تظاهر المئات من أبناء محافظةالبيضاء أمس تنديدا باستهداف المدنيين بواسطة الطائرات بدون طيار. وقال مصدر محليفي المحافظة ل"اليمن اليوم" إن المئات من أبناء القبائل شاركوا فيمسيرة جابت أمس شوارع مدينة رداع، للتنديد بالغارة الجوية التي استهدفت مدنيين فيمنطقة "حمم السلام" مديرية "ولد ربيع" محافظة البيضاء، مشيرا إلىأن المسيرة رفعت شعارات تدعو الحكومة إلى وقف العمليات العسكرية للطائراتالأمريكية، وأخرى تحذر من مغبة سقوط المزيد من القتلى في صفوف المدنيين. ونفىالمصدر أن تكون المدينة قد شهدت اشتباكات بين قوات الجيش والقبائل، لكنه أشار إلىأن المسيرة عكست موجة غضب عارم في صفوف أهالي المحافظة جراء الغارة التي سقط فيها11 شخصاً من المدنيين. في هذه الأثناء اتهم محافظالبيضاء (محمد ناصر العامري) من وصفهم بالموالين لتنظيم القاعدة بالسعي لتحريضالقبائل الموجعة بهدف تفجير الوضع في المحافظة. ونفى "العامري" في تصريحل"اليمن اليوم" أن تكون ثمة اشتباكات بين القبائل والجيش، مشيرا إلى أنأهالي الضحايا تفهموا الوضع. وأشار المحافظ إلى أن القصف لم يكن يستهدف المدنيينبقدر ما صادف مرور سيارة تابعة للقاعدة بالقرب من سيارتهم وهو ما تسبب في الحادثة.وأكد المحافظ سقوط 11 مدنياً في الضربة الجوية التي يعتقد أنها لطائرة بدون طيار،بينهم امرأة وابنتها، منوها إلى التزام الدولة بمعالجة الموضوع من خلال معاملةالضحايا على أنهم شهداء وتعويض أسرهم التعويض العادل، وأنه بصدد متابعة موضوعهم فيصنعاء. في سياق متصل حذر باحث في شئونالجماعات الإسلامية من إمكانية استعادة القاعدة لسيطرتها على المحافظة في حال لمتحض قضية ضحايا الغارة الأمريكية في البيضاء، مشيرا إلى أن الفاجعة لدى قبائلالمحافظة قد تخلق تعاطفا مع عناصر التنظيم الذين ما يزالون متواجدين في عدة مناطقفي المحافظة. وتوقع الباحث أن تعود القاعدة إلى رداع مستغلة بذلك عمق الفجوة بينالحكومة والقبائل والتي خلفها سقوط مدنيين. وهذه المرة الثانية التي يسقط فيهامدنيون في أقل من أسبوع نتيجة الضربات الجوية التي تشهدها بعض محافظات الجمهورية.حيث سبق وأن قتل مدنيون في غارة جوية استهدفت سيارة يعتقد بأنها لعناصر القاعدة فيحضرموت وقتل فيها أحد أئمة الجوامع هناك. ورغم تكرار حالات سقوط مدنيين في الغاراتالجوية التي تشنها طائرات يعتقد بأنها أمريكية بشكل شبه يومي، إلا أن الحكومةتلتزم الصمت في كل حادثة.ويشهد الشارع اليمني موجة غليان نتيجة تلك الضربات التيقد تدفع أبناء القبائل إلى إسقاط الحكومة أو حمل السلاح في وجهها في حال استمرتتلك الضربات الجوية مثلما تحولت قبائل وزيرستان في باكستان إلى جبهة قتال ضدالقوات الحكومية عندما تكرر سقوط مدنيين، مما دفع السلطات الباكستانية حينهاللمطالبة بوقف عمليات الطائرات بدون طيار، ودخلت حينها باكستان في خلاف مع وشطنأدى إلى توتر العلاقات بين البلدين، لكن كما يبدو فإن الحكومة اليمنية التي تسعى إلىدعم واشنطن في مؤتمر المانحين تعجز عن المطالبة حتى بعدم استهداف المدنيين في مثلتلك الضربات.