بالزحف نحو جبال كهبوب، لافتة إلى أن القصف حقق إصابات مباشرة في الآليات وأوقع قتلى وجرحى في صفوف طواقمها، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل قتلى وجرحى المرتزقة إلى مشافي عدن والمستشفى الريفي بمديرية المضاربة ورأس العارة. وتبعد جبال كهبوب الاستراتيجية عن باب المندب بمسافة 30 كم من جهة الشمال الشرقي، وكان الأبطال قد تمكنوا من تأمين كامل هذه السلسلة مطلع يوليو 2016م إثر معارك عنيفة مع المرتزقة كبدتهم خسائر كبيرة في العدة والعتاد والأرواح، وفشلت بعد ذلك عشرات الزحوفات من قبل المرتزقة لاستعادة هذه الجبال الهامة، والتي تشكل المدخل الرئيسي للساحل الغربي، غير أنها باءت بالفشل وكان أشهرها الزحف الكبير بتاريخ 7 يناير الماضي بدء ما تسمى عمليات (الرمح الذهبي)، والذي سقط خلاله قائد الهجوم، قائد محور ذوباب-المخا العميد عمر سعيد الصبيحي و19 بينهم قادة كتائب وعشرات الجرحى. وإلى الشمال الشرقي من كهبوب، حيث تجدد اشتعال المعارك في المناطق الواقعة ما بين مديرية المضاربة محافظة لحج، ومديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز. وقال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن مجاميع من مرتزقة العدوان جددوا، مساء أمس الأول، محاولة التسلل من مرتفعات المضاربة ورأس العارة صوب المناطق المحاذية التابعة لمديرية الوازعية، تعز، بإسناد جوي من قبل طيران العدوان الذي شن 3 غارات، لم تسهم شيئاً في إسناد المرتزقة الذين عادوا أدراجهم مع حلول صباح، أمس الجمعة، محملين بجثث القتلى وأجساد الجرحى من عناصرهم. وتعتبر مديرية الوازعية بمرتفعاتها الشاهقة، الظهير الخلفي لجبال كهبوب بمضاربة لحج، وسلسلة جبال العمري بمديرية ذوباب، غرب تعز، وجميعها تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، بينما يحاول الغزاة ومرتزقتهم بين الآونة والأخرى تحقيق أي تقدم والسيطرة على أي من تلك المواقع الهامة ولكن دون فائدة، رغم الفارق الكبير في التسليح العسكري والإسناد الجوي المكثف الذي تتمتع به قوات المرتزقة. جبهات ذوباب والمخا وتواصلت، خلال ال"48 ساعة الماضية" عمليات التنكيل بالغزاة ومرتزقتهم في الجبهات بمحاذاة البحر من ذوباب إلى المخا. وأكدت مصادر عسكرية ميدانية ل"اليمن اليوم" أن الجيش واللجان الشعبية قصفوا بالمدفعية وصليات الكاتيوشا تعزيزات عسكرية للمرتزقة عبارة عن آليات "مدرعات وأطقم ومدافع" جنوب قرية الحريقية، 5 كم جنوب مدينة ذوباب. وأشارت المصادر إلى أن التعزيزات كانت قادمة من باب المندب إلى مدينة ذوباب وتم مباغتتها بصليات من صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية حققت إصابات مباشرة في الرتل العسكري، ودمرت نحو 6 آليات ما بين مدرعات وأطقم حديثة. وبالتزامن مع ذلك نفذ أفراد معدودون من الجيش واللجان الشعبية عملية نوعية ضد الغزاة ومرتزقتهم، شمال مدينة المخا. وطبقاً لذات المصادر العسكرية فإن الأبطال تمكنوا من التسلل إلى مقربة من آليات جنوب قرية يختل، واستهدفوها بالصواريخ الحرارية وتم تدمير وإحراق مدرعة من نوع "الأسطورة" ذات الإطارات الستة، وطقمين عسكريين وسقوط عناصرها قتلى وجرحى. فيما نفذ أفراد آخرون من الجيش واللجان عملية مماثلة ضد المرتزقة بالقرب من منطقة الخضراء، جنوب مدينة المخا، وتمكنوا من استهداف آليتين ومصرع طاقميهما. وأكدت مصادر موالية للعدوان أن عمليات الجيش واللجان الشعبية، في المخا، اليومين الماضيين، أسفرت عن مصرع قائدين ميدانيين أحدهما ركن استطلاع (اللواء الأول حزم) يدعى العميد ركن صالح سالم الصبيحي، من أبناء كرش مديرية القبيطة، والآخر يدعى "مروان نجيب فضل الصبيحي" من أبناء طور الباحة. وشن طيران العدوان السعودي، يومي الخميس والجمعة، عدة غارات استهدفت جبال ومعسكر العمري، بمديرية ذوباب، ومعسكر خالد في مفرق المخا، ومنطقة يختل، شمال المخا. اعترافات ب"النكسة" من جهة أخرى واصلت عدد من وسائل الإعلام الموالية للعدوان اعترافاتها بالخسائر الكبيرة بجبهات الشريط الساحلي الغربي لتعز، واصفة ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية ب"النكسة الكبيرة". وقالت صحيفة "الأمناء" في موقعها الالكتروني، الخميس، إن ما أسمتها ب"مليشيات صالح والحوثي" تمكنت خلال الأيام الثلاثة التي سبقت الخميس المنصرم، من قتل وأسر ضباط وأفراد مما يعرف ب"لواء زايد" المشكل من قبل "التحالف"، والمسنود سعودياً. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري في الساحل الغربي، أن مصير قائد عمليات لواء زايد العميد فضل الحقلي الضالعي، لا يزال مجهولاً ولم يتم الوصول إلى موقع الكمين الذي نُصب لهم، غرب جبل حوزان، بمديرية ذوباب، لأخذ جثته أو معرفة مصيره من الأسر، بسبب السيطرة النارية القوية للجيش واللجان الشعبية. وأشارت ذات الصحيفة "الأمناء" إلى أن قائد الكتيبة الثانية في لواء زايد، العقيد مقراط اليافعي، تم أسره مع أفراده والطقم الخاص بهم، وسقوط العشرات من القتلى والأسرى، جميعهم من أفراد اللواء، واصفة هذه العملية ب"النكسة الكبيرة" التي تعرض لها لواء زايد ونجاة قائده اللواء العميد الركن عبدالغني الصبيحي من القتل بأعجوبة، إثر كمين محكم نصبه الجيش واللجان الشعبية. من جهة أخرى اعترف موقع "عدن الغد" -الموالي للعدوان- بإغراق زورق حربي قبالة سواحل المخا. وذكر الموقع أن الزورق ويدعى "صنعاء" يتبع خفر السواحل بخليج عدن، وتعرض للغرق أمس الجمعة أثناء ما كان في مهمة دورية بسواحل المخا، حيث انفجر فيه لغم بحري، ما أدى إلى مصرع أحد أفراد الدورية ويدعى محمود خان من أبناء التواهي وفقدان شخصين آخرين. فيما ذكر موقع صحيفة "الأمناء" أن الزورق تعرض للانفجار في ميناء المخا، مخلفاً اثنين –مفقودين- هما "ضرار القادري ومحمود الهندي" بالإضافة إلى 8 جرحى هم "صفوان العزيبي، عبدالسلام، رائد عقلان، محمد باشابص، ناصر القباطي، أحمد جردم، حسن النهاري، علي حماش".