كشف موقع (ميدل إيست آي) البريطاني عن إرسال الجيش الباكستاني لواء متكاملا على وجه السرعة لتعزيز الجيش السعودي داخل أراضي المملكة فيما حذرت جمهورية روسيا الاتحادية تحالف العدوان السعودي من مغبة اقتحام ميناء الحديدة. ونقل الموقع البريطاني عن مصادر وصفها بالمسئولة والرفيعة أن اللواء العسكري الباكستاني سيتمركز جنوب المملكة ولن يتم استخدامه خارج حدود السعودية. وكانت السنغال سبقت باكستان حيث نشرت مطلع العام الماضي 2100 جندي وضابط لمساندة الجيش السعودي داخل أراضي المملكة، كما تشارك الإمارات والبحرين والكويت وقطر بعدة كتائب وأكثر من 5000 مرتزق يمني للقتال في صفوف الجيش السعودي في القطاعات الثلاثة (نجران-جيزان-وعسير) وفق ما هو معلن سعودياً. واعتبر (ميدل إيست آي) المشاركة الباكستانية "أحدث تطور في الحرب الوحشية والمدمرة على مدى عامين، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص في اليمن وإصابة أكثر من 40 ألفاً، فضلاً عن الزج بالشعب الفقير إلى حافة المجاعة، وفي المقابل، على نحو متزايد، يشن الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح هجمات على أهداف داخل المملكة، وفقاً للموقع. وقالت الحكومة الباكستانية في بيان سابق بأن أي انتهاك "لوحدة الأراضي السعودية" سيلقى رداً قوياً من باكستان" دون أن تتضح ماهية هذا الرد. بيد أن مراقبين يستبعدون انخراط إسلام أباد في الحرب على اليمن لاعتبارات خارجية، فضلاً عن انقسام داخلي قد تعمقه المشاركة في عملية "عاصفة الحزم". ويرى آخرون أن المشاركة قد تنحصر بتلبية الحد الأدنى من مطالب الرياض لجهة وقف التمدد اليمني داخل نجران وجيزان وعسير. وجاء نشر القوات العسكرية الباكستانية بعد زيارة قام بها قائد الجيش الباكستاني الجديد قمر باجوا، للمملكة في زيارة رسمية استمرت 3 أيام في ديسمبر العام الماضي. وفي وقت لاحق، التقى الأمين العام قمر جاويد باجوا برئيس الأركان العامة للقوات السعودية، اللواء عبدالرحمن بن صالح البنيان، لمناقشة العلاقات العسكرية، والتعاون في مجال الدفاع والوضع الأمني الإقليمي، واتفقا على تعزيز التعاون العسكري. وتعد منطقة إرسال القوات الباكستانية حساسة من الناحية السياسية لإسلام أباد، لأنه قبل عامين رفض البرلمان الباكستاني طلبا من العاهل السعودي الملك سلمان لانضمام باكستان إلى التحالف الذي يقاتل الحوثيين وحلفاءهم. وناقش البرلمان الباكستاني إرسال قوات للمشاركة حينها ضمن التحالف لمدة أربعة أيام، وهيمن على النقاش الخوف من أن تلك الخطوة من شأنها زيادة تأجيج العنف الطائفي في باكستان التي يمثل الشيعة فيها نسبة 20%. وأصبح النقاش البرلماني أيضا هدفا لحملة مكثفة. ورغم رفض البرلمان قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف "إن إسلام أباد مستعدة للقيام بأية خطوات من أجل الدفاع عن حليفتها السعودية في مواجهة أي "خطر على أمنها الوطني". وأعلن آصف "أن الحكومة السعودية طلبت من إسلام أباد تقديم طائرات وسفن حربية وكذلك وحدات من الجيش الوطني للمشاركة في العملية ضد الحوثيين في اليمن". من جهتها حذرت جمهورية روسيا الاتحادية تحالف العدوان السعودي من مغبة اقتحام ميناء الحديدة، مشددة في الوقت نفسه على أن المستفيد من هذه الحرب (القاعدة وداعش). وجاء في بيان للخارجية الروسية: "إن الوضع في البلاد يتحول إلى كارثة كبرى جراء موجة جديدة للتصعيد، وتم تأكيد هذه التقديرات المرعبة خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 10 مارس/آذار من قبل نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفين أو براين". وكثف تحالف العدوان السعودي مؤخراً غاراته الجوية على محافظة الحديدة، مستهدفاً مناطق متفرقة على رأسها الميناء، وفي سياق مخطط معلن من قبلهم للسيطرة على الميناء. وأضافت الخارجية الروسية في بيانها إن "قلقا بالغا تثيره المخططات لاقتحام مدينة الحديدة التي تمثل أكبر ميناء في اليمن"، موضحا أن "المعارك في هذه المنطقة لا مفر من أن تؤدي إلى نزوح جماعي للسكان المحليين بل وإلى القطع العملي لعاصمة البلاد، صنعاء، عن إمدادات توريد المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية"، ما سيسفر عن تداعيات كارثية. واستطردت الوزارة في بيانها المنشور على موقعها الرسمي قائلة: "تستمر الغارات الجوية بإلحاق أضرار ضخمة في البنية التحتية المدنية في اليمن، وتم تدمير عدد كبير من المدارس والمستشفيات ومواقع النقل، فيما أصبح توريد المواد الغذائية والوقود إلى البلاد أمرا بالغ الصعوبة بسبب الحصار الجوي المتواصل والقيود التي يجري فرضها بشكل عشوائي على عمليات النقل البحرية". وأضاف البيان أن "هناك نقصا حادا في الأدوية ما قد يؤدي إلى موت كثير من اليمنيين جراء أمراض يمكن معالجتها". كما أشارت الوزارة إلى أن وضعا كارثيا تشكل في شمال البلاد بسبب نقص السيولة، حيث لم يحصل موظفو القطاع العام على أجورهم أكثر من نصف سنة. وشددت الخارجية الروسية على أن "هذه الفوضى يستفيد منه إرهابيو تنظيمي داعش والقاعدة، الذين عززوا مواقعهم في مختلف أنحاء البلاد وفي جنوبها على وجه الخصوص، الأمر الذي يزيد من صعوبة الوضع الإنساني في اليمن". وفي انتقاد صريح لازدواجية المواقف تجاه اليمن وسورةا من قبل الدول الغربية قالت الخارجية الروسية في ذات البيان إن "هذا الوضع لا يطفو تقريبا على السطح في تقارير الإعلام الغربي ومواد المنظمات الحقوقية غير الحكومية"، مشيرا إلى أن "الغرب لا يبدي اهتماما به كذلك في المنصات الدولية، الأمر الذي يختلف بشكل حاد مع نشاطه المفرط للغاية بشأن سورية".