عاد جبل النار، شرق مدينة المخا، على شريط الساحل الغربي لمحافظة تعز، إلى الواجهة مجدداً بانكسارات جديدة لمرتزقة العدوان السعودي في محيط هذا الجبل الاستراتيجي، خلال ال48 ساعة الماضية، رغم الإسناد الجوي والبحري المكثف للمرتزقة بعشرات الصواريخ والقنابل العنقودية، ومن جهة أخرى لا يزال الخوف والرعب هو المسيطر على الأحياء التي يتواجد فيها عملاء العدوان بمدينة تعز –مركز المحافظة- حيث تواصلت، اليومين الماضيين جرائم القتل لمدنيين وآخرين من ذات الفصائل، في وضح النهار. وفي التفاصيل أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية بأن المرتزقة جددوا مساء الخميس، تنفيذ زحف كبير صوب جبل النار تحت غطاء جوي وبحري مكثف عبر السفن الحربية والمقاتلات ومروحيات الأباتشي، لافتاً إلى أن معارك عنيفة خاضها الجيش واللجان الشعبية مع المرتزقة استمرت زهاء 4 ساعات وتكللت بكسر زحف المرتزقة وإجبارهم على التراجع بعد تكبيدهم عشرات القتلى والجرحى، وتدمير آليات. وأكدت المصادر أن العملية أسفرت عن تدمير 3 مدرعات وإحراقها مع طواقمها إثر استهدافها بصواريخ موجهة، فيما تجاوز عدد القتلى والجرحى في صفوف المرتزقة نحو ال"6 أفراد". المصادر ذاتها كشفت عن كمين محكم نفذه الجيش واللجان الشعبية لمجموعة من المرتزقة جنوب جبل النار، مشيرة إلى أن الأبطال سمحوا للمرتزقة بالتقدم إلى تبة جبلية تطل على قرية "الثوباني" الواقعة في محيط جبل النار من الجهة الجنوبية، وبعد ذلك تم الالتفاف عليهم وإمطارهم بوابل من النيران وقذائف الهاون، موقعين فيهم قتلى وجرحى لم تتوفر الإحصائيات بأعدادهم، وفقاً لتعبير المصادر، ولاذ من تبقى منهم بالفرار والعودة جهة الغرب، بعد تدخل مروحيات الأباتشي التي تمكنت من فتح الطريق للمرتزقة وتغطيتهم خلال عملية الفرار. وأوضحت المصادر أن من بين قتلى المرتزقة قائد أحد الكتائب ويدعى "محمد ناجي الأديب" الذي تم اصطياده مع آخرين بعمليات قنص لحظة الفرار. وعقب ذلك شن طيران العدوان "F16 والأباتشي" نحو 30 غارة، فيما ساهمت السفن الحربية بنحو 13 صاروخاً، واستهدفت جميعها، جبل النار وقرى الثوباني وجامعة وجبل حسيني، ومعسكر خالد بن الوليد بالإضافة إلى غارات أخرى وقصف صاروخي بحري على مناطق متفرقة في قرية يختل والمزارع الواقعة شمال وشرق القرية. يذكر بأن المرتزقة بدأوا زحوفاتهم نحو جبل النار، بتاريخ 20 فبراير الماضي، وفشلوا في تحقيق أي تقدم. ويبعد جبل النار عن مدينة المخا من جهة الشرق بمسافة 22 كم، ويعتبر من أكثر الجبهات استنزافاً للمرتزقة وعتادهم العسكري في الساحل الغربي بعد جبهات معسكر وجبال العمري بمديرية ذوباب، في ذات الساحل. قصف مدفعي في "ذوباب" وغارات على "كهبوب" وفي جبهة ذوباب قال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن قوة الإسناد المدفعي للجيش واللجان الشعبية أحبطت محاولة زحف صوب معسكر العمري مساء الجمعة، حيث قصفت تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان خلف تبة "السيمال" الواقعة شمال مفرق العمري، بمديرية ذوباب، مشيراً إلى أن القصف حقق أهدافاً مباشرة في الآليات والأفراد، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان وتنتقل بعد ذلك إلى المستشفى الميداني للمرتزقة في مدينة ذوباب، وباب المندب. وعقب فشل مخطط الزحف على معسكر العمري شن طيران العدوان نحو 10 غارات متتالية على المعسكر مستخدماً في بعضها قنابل عنقودية. ومنذ مطلع يناير الماضي وحلف العدوان يدفع بمرتزقته مجاميع تلو الأخرى للزحف باتجاه معسكر العمري، بغرض السيطرة عليه والجبال الاستراتيجية المطلة عليه، غير أن جميع زحوفاتهم باءت بالفشل وتحول المعسكر والجبال إلى نار ملتهبة تلتهم جميع الزحوفات. وإلى الشرق من مديرية ذوباب، شن طيران العدوان السعودي 9 غارات على جبال كهبوب الاستراتيجية الواقعة في النطاق الجغرافي لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج. تطورات الجبهات الأخرى إلى ذلك سقط قتلى وجرحى من مسلحي السلفيين والقاعدة والإصلاح، الموالين للعدوان السعودي، بنيران الجيش واللجان الشعبية، شرق مدينة تعز، مركز المحافظة. وطبقاً لمصادر عسكرية فقد دارت معارك عنيفة مساء الخميس، جراء محاولة عملاء ومرتزقة العدوان التقدم صوب معسكر التشريفات. وأكدت المصادر مصرع 8 وإصابة نحو 15 آخرين من المرتزقة، يتقدم القتلى قائد ميداني في كتائب أبو العباس يدعى "أحمد بدر الذبحاني"، وآخر من لواء الصعاليك ويدعى" أسامة الجبلي". كما تجدد القصف المدفعي في جبهة "المفاليس" التابعة لمديرية حيفان والمحاذية لمديرية طور الباحة بمحافظة لحج، تزامناً مع اشتباكات متقطعة بين الطرفين في جبهة الصلو بمحافظة تعز. استشهاد رجل وامرأتين بقنبلة عنقودية واستشهد، الخميس، ثلاثة مواطنين من أبناء مديرية موزع، غرب محافظة تعز، جراء انفجار قنابل عنقودية ألقاها طيران العدوان السعودي على مناطق في المديرية. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي بأن رجلاً وامرأتين استشهدوا بانفجار ذخائر عنقودية من مخلفات طيران العدوان، لافتا إلى أن المديرية تعرضت للقصف بعشرات القنابل العنقودية، منذ بدء المعارك في المخا، مطلع فبراير المنصرم.