مئات الآلاف يغادرون بلدهم ليبيا على خلفية انتشار جرائم الثأر والانتقام وحالة الانفلات الأمني وتزايد جرائم الاغتيالات وجرائم القتل والتصفية وسيطرة مليشيات الجماعة الإرهابية وأمراء الحرب على معظم مدن ليبيا ومن بينها طرابلس. يهناكم يا ثوار الناتو ليبيا الجديدة.. نفط آمن ورخيص إلى أوروبا مقابل إنسان خائف وبدون وطن بعد أن تحول وطنه إلى محطة لتصدير السلاح والإرهابيين إلى كل "أرض جهاد" يتم تحديدها وإعادة تسميتها بين فترة وأخرى من قبل قطر والسعودية وإسرائيل وأمريكا والتنظيم الدولي للجماعات الجهادية. أرض الجهاد اليوم تمتد من مالي إلى سورية إلى اليمن والصومال والعراق، وغداً تتغير "أرض الجهاد" بعض الشيء وفقا لمتغيرات المصالح الدولية والإقليمية. الثابت هو النفط والإرهاب الليبي ولا شيء غيرهما في طرابلس الغرب.
رئيس (عربي ووحدوي) منذ 24عاما! عندما قاد عمر البشير انقلابا عسكريا باسم ثورة الإنقاذ في 30يونيو 1989 قال حينها إن ثورته"الإنقاذية" قامت في الأساس من أجل الحفاظ على وحدة السودان وهوية السودان التي فرطت بها الأحزاب العلمانية والطائفية حسب زعمه . غير أن ثورة الإنقاذ الإسلامية بقدر ما أطاحت بالديمقراطية وضربت بنيتها التعددية والحزبية لم تحافظ على وحدة السودان ولا على هوية السودان ولا على أي شيء آخر سوى حفاظها على عمر البشير رئيسا مستبدا ومهرجا لأكثر من 24عاما. ثورة الإنقاذ الإسلامية والإخوانية، ومن أجل بقائها متفردة بالسلطة فرطت بوحدة السودان -الدولة- وقسمتها إلى سودانين وهي مرشحة الآن لولادة سودانات أخرى، كما فرطت بهوية السودان العربية والإسلامية وقسمتها إلى هويات محلية صغيرة لا جامع لها سوى الصراعات والحروب. ثورة الإنقاذ الإسلامية بشرت السودانيين وبشر أتباعها في المنطقة بقيام دولة العسل والسمن والاكتفاء الذاتي فإذا بنا نرى سوداناً للمجاعة والكوارث وحروب التطهير والإبادة ! وبينما وضع البشير في المحاكم الدولية كمجرم حرب قايض البشير سلطته بتقسيم بلده .