خرجت أمس في مدينة تعز مظاهرة وصفت بالحاشدة للتنديد بمجزرة عدن الدامية التي راح ضحيتها 15 قتيلاً و90 جريحاً من أنصار الحراك برصاص الأمن أثناء احتفال الإصلاح بالذكرى الأولى للانتقال السلمي للسلطة. وجابت المسيرة التي دعا إليها تكتل أحزاب اللقاء المشترك، وانطلقت من جولة وادي القاضي عدة شوارع قبل أن تشهد مشادات بين حزبي الإصلاح والاشتراكي لينسحب الأول متهما الثاني بالتحريض ضده. واتهمت وسائل إعلامية تابعة لحزب الإصلاح الحزب الاشتراكي بالوقوف وراء التحريض على الإصلاح ورموزه، وقال موقع "مأرب برس" الإخباري إن المسيرة المليونية التي دعت إليها أحزاب المشترك فشلت بعد انسحاب التنظيم الناصري والإصلاح احتجاجاً على ترديد هتافات ضد الإصلاح والزنداني وبيت الأحمر، وشعارات منها (يا إصلاحي صح النوم، لا إصلاح بعد اليوم). وحمَّل البيان الصادر عن شباب الإصلاح فرع تعز –نشرته وسائل إعلام الإصلاح- اللقاء المشترك مسئولية الإساءة ضد حزب الإصلاح، مطالبين الحزب باتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الإساءات التي أطلقها كوادر ونشطاء الحزب الاشتراكي ضد الإصلاحيين وتوضيح حقيقة الشراكة بين أحزاب المشترك، وهل هي مبنية على أسس وطنية أم على حسابات ضيقة، على حد تعبيرهم. من جهته قال الرئيس الدوري لأحزاب المشترك بالمحافظة علي نعمان ل"اليمن اليوم" إن المسيرة لم يكتب لها النجاح بالشكل المطلوب، متهماً شباباً طائشين لا يمثلون أحزابهم، وبعضهم غير مؤطر ضمن أحزاب المشترك بالتسبب في المشادات بين الإصلاح والاشتراكي أثناء المسيرة، ما أدى إلى انسحاب الإصلاح منها. وأوضح نعمان أن "المسيرة دعينا لها في اللقاء المشترك بالإجماع، وحددنا ما هي الشعارات واللافتات ومكان وزمان المسيرة، بحيث تنطلق الساعة العاشرة من وادي القاضي لتتوقف في ساحة الحرية، لكن ما أن انطلقت المسيرة حتى بدأ شباب من الاشتراكي برفع لافتات مخالفة لما اتفقنا عليه، وحاولنا إقناعهم بعدم رفع اللافتات التي تحمل شعارات صارخة، لكن بعض الشباب المتهورين لم يلتزموا". وأضاف: استمرت المسيرة، وكان شباب الإصلاح يرفعون الشعارات المتفق عليها ملتزمين بالنظام، واستمر بعض شباب الاشتراكي في رفع الشعارات المخالفة، وحصلت مشادات بين شباب الطرفين وحاولنا تهدئة الأمور وتواصلنا مع قيادات الطرفين، وبعد ذلك حاول شباب من الاشتراكي الاعتداء على سيارة الإعلام التابعة للإصلاح وهدأنا الأمور مرة ثانية، وواصلت المسيرة طريقها إلى وسط شارع جمال وكل طرف يهتف بشعارات، الأمر الذي جعلنا نتواصل مع قيادات الإصلاح، وتحديداً الأخ صادق منصور والذي أقنع المشاركين من حزبه بالانسحاب خشية تطور الأمور والوقوع في ما لا يحمد عقباه.. واستجاب له أنصار حزبه وكانوا للأمانة عقلاء واستمرت المسيرة بعد ذلك اشتراكية مسافة قصيرة قبل أن يصل سكرتير ثاني منظمة الحزب الاشتراكي بتعز عبدالحكيم شرف، والذي أقنعهم بإنهاء المسيرة وأن ما تم رفعه من لافتات وشعارات ليست المتفق عليها. وعن موقف المشترك في تعز من مجزرة خميس عدن وما رافقها من أحداث عنف قال الرئيس الدوري للمشترك علي نعمان في سياق تصريحه للصحيفة "نحن ندين العنف من أي طرف كان وما حصل في عدن لا شك أنه ضد الوحدة، ولا يخدم مؤتمر الحوار الوطني المرتقب". من جانبه أكد أمين سر التنظيم الوحدوي الناصري بتعز رشاد الأكحلي مشاركة التنظيم في المسيرة أمس. وقال ل"اليمن اليوم" التنظيم شارك التزاماً منه بما تم الاتفاق عليه مشيراً إلى أن المسيرة "لم تكن بالحجم المطلوب والمؤمل"، وفي السياق قال عضو الهيئة التنفيذية للمشترك بتعز محفوظ الجنيد إن المسيرة تمت بمشاركة الآلاف إلا أنها شهدت بعض المنغصات بالنسبة للعمل المشترك. ودعا الجنيد في تصريح ل"اليمن اليوم" حكومة الوفاق إلى "التوقف فوراً عن خلق المبررات لمزيد من القمع وإراقة الدماء، وإدخال الجنوب في متاهات العنف"، وهي الدعوة نفسها التي أطلقها المشاركون في المسيرة. وحمل المشاركون لافتات تعبر عن رفضهم للأحداث في الجنوب وما رافقها من خطاب سياسي قالوا إنه تحريض ودعوات مشبوهة للحسم بالقوة، كما حملوا صور قيادات جنوبية بارزة بينها رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي حسن باعوم، مؤكدين تضامنهم الكامل مع أبناء المحافظات الجنوبية.